دور الشبكات السلكية واللاسلكية في اتصالات المهام الحرجة – مقابلة مع مسؤول إقليمي في شركة Nokia

تعتمد اتصالات المهام الحرجة على وجود بنية تحتية قوية تتيح استمرارية الاتصالات والقدرة على التنسيق حتى في الظروف الاستثنائية. وتشمل الاتصالات كلاً من الشبكات التقليدية السلكية واللاسلكية، بالإضافة للشبكات المتخصصة باتصالات المهام الحرجة والتي تعد غير متاحة للعامة. وبالنظر إلى الأهمية الحيوية لهذا القطاع، فقد استغلينا حضورنا للمعرض العالمي للاتصالات الحرجة (CCW) الذي أقيم مؤخراً في دبي للقاء السيد كمال بلوط، رئيس قسم المؤسسات والشركاء في الشرق الأوسط وأفريقيا، البنية التحتية للشبكات في نوكيا. وحدثنا السيد بلوط عن مواضيع عدة اخترنا منها إجابات هذه الأسئلة:

ما الذي تستعرضونه خلال مشاركتكم اليوم في CCW؟

يركز معرض CCW على استعراض اتصالات المهام الحرجة. لذا، من المُتوقع أن يكون الجمهور الرئيسي لهذا الحدث هو الزبائن الذين لديهم متطلبات للمهام الحرجة، مثل الجهات العاملة في السلامة العامة، والدفاع، والنفط والغاز، ومرافق الطاقة، والنقل. حيث يرى هؤلاء أن أعمالهم حيوية للمجتمع والدولة، لذا يُعد ضمان التواصل المناسب حيوياً في منتهى الأهمية، وذلك عبر توفير وسيلة تواصل متاحة دائماً.

إن ما تجلبه شركة Nokia والمميز في إرث الشركة هو توفير بنية تحتية للمهام الحرجة لهذه المنظمات، حيث نتوسع في توفير شبكات الجيل الرابع والخامس، والعتاد الذي يُعتبر العقل المدبر لها، بما يضمن قدرة الزبائن على إدارة، وضبط، وتطوير الشبكة مع تطور متطلباتهم.

ما نفعله هو البناء، مظهرين كفاءتنا الأساسية المتمثلة في بناء اتصال شامل بجانب القدرة على إدارته، والتحكم فيه، وتطويره مع تطور متطلبات بيئات المهام الحرجة. إذ لطالما كانت شركة Nokia لاعباً كبيراً في مجال الاتصالات، وخاصة الاتصالات الخلوية.

هل تعتمد البنية التحتية للمهام الحرجة على الشبكات الخلوية أم أنها منفصلة عنها؟

يجب النظر إلى الاتصال من أبعاد مختلفة. فمن الصعب اختيار تقنية واحدة والاعتماد عليها دون سواها. فعلى سبيل المثال، تتميز الاتصالات الخلوية بتوفير الوصول والتغطية، بينما تتميز اتصالات الخطوط الأرضية بتوفير السعة، والإنتاجية العالية، ووقت الاستجابة المنخفض. لذا، أحياناً تكون الشبكة اللاسلكية ذات وقت الاستجابة المنخفض أمراً جوهرياً، وهو ما نقدمه بوصفه البنية التحتية لشبكات LTE أو شبكات الجيل الخامس الخاصة.

لكن عندما يتعلق الأمر بالاتصالات السلكية، نجد أنها أصبحت مهمة للغاية؛ لأنها تدعم وسائط متعددة فائقة الجودة مثل بث الفيديو، وهو عامل مهم لإنقاذ الأرواح، ويتطلب شبكة مناسبة. لذا، نحن نخصص تجاربنا في بناء شبكات الجيل الرابع والخامس، ولكننا نقوم بذلك في ظل معرفتنا ببيئات المهام الحرجة لتناسب هذه المنظمات التي تتطلب شبكة فائقة الموثوقية.

نستعرض هنا التقنيات المُصممة للإنتاجية الفائقة ووقت الاستجابة فائق الانخفاض، والقادرة على ربط العديد من مرافق السلامة العامة، والمرافق الحيوية، حيث يمكن ربط آبار النفط، والمحطات الفرعية في بيئات مرافق الطاقة بطريقة آمنة بواسطة تقنية Quantum-Safe، والمُخصصة لتشفير حركة المرور فائقة السرعة بدرجة يصعب معها فك تشفيرها وإحداث ضرر.

بالحديث عن البنية التحتية للمهام الحرجة، كيف تراها في منطقة الشرق الأوسط؟ ما هو التحدي الأكبر أمامها؟

نرى أنّ العديد من المنظمات في الشرق الأوسط تعتمد البنية التحتية للمهام الحرجة. والمثال الأبرز مرافق السلامة العامة، وتلك فرصة لربط القوى العاملة مع جهات الاستجابة الأولية، وخلق بيئة يمكنهم فيها تبادل الوسائط المتعددة، ورفع وعي العمال والسكان.

كما أنّ منشآت النفط والغاز تعتمد هذا المفهوم، حيث تواجه تحدياً كبيراً في إدارة الجودة والإنتاجية في بيئات شاسعة، كما وأن مرافق الطاقة هي الأخرى تستخدم اتصالات المهام الحرجة، حيث تواجه ضغطاً مستمراً لقبول الطاقة المتجددة مع الحفاظ على معايير السلامة. إذاً، هو تحدٍ كبير للغاية، والطريقة الوحيدة للتغلب عليه هي من خلال توفير رؤية كاملة للأصول، وهذا هو الأساس.

في مجال النقل أيضاً، تعتمد عمليات القطارات بشكل كبير على بيئة المهام الحرجة. لذا، سواء كان الحديث عن الاتصالات اللاسلكية أو السلكية، فإنّ اعتماد هذه الكيانات على بيئة المهام الحرجة في تزايد مستمر.

مواضيع مشابهة

ما مدى أهمية اتصالات الحالة الحرجة لتقنيات مستقبلية مثل السيارات ذاتية القيادة والسيارات الطائرة؟

باختصار، الموثوقية العالية. يريد الجنس البشري التطور وتحقيق تطلعاته العظيمة، ولكن في الوقت نفسه، يطالب الجميع بالسلامة. فأنت لا تريد أن يكون أطفالك على متن سيارة طائرة إلا إذا كنت متأكداً بنسبة 100% من أنهم بأمان.

نريد التأكد من أن لدينا، على سبيل المثال، وقت استجابة متدن للغاية، وذلك بسبب الحاجة إلى الوعي بالموقف، وهو أمر يمكن أن يتبدل في أجزاء من الثانية. ولذلك يجب أن يتغير وقت الاستجابة بشكل أسرع من تغير الموقف. أي عليك أن تكون سابقاً للحادث، وبذلك يمكنك اكتشافه وتجنب وقوعه. ذلك أمر يتطلب الكثير من المعلومات والإنتاجية العالية مع وقت استجابة شبكة فائق الانخفاض، ولا يمكن تحقيق كل هذه المفاهيم إلا باستخدام اتصالات المهام الحرجة التي تنطبق عليها هذه الخصائص.

لنتحدث عن البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. كيف تستخدمون الذكاء الاصطناعي في شبكاتكم؟

الذكاء الاصطناعي مكون مهم للغاية، ويزداد استخدامه بشكل كبير الآن، حيث نرى تطبيقاً مهماً له كمحرك للكشف عن المشاكل ومعالجتها قبل حدوثها تلقائياً. كما نرى الذكاء الاصطناعي كأداة يمكن أن تجعل المشغلين أكثر استباقية. على سبيل المثال، إن كان لدينا أداة ذكاء اصطناعي مناسبة في الشبكة، سيتمكن المشغلون من فهم أن جهازاً معيناً في الشبكة في ظل حالات، واستخدامات، ومواعيد محددة، قد يفشل خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع القادمة.

بفضل التنبؤ بالفشل، وتحليل الموقف، والفهم القائم على أحداث متعددة، يمكن اتخاذ القرارات بشكل فوري، مما يساعد المشغلين على إصلاح المشكلات قبل حدوثها، أو تحسين الشبكة قبل أن تسوء أو تفشل. لذا، قمنا بدمج الذكاء الاصطناعي في أدوات الإدارة الخاصة بنا حتى نتمكن من مساعدة المشغلين على الاستفادة من هذه البيانات الضخمة، والتي يتم جمعها حول الشبكة، ليتم استخدامها كمخزن لحماية الشبكة، والتنبؤ بما يمكن أن يمثل مشكلة في المستقبل.

كيف تساعد اتصالات المهام الحرجة في حالات الكوارث الطبيعية مثل فيضانات دبي الأخيرة؟

أعتقد أن الوعي هو العنصر الأكثر أهمية في إدارة أي موقف، إذ سيساعدك على توجيه فريقك نحو الاتجاه الصحيح، وعلى حماية السكان، كما أنه سيساعدك على أن تصبح أكثر استباقية من حيث القدرة على تخصيص الطاقم المناسب للمشكلة المناسبة.

يمكن أن يكون اتصال المهام الحرجة مفتاحاً لجمع بيانات كافية، بحيث يتمكن صناع القرار من تجميع عناصر المعضلة وفهم طبيعة الموقف. وبمجرد ذلك، ينتقل التحكم إلى المشغلين أنفسهم، ووكالات السلامة العامة، والأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة بأفضل شكل ممكن من الموارد المتاحة لديهم.

ما هي خططكم للمنتجات الجديدة وما الذي تعملون عليه حالياً من حيث البحث والتطوير؟

أنا مسرور جداً لرؤية المشاركة التي لدينا. بالإضافة لذلك، لدينا ارتباطات مع العديد من وكالات السلامة العامة في الإمارات العربية المتحدة وغيرها من دول المنطقة، ولدينا ارتباطات مع مشغلي النفط والغاز ومرافق الطاقة والنقل، وأنا في الواقع معجب جداً بالنضج في التفكير وفهم التكنولوجيا في المنطقة. حيث يطالب المشغلون في المنطقة بشبكة خاصة للمهام الحرجة كقطعة أساسية ونظام عصبي ليكونوا قادرين على مراقبة أصولهم.

غالباً ما نفكر في اتصالات المهام الحرجة ويتبادر إلى أذهاننا على الفور اتصالات الجيل الرابع والخامس، وذلك طبيعي، لأن هذه الشبكات تساعدك على دفع التغطية بشكل أعمق لمكان الأصول. ومع ذلك، فإن الزاوية الوحيدة التي يجب تشجيع الجميع على التفكير فيها هي أن كل هذه المعلومات سيتم تجميعها في نهاية المطاف في مكان ما، وستكون هناك مراكز بيانات متعددة تتبادل هذه المعلومات لاتخاذ قرارات مختلفة، حيث توجد تطبيقات، وأدوات تحليلية، ومخازن للبيانات.

هناك شيء آخر يجب التفكير فيه، وهو دور الاتصالات السلكية، وجهود Nokia في هذا المجال لضمان تفاعلات الاتصالات بين مراكز البيانات، والاستخدام الأمثل للألياف الضوئية، وذلك لتوفير أكبر قدر ممكن من عرض النطاق الترددي الآمن. وعلى ذكر الأمان، فإن القدرة على فحص هذه البيانات في مجال اتصالات الألياف الضوئية ليس بالأمر المكلف. لكننا بحاجة لضمان أمن هذه البيانات عبر الألياف الضوئية، ولذلك تقود شركة Nokia الابتكار في توفير ما نسميه تقنية Quantum-Safe، وهي حل أمني متطور لتوفير طبقة أمنية تجعل سرقة هذه المعلومات واستخدامها أمراً صعباً للغاية.

شارك المحتوى |
close icon