رغم الصفقة المليارية مع Nvidia، شركة Intel ستستمر بتطوير بطاقات رسومياتها المخصصة

أخذ استثمار Nvidia بقيمة 5 مليارات دولار في Intel أبعاداً أوضح بعد ساعات فقط من الإعلان الأولي، حين عقد جنسن هوانغ وليب بو تان مؤتمراً صحفياً أوضحا فيه أن الشراكة تستهدف بشكل صريح مواجهة الحصة السوقية المتنامية لشركة AMD. كما شدد مسؤولو Intel على أن سلسلة بطاقات Arc الرسومية ستستمر رغم دمج تقنيات Nvidia، مؤكدين أن الصفقة تمثل كلاً من استراتيجية تنافسية مشتركة وإشارة إلى التزام Intel المتواصل بجهودها في الرسوميات الداخلية.
تجمع هذه الشراكة بين تقنيات Nvidia في الذكاء الاصطناعي والرسوميات مع معالجات Intel x86 الراسخة (وهما منصتان اعتبرتا تاريخياً الركيزة الأهم لأسواق الحواسيب والألعاب ومراكز البيانات). وبحسب الشركتين، فإن الدافع ليس رداً على تدخلات سياسية حديثة ولا تحولاً في تحالفات التصنيع.
سارع هوانغ إلى نفي التكهنات التي تربط الصفقة بتفاعلات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة مع الشركتين أو باستراتيجيات تخص الإنتاج داخل الولايات المتحدة أو شراكات TSMC أو التراجع عن الابتكار القائم على Arm. بل إن الهدف هو معالجة الفجوات التنافسية مباشرة أمام AMD، التي عززت موقعها تدريجياً عبر تقديم منتجات تجمع المعالجات وبطاقات الرسوميات معاً في أجهزة متعددة، من الحواسيب المحمولة إلى منصات الألعاب.
بموجب الاتفاق، سيطور مهندسو Intel وNvidia أجيالاً متعددة من المنتجات المدمجة، بحيث تدمج شرائح بطاقات الرسوميات الصغيرة من Nvidia مع معالجات Intel عبر NVLink. وبالنسبة لـIntel، التي واجهت صعوبة في الحفاظ على هيمنتها التصنيعية وفقدت حصصاً سوقية واستقراراً قيادياً في السنوات الأخيرة، فإن الشراكة توفر حجماً إنتاجياً ضرورياً في هذه المرحلة.
أما Nvidia، فمبرراتها عملية أيضاً. إذ يمنحها التعاون وصولاً أعمق إلى العملاء من الشركات والحكومات الذين اعتمدوا طويلاً على أنظمة Intelالبرمجية والعتادية، ويساعدها على سد فجوات استراتيجية في قطاعات أصبحت فيها المنتجات المدمجة بين المعالجات وبطاقات الرسوميات أمراً حاسماً. وفي الوقت نفسه، أعادت Nvidia التأكيد على التزامها بمعمارية Arm لبعض المنتجات، موضحة أن اتفاقها مع Intel يُعتبر إضافة وليس بديلاً.
لكن هذا النهج المزدوج أثار تساؤلات حول مستقبل طموحات Intel الرسومية. فحتى الإعلان، كانت بطاقات Arc تحجز لنفسها مكاناً متواضعاً في أجهزة الألعاب وإنتاج المحتوى والحوسبة الطرفية. ويبدو أن وصول شرائح Nvidia الرسومية إلى داخل معالجات Intel المستقبلية يهدد، للوهلة الأولى، جدوى Arc. غير أن مسؤولي Intel وبياناتهم العلنية أكدوا أن سلسلة Arc «ستستمر» مع استمرار الاستثمار في معمارية Battlemage وCelestial القادمة.
وتؤكد الشركة أن التعاون تكاملي لا استبدالي. فـArc ستُركز على الرسوميات المنفصلة المخصصة للألعاب وأعباء عمل الذكاء الاصطناعي، بينما توفر التصاميم المدعومة من Nvidia بدائل في القطاعات المدمجة بإحكام أو الراقية.
مع ذلك، لم تُبدد هذه التطمينات تماماً شكوك الصناعة. فما زال المراقبون منقسمين حول ما إذا كانت Intel ستملك الحافز للحفاظ على Arc كسلسلة مستقلة، خاصة إذا أصبحت مساهمات Nvidia الخيار المهيمن سريعاً عبر الشرائح الموجهة للأسواق الرئيسية والمؤسسية. كما تبقى المخاوف العملية قائمة بشأن تخصيص الموارد، في وقت تواصل فيه Intel إعادة هيكلة أعمالها والتخلص من الوحدات غير الأساسية في مسعى للعودة إلى الربحية.
في الوقت الحالي، تراهن الشركتان على أن التعاون سيؤدي إلى خيارات حوسبة أقوى وأكثر كفاءة للمستهلكين والشركات وأن المنافسة في الرسوميات ستبقى سباقاً ثلاثي الأطراف.