قراصنة يخترقون نظام سد في النرويج ويفتحون الماء عن بعد

نسبت السلطات النرويجية رسمياً هجوماً إلكترونياً استهدف سداً في مدينة بريمانغر إلى روسيا، ما أثار مخاوف من عمليات تخريب تطال البنية التحتية الحيوية في أوروبا. ويمثل ذلك واحدة من أول المرات التي يتم فيها الإعلان عن هذا النوع من الهجمات، كما أنه سابقة من حيث نسبه رسمياً إلى جهات مرتبطة بحكومة أجنبية.

في أبريل، تمكّن القراصنة من الوصول عن بُعد إلى أنظمة التحكم الرقمية في السد، التي تدير عمليات تربية الأسماك، وفتحوا أحد الصمامات. ووفقاً لرويترز، أدى ذلك إلى تدفق 500 ليتر من المياه في الثانية على مدار أربع ساعات متواصلة قبل أن تكتشف السلطات الخرق وتوقفه. ورغم أن الحادث أسفر عن فيضان قُدّر بمليوني غالون من المياه، لم يُسجل وقوع إصابات أو أضرار مادية. فهو يشكل سابقة خطرة من حيث الوصول إلى بنى تحتية حيوية مثل السدود.

وصرحت وحدة مكافحة الجريمة المنظمة في النرويج قائلة إن المجموعة المسؤولة تضم عدة أطراف مرتبطة نفذت هجمات إلكترونية متكررة ضد شركات غربية في السنوات الأخيرة، من دون الكشف عن هوياتهم، ما يبرز صعوبة تحديد المسؤولية بدقة في مثل هذه الهجمات.

مواضيع مشابهة

مسؤولو الاستخبارات الغربيون حذروا من أن حملات التخريب من هذا النوع تزداد تهوراً. حيث بات هناك عدد متزايد ومقلق من الهجمات التي تستهدف البنى التحتية وأنظمتها بداية من أنظمة الطاقة ووصولاً إلى البنى الحيوية مثل السدود التي يمكن للعبث بها عن بعد أن يقود لكوارث كبرى في حال عدم الحيال دونه.

يذكر أن النرويج هي واحدة من المصدرين البارزين للطاقة (الغاز والنفط بالدرجة الأولى). لكنها كذلك من أكثر البلدان اعتماداً على الطاقات المتجددة. حيث يعرف عن البلاد صدارتها لإحصائيات استخدام السيارات الكهربائية، كما أنها تعتمد بشدة على طاقة السدود وعنفات الرياح لتوليد الكهرباء.

بالطبع لا تعد حالة النرويج الأخيرة حالة شاذة أو فريدة من نوعها، بل أنها تأتي ضمن تيار مقلق بشكل متزايد لهجمات سيبرانية غير تقليدية تستغل كون العديد من مشاريع البنى التحتية متصلة بالشبكات، ومعدة تقنياً بالاعتماد على أنظمة قديمة غير محمية بالشكل الكافي، مما يجعل اختراقها أسهل، وأكثر تأثيراً محتملاً. وفيما أن أياً من الاختراقات التي شهدتها السنوات الأخيرة لم يمتلك تأثيرات مدمرة حقاً، فهي تبدو أقرب لتجارب أولية لما يمكن أن يتم استخدامه لاحقاً، وهذا بالتحديد ما يدفع خبراء الأمن السيبراني للتحذير من الأمر بشدة.

شارك المحتوى |
close icon