ألمانيا تدعو لمقاطعة الشركات الأمريكية المُساعدة في التجسس

أتت ردود الفعل الأوروبية الغاضبة عقب الكشف عن تجسس أمريكا على أنظمة شركات الإنترنت سعياً وراء البيانات الشخصية، مما يؤكد أسوأ مخاوفهم من الشركات الأمريكية و تستدعي قوانين أشد صرامة.

 

و أنكرت بعض شركات الإنترنت الأمريكية أنها تقدم نفاذاً مباشرةً إلى أنظمة الخادم المركزية لديها للحكومة الأمريكية، إلا أن جورج هان  وزير العدل في ولاية هس الألمانية دعا إلى مقاطعة الشركات المتورطة بالتجسس، وأشار بالقول: " تذهلني الطريقة الملتوية التي تتعامل فيها الشركات مثل مايكروسوفت و جوجل مع بيانات المستخدمين لديها و من لا يرغب بحدوث ذلك لبياناته عليه بتبديل مزودي خدمات الويب".

 

و مع افتقار أوروبا لشركات إنترنت عملاقة فيها فهي تسعى لإحتواء نفوذ الشركات الأمريكية التي تهيمن على الويب، و سارعت ألمانيا التي تحرص على جوانب الخصوصية على الإنترنت للتنديد بشركات الويب الأمريكية على تعاونها مع الجهات الامنية الامريكية.

 

مواضيع مشابهة

وتسببّت أصلاً مخاوف أوروبية على أمن البيانات القابعة في خوادم أمريكية في تأخير تبني أوروبا لخدمات حوسبة السحاب، حيث تقوم شركات تزويد مركزية في مصفوفات ضخمة من خوادم الكمبيوتر على معالجة تطبيقات الحوسبة الضخمة.

 

و بلغت عوائد خدمات حوسبة السحاب في أوروبا الغربية قرابة 16 مليار دولار العام الماضي بحسب غارتنر، و هي أقل من نصف الـ  32.9 مليار دولار التي تولدها هذه الخدمات في أمريكا الشمالية من قبل شركات مثل أمازون وسيلزفورس.

 

و أشار ميكو هايبونين كبير الباحثين في شركة برامج  الحماية الفنلندية إف سيكيور F-Secure  بالقول، إن الاستجابة الغاضبة هي الرد المناسب على ما تم كشفه عن الولايات المتحدة، " ما لدينا هنا هو أول دليل ملموس عن مشاركة شركات التقنية مع وكالة الأمن القومي الأمريكية في مراقبة شاملة علينا جميعاً، على باقي دول العالم، نحن غير الأمريكيين، أنت وأنا"، لكنه يضيف أنه لا بدائل كثيرة أمام الأشخاص عن خدمات ومنتجات شركات أمريكية مثل أبل و جوجل و فيسبوك، و هناك حلُُّ على المدى البعيد و هو أن يكون لأوروبا قطاع إنترنت يماثل نظيره في الولايات المتحدة ليقدّم لنا مكاسب اقتصادية و يجعلنا مستقلين عن المراقبة الشمولية لوكالات التجسس الأمريكية.
 

شارك المحتوى |
close icon