استخدمت مبرمجين هنود بدل الذكاء الاصطناعي، انهيار شركة بقيمة 1.5 مليار دولار

⬤ سبق أن تلقت الشركة تمويلاً من مايكروسوفت وجهاز قطر للاستثمار مما رفع تقييمها إلى 1.5 مليار دولار.
⬤ طردت الشركة 80% من موظفيها مطلع مايو، وأعلنت توقف عملياتها الآن بعد خروج المستثمرين وإفلاسها.
⬤ سبق أن عانت الشركة من فضائح كبرى مثل تزوير الذكاء الاصطناعي بمبرمجين هنود، والمبالغة بقيم العائدات.
حتى وقت قريب، كانت شركة Builder.ai إحدى أهم الأسماء في مجال البرمجيات عالمياً، لكنها تخلت عن حوالي 80% من موظفيها في وقت أبكر من شهر مايو، ومن ثم أوقفت الشركة عملياتها بشكل كامل قبل أيام وأعلنت كونها عينت مشرفاً ليدير دخولها مرحلة الإفلاس بعد فضائح متعددة وفشلها بإجراء جولة تمويل جديدة نتيجة نفور أهم مستثمريها الذين تضمنوا مايكروسوفت وجهاز قطر للاستثمار وشركات كبرى.
قبل أن تعرف باسم Builder.ai، كانت الشركة تحمل اسم Engineer.ai، وتسوق لنفسها على أنها شركة تقدم خدمات التطوير والبرمجة لمختلف العملاء حول العالم. وجذبت الشركة المستثمرين بفضل ادعائها أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملياتها، مما يجعل فرصها للنمو أكبر من سواها في تلك الفترة.
في عام 2019، كشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال واقع عمليات الشركة: دور الذكاء الاصطناعي كان شبه معدوم في الشركة، وبدلاً من ذلك، كانت الشركة التي تتخذ من لندن مقراً لها، توظف عدداً هائلاً من المبرمجين الهنود الذين يطورون البرمجيات للعملاء في الواقع. وفيما تسببت الفضيحة بمشاكل عديدة للشركة، فقد تمكنت من تجاوزها بفضل تغيير اسمها إلى Builder.ai.
رغم فضيحتها الأولية، تمكنت الشركة من الاستمرار وجذب المزيد من المستثمرين، حيث ختمت جولة استثمارية بقيمة 250 مليون دولار في عام 2023. لكن وبداية من العام الماضي، بدأت الأمور بالتفكك داخل الشركة، حيث ظهرت اتهامات من موظفين سابقين بكون الشركة تبالغ بأرقام المبيعات والعائدات في تقاريرها الداخلية، وتستخدم هذه الأرقام في تضليل المستثمرين بالدرجة الأولى.
في فبراير الماضي، كانت الشركة قد مرت بأزمة قيادة تضمنت استبدال مؤسس الشركة في مقعد رئاستها، بالإضافة لتوظيف مدققين لتدقيق حساباتها ودراسة التزاماتها المالية وعائداتها. وفيما لم يتم إعلان نتائج عمليات التدقيق هذه بشكل علني، فقد بدأت الأمور بالتدهور السريع مؤخراً عندما كشفت الشركة عن تسريح 80% من موظفيها، وإيقاف عملياتها، ومن ثم تعيين مشرف على تسيير أمور الشركة المعلقة وتسديد الالتزامات الممكنة لأصحاب المصلحة.
في بيان رسمي صادر عنها، قالت الشركة: «على الرغم من الجهود المستمرة لفريقنا الحالي، واستكشافنا لكل فرصة متاحة، فقد فشلت الشركة في التعافي من التحديات التاريخية والقرارات السابقة التي فرضت ضغوطاً كبرى على حالتها المالية. أولويتنا الأهم هي دعم موظفينا وعملائنا وشركائنا خلال هذه الفترة العصيبة. وسنعمل بشكل قريب مع المشرفين لضمان استمرارية العمليات واستكشاف كل الخيارات الممكنة لأجزاء من شركتنا، في حال كان ذلك ممكناً.»