الانسان و الآلة

مع نضج الصناعات وتطور تقنية المعلومات الى ما يسمى بالتكنولوجيا أصبح اليوم هنالك ما يزيد عن ٢ مليار شخص يستطيعون الوصول لمعلومات العالم بسرعة عن طريق أجهزة توضع في الجيب و التي من جهتها اصبحت أكثر قوة وسرعة من الكمبيوترات التي اوصلت رواد الفضاء الى القمر ومع هذا النمو المضطرد، كمبيوترات الغد ستصبح أكثر قوة.

 

لقد أصبحت الحواسيب تتعدى بقدرتها عديد المهام التي يقوم بها الانسان وتتخصص ببعض المهام التي طالما كانت حكرا على الاعمال اليدوية، إذ أصبحت سيارات غوغل ذاتية القيادة تجول شوارع كاليفورنيا والطائرات بدون طيار توصل البريد في دبي، بينما يقلق الكثير من السائقين على مستقبل مهنتهم والقادم أعجب.

 

يا ترى هل الماكينة ستستبدل الانسان؟

هنا يأتي التخمين بأن الدور التكنولوجي هو مكمل أم مبدل للإنسان، إذ كانت العمالة في البلدان الغنية تخشى استبدالها من عمالة أرخص أجرا من دول مجاورة بما آن الانسان فعلا يقدر على استبدال الإنسان، ولكن السيناريو يختلف هنا إذ ان البشر يتنافسون من اجل استبدال بعضهم بعضا بينما الكمبيوتر لا ينافس من أجل شيء.

 

العولمة وفوائدها

مواضيع مشابهة

عندما ناظر البعض على ان العمالة الاجنبية تاكل الموارد والوظائف الموجودة ناظر الاخرين على مبدأ التجارة الحرة إذ يتمتع البعض بمزايا والآخرون بمزايا أخرى ويقود هذا بتكميل الادوار وتعزيز الاقتصاد ولكن هناك العدد الكبير من الناس مستعدون لتقاضي أجرا قليل مقابل عمل كثير في هذه الحالة مما يدعو للتساؤل في مبادئ التجارة العالمية الحرة فالناس لايتنافسون فقط من اجل انجاز العمل بل يحتاجون لموارد كثيرة أيضا كالمأوى والاكل والموارد الطبيعية وحتى الذهب والكريستال.

 

التكنولوجيا تعني التكامل

لو فكرت في مبدأ المنافسة بين البشر بينهم بين بعض والمنافسة بين البشر والأجهزة لوجدت العديد من الفروقات اذ ان الإنسان يتميز بشيئ والكمبيوتر يتميز بشيء مختلف تماما. الناس عندهم القصد او النية، نحن نشكل خطط ونتعامل مع المواقف حسب الظروف ويصعب علينا ايجاد المنطق في كميات هائلة من البيانات بينما الكمبيوتر هو العكس تماما إذ يسهل عليه إدارة كميات هائلة من المعلومات ولكن لا يستطيعون اتخاذ قرارات بسيطة تتعلق بالحياة اليومية إذ باهت شركات الروبوتات في جعل روبوت يفتح الباب بعد آلاف الآف من الاوامر بينما بستطيع شاب في عمرالخامسة بفعل ذلك بكل سهولة. يتجلى الفرق واضحا عندما نتجه الى التجارة اذ لا يستطيع الكمبيوتر ان ينافسنا في ذلك مثله مثل جهاز في محيطنا كالتلفاز وحتى اللمبة إذا أصبح هذا الخوف مضخما، فالحقيقة واضحة، الكمبيوتر هو اداة وليس منافس. والفرق ايضا يتجلى في جهة الطلب اذ ان الكمبيوتر لا يحتاج الى حاجات فارهة واجازات ومنزل واكل وشرب، كل ما يحتاجه هو سلك الكهرباء وحتى هو لا يستوعب انه بحاجته اذا هو مكمل وغير منافس للبشر بالاساس.

 

تكثر القصص التي يتحايل فيها الانسان على خوارزميات البرامج وليس العكس ولا يتم كشفها الا عن طريق محللين ومحققين وتكثر القصص والحكايات عن هذا الموضوع. إذاً نستطيع ان نستخلص ان العلاقة ما بين الانسان والماكينة هي تكافلية اذ يقوم كل طرف بفعل جزء لا يستطيع فعله الطرف الآخر بنفس الفعالية.

 

 

مستلهمة من كتاب بيتر ثييل

شارك المحتوى |
close icon