السر وراء تصميم منفذ USB باتجاه واحد فقط… قرار صادم من فريق التطوير!

من منا لم يواجه تلك اللحظة المحرجة والمزعجة عند محاولة توصيل كيبل USB. فمهما حاولت، يبدو أنك دائمًا ما تدخله بالاتجاه الخاطئ في المرة الأولى، لتكتشف بعدها أنه يذهب بالاتجاه الآخر. هذه التجربة العالمية التي تجمعنا جميعًا ليست صدفة، بل هي نتيجة قرار مدروس من فريق التطوير. فما هو السبب الحقيقي وراء تصميم منفذ USB بجهة واحدة فقط؟ وهل كان هذا التصميم مقصودًا أم أنه مجرد خطأ؟ في هذا المقال، سنكشف النقاب عن السر الصادم الذي يقف وراء تصميم منفذ USB. كما سنشرح كيف أن هذا القرار، الذي يبدو مزعجًا، كان في الحقيقة حلًا اقتصاديًا فعالًا.
لماذا لم يتم تصميم منفذ USB ليعمل في كلا الاتجاهين؟
في عام 1994، عندما اجتمع فريق من المهندسين من شركات كبرى مثل إنتل وآي بي إم ومايكروسوفت لتصميم منفذ USB. كان الهدف الرئيسي هو توحيد الاتصال بين الأجهزة وجعله أبسط وأرخص. كان أحد الاقتراحات هو تصميم منفذ USB يمكنه العمل في كلا الاتجاهين.
ومع ذلك، رفض الفريق هذا الاقتراح. السبب لم يكن تقنيًا، بل كان اقتصاديًا. فتصميم منفذ يعمل في كلا الاتجاهين يتطلب عددًا مضاعفًا من المسارات الداخلية (pins) والمكونات في كل من المنفذ والكيبل. هذا التعقيد الإضافي كان سيزيد من تكلفة التصنيع بشكل كبير، وهو ما كان يتعارض مع الهدف الأساسي للمشروع، وهو جعل المنفذ رخيصًا ومتاحًا للجميع.
اقرأ أيضا: مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) يحذر: لا تستخدم منافذ شحن USB العامة
الجانب التقني وراء القرار
من الناحية التقنية، كان التصميم المستطيلي لمنفذ USB بجهة واحدة قرارًا عمليًا يهدف إلى تحقيق البساطة والمتانة. يحتوي المنفذ الأصلي USB-A على أربعة مسارات (pins) فقط، اثنان للطاقة (موجب وسالب) واثنان للبيانات. لو كان المصممون قد اختاروا تصميمًا يعمل في كلا الاتجاهين، لكان عليهم مضاعفة عدد هذه المسارات إلى ثمانية على الأقل، مما كان سيزيد من تعقيد البنية الداخلية للمنفذ والكيبل. هذا التعقيد الإضافي كان سيجعل المنفذ أكثر عرضة للتلف، وأكثر صعوبة في التصنيع بكميات كبيرة، وبالتالي أكثر تكلفة. لذلك، قرر فريق التطوير التضحية بالراحة وسهولة الاستخدام من أجل الحصول على منفذ متين ورخيص، وفعّال. وهو ما ساهم في انتشاره الواسع كمعيار عالمي.
اقرأ أيضا: كيف تعرف سرعة منفذ USB بمجرد النظر إلى الشعار الموجود جانبه؟
النتيجة… ومعاناة المستخدمين
ساهم تصميم منفذ USB باتجاه واحد فقط إلى ولادة منفذ USB-A الذي نعرفه جميعًا. والذي يتطلب منك دائمًا محاولة إدخاله بالاتجاه الصحيح. هذه الظاهرة، التي أصبحت “ميم” عالميًا، هي في الحقيقة نتيجة مباشرة لقرار من فريق التطوير بهدف توفير المال والوقت. ورغم أن هذا التصميم أزعج الملايين وتسبب في معاناة الكثير وإرباكهم في كل مرة يحاولون استخدام هذا المنفذ. إلا أنه أدى إلى انتشار واسع لليو اس بي وجعله المعيار العالمي للاتصال.
في الختام، يتبين أن تصميم منفذ USB بجهة واحدة فقط لم يكن خطأً هندسيًا. بل كان قرارًا عمليًا ومدروسًا. فقد كان الهدف الأساسي لفريق التطوير هو جعل المنفذ رخيصًا في التصنيع وسهلًا في الاستخدام للمستهلكين. حتى لو كان ذلك يعني الشعور بالمعاناة وبعض الإزعاج. ورغم أن هذا التصميم أثار حفيظة الكثيرين، إلا أنه أدى إلى انتشار واسع لـ USB وجعله المعيار العالمي للاتصال. ومع ظهور الأجيال الأحدث مثل USB-C، الذي حل هذه المشكلة. تظل قصة تصميم المنفذ الأصلي شاهدًا على أن الحلول الهندسية غالبًا ما تكون نتيجة لموازنة دقيقة بين الكفاءة والتكلفة وتجربة المستخدم.