الصين تجري أول مباراة كرة قدم لروبوتات الذكاء الاصطناعي في العالم

⬤ في منطقة صناعية قرب بكين، أجريت أول بطولة كرة قدم بمشاركة الروبوتات البشرية.

⬤ لم تكن الروبوتات تقليدية وتحت تحكم البشر، بل عملت بشكل مستقل بالذكاء الاصطناعي.

⬤ تجهز الصين لاستضافة «الألعاب العالمية للروبوتات البشرية» التي ستركز على الرياضات في أغسطس.

في مشهد بدا أشبه بمجموعة من الأطفال الذين يلعبون كرة القدم ويتعثرون فوق أرضية الملعب، استضافت منطقة صناعية في بكين قبل أيام ما تم وصفه بأنه أول مباراة كرة قدم تجري بين الروبوتات، واعتبرها المراقبون «نقلة نوعية» بالنسبة للروبوتات الشبيهة بالبشر والذكاء الاصطناعي الذي يحركها، حيث انتهت بنتيجة 5-3 يوم السبت.

ارتدت الروبوتات المشاركة قمصاناً سوداء وخضراء تحمل أرقام اللاعبين، واصطدمت هذه الروبوتات الصغيرة في مواجهتين مدة كل منهما 10 دقائق، وبدل التحكم بها عبر بشر بأجهزة تحكم عن بعد، فقد كانت الروبوتات مقادة بنظام ذكاء اصطناعي مدمج ضمنها.

لم تستهدف المباراة الاستعراضية السرعة الفائقة في الحركة حقاً، فقد كانت حركة الروبوتات بطيئة ومتعثرة بوضوح وتضمنت الكثير من السقطات. لكن التركيز الأهم كان هو إظهار التوازن والرشاقة والقدرة على اتخاذ القرار المعتمد على الذكاء الاصطناعي. وقد رفعت هذه الروبوتات قبضاتها في الهواء بعد الأهداف التي بدا أنها كانت أسهل من اللازم مع النتيجة الكبيرة للمباراة التي دامت عشرين دقيقة فقط.

مواضيع مشابهة

شاركت في المباراة فرق متعددة من جامعة تسينغهوا الرائدة وأيضاً من جامعات مثل جامعة بكين للمعلوماتية والتكنولوجيا. وفاز فريق من تسينغهوا يُدعى “فولكان” بالبطولة بعد مباريات حامية، وفقاً لتقرير شبكة أخبار الصين.

تضخ الصين الأموال والمواهب في مجال الروبوتيات بسخاء في محاولة لتسبق بقية العالم. فحجم سوق الروبوتات في البلاد، البالغ 47 مليار دولار، يُشكّل بالفعل 40% من الإجمالي العالمي، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي 23% ليصل إلى 108 مليارات دولار بحلول عام 2028، وفقاً لتقرير صادر عن مورغان ستانلي في وقت سابق من هذا الشهر.

مؤخراً، لم تتوانَ الصين عن تنظيم سلسلة من فعاليات الروبوتات الشبيهة بالبشر التي تجمع بين العلامات الفنية والتقنيات المتقدمة. فقد أقيم نصف ماراثون للروبوتات البشرية في بكين في شهر أبريل المنصرم، وكذلك أجريت بطولة «كيك بوكسينج» في هانغتشو في مايو. ورغم أن هذه الفعاليات أظهرت تقدمات لافتة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إلا أنها لم تكن مبهرة بقدر الرياضات الجماهيرية.

تخبطت الأطراف الروبوتية في الهواء وانهارت بعض الروبوتات أثناء دورة الملاكمة، بينما اكتفى ستة من بين 21 عدّاءً في ماراثون الروبوتات بإكمال السباق. فقد انحرف البعض وسقط، وهيأ حظ سيئ رأسَ أحد الروبوتات للتدحرج بعيداً قرب نقطة الانطلاق.

رغم تمايلهم، أظهر لاعبو كرة القدم الروبوتيون في بكين قدرات على التعرف البصري وتحديد المواقع، بمساعدة الكاميرات وأجهزة الاستشعار. فقد تمكنوا، على سبيل المثال، من اكتشاف الكرة من مسافة تصل إلى 60 قدماً (18.3 متراً) بدقة 90%. كما استطاع الروبوتات تحديد المرمى والملعب وخطوط الميدان والخصوم، واتخاذ قرارات اللعب بناءً على هذه الإدخالات، وهي تحسينات تقنية تُبيِّن مدى تقدم هذه الآلات.

استخدمت الروبوتات الكروية تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم المعزز العميق — وهو نظام متقدم قائم على التجريب والخطأ في العديد من السيناريوهات المحاكاة — لاتخاذ قرارات في الزمن الفعلي مثل التمرير والمراوغة والتسديد، أو للتنبؤ بموعد ومكان تحرك زميل في الفريق. تؤكد مثل هذه الفعاليات هدف بكين في نشر أعداد متزايدة من الروبوتات في تطبيقات العالم الحقيقي، وتعتبر ميدان اختبار لتقييم استقرار الآلات وكفاءتها وجوانب السلامة عند الاقتراب من البشر.

عموماً، يعد دوري كرة القدم الروبوتية هذا أشبه بمقدمة لما هو قادم. حيث تنوي بكين استضافة «ألعاب العالم للروبوتات»، وهي مسابقة ستحتوي على 11 فعالية رياضية للروبوتات الشبيهة بالبشر، حيث ستتضمن كرو القدم، والجمباز، وألعاب القوى، وسواها.

شارك المحتوى |
close icon