المملكة المتحدة توقف أكبر صفقة بتاريخ الألعاب بحجة مكافحة الاحتكار

⬤ أوقف المشرعون البريطانيون شركة مايكروسوفت على عملاقة الألعاب أكتيفجن-بليزارد متحججين بمخاوف الاحتكار.

⬤ كانت الصفقة بقيمة 69 مليار دولار واحدة من الأكبر في المجال التقني، والأكبر تماماً في تاريخ الألعاب.

⬤ لم تستخدم الهيمنة على الألعاب كحجة للاحتكار، بل كان التركيز على منصات الألعاب السحابية.

أعلنت هيئة حكومية بريطانية قرارها بمنع استحواذ شركة مايكروسوفت على شركة الألعاب Activision-Blizzard العملاقة مقابل 69 مليار دولار أمريكي بسبب مخاوف من الاحتكار وإعاقة المنافسة في مجال الألعاب السحابية. مما يشكل ضربة كبيرة من مصدر غير متوقع لأكبر صفقة في تاريخ الألعاب في العالم.

قال المسؤول عن مكافحة الاحتكار في الحكومة البريطانية إن التزام مايكروسوفت بتصريحها عن إتاحة لعبة Call of Duty التابعة إلى Activision على منصات الألعاب السحابية الرائجة لن يكفي لتخفيف مخاوف الحكومة من الاحتكار. ورداً على هذا القرار، صرّح رئيس مايكروسوفت براد سميث أن الشركة لا تزال ملتزمة بإتمام الاستحواذ وأنها سوف تستأنف القرار. في حين قالت Activision إنها “ستناضل” مع مايكروسوفت لإلغاء القرار.

كما صرّحت شركة Activision في بيان منفصل: “سنعيد النظر في خطط نمو شركتنا في المملكة المتحدة. سيعرف المبتكرون الكبار والصغار حول العالم أنه من الواضح أن المملكة المتحدة لا ترحب بالأعمال والشركات كما تدعي.”

مواضيع مشابهة

بعد القرار، انخفضت قيمة سهم شركة Activision بنسبة 12% تقريباً لتصل إلى 76.65 دولاراً وتصبح أقل من عرض استحواذ مايكروسوفت البالغ 95 دولاراً للسهم الواحد. وإذا استمرت هذه الخسائر قد تخسر الشركة ما يقرب من 8 مليارات دولار من قيمتها السوقية.أما بالنسبة إلى شركة مايكروسوفت، فقد ارتفعت قيمة أسهمها إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام، وهذا بعد يوم من تفوق الشركة على توقعات وول ستريت من ناحية الإيرادات والأرباح الربعية.

جاء القرار المفاجئ بعدما أعربت هيئة المنافسة والأسواق (CMA) الشهر الماضي عن مخاوفها من أثر الصفقة على سوق أجهزة الألعاب الذي يقوده Playstation من شركة سوني. وتسعى مايكروسوفت لمواجهة المخاوف من احتكارها لسوق الألعاب السحابية من خلال توقيع اتفاقيات الترخيص مع شركات مالكة لمنصات ألعاب سحابية مثل Valve Corp وNvidia وBoosteroid.

وقد عرضت مايكروسوفت بالفعل على شركة سوني – وهي من أكبر المعارضين للصفقة – التعهد بإتاحة لعبة Call of Duty لمدة 10 سنوات، إضافة إلى اتفاقية لإتاحة اللعبة ذاتها في أجهزة Nintendo Switch، غير أن سوني رفضت الأمر مشككة بوعود مايكروسوفت. وتأتي مخاوف هيئة المنافسة والأسواق من توقعات بلوغ قيمة سوق الألعاب السحابية 13.7 مليار دولار عالمياً بحلول عام 2026.

حيث قال رئيس الهيئة مارتن كولمان: “ينمو مجال الألعاب السحابية بسرعة وهو قادر على تغيير قطاع الألعاب بأكمله، فهو يخلص الأشخاص من الحاجة إلى شراء منصات الألعاب وحواسيب الألعاب باهظة الثمن ويمنحهم حرية أكبر في اللعب. وهذا يعني أنه من الضروري أن نحمي المنافسة في هذه السوق الناشئة والمثيرة.”

وقالت هيئة المنافسة والأسواق إن مايكروسوفت تمتلك حوالي 60 إلى 70% من خدمات الألعاب السحابية حول العالم بالإضافة إلى مزاياها التنافسية نسبة لامتلاكها أجهزة اللعب Xbox ونظام تشغيل Windows ومزود السحابة Azure.

تعد الصفقة بين مايكروسوفت وActivision أكبر صفقة بين شركات تقنية قامت بمنعها هيئة المنافسة والأسواق. وهي أحدث دليل على استعداد الرقابة البريطانية لمواجهة شركات التقنية الكبرى بعد منعها شركة ميتا من الاستحواذ على منصة Giphy في عام 2021. سوف يتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بشأن هذه الصفقة التي تم الإعلان عنها في يناير 2022 بحلول 22 مايو القادم. وهذا بعدما أعلنت لجنة التجارة الفدرالية الأمريكية عن نيتها لمنع الصفقة أيضاً.

شارك المحتوى |
close icon