باحثون في «كاوست» يطورون أسرع مولد للأرقام العشوائية يستخدم تكنولوجيا الكم

أعلن فريق من الباحثين بقيادة علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، بالشراكة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) عن تطوير أسرع مولّد كمي للأرقام العشوائية (QRNG) حتى الآن، وفقاً للمعايير العالمية، واجتاز هذا المولّد اختبارات العشوائية التي يضعها المعهد الوطني للمعايير والتقنية (NIST)، وهو جهة مرجعية معترف بها دولياً في معايير التأكد من جودة العشوائية، حيث تمكن المولد من إنتاج أرقام عشوائية بمعدل يقارب ألف ضعف مقارنة بالمولدات الكمية الأخرى.
أوضح قائد الدراسة من «كاوست» البروفيسور بون أوي أن نتائج هذه الدراسة منشورة في مجلة (Optics Express) التي تمثل إنجازاً مهماً لأي قطاع يعتمد على حماية البيانات بقوة، وتعد مولدات الأرقام العشوائية أدوات حيوية للقطاعات التي تعتمد على الأمان، مثل الصحة والمالية والدفاع، إلا أن المولدات الحالية تعاني نقطة ضعف أساسية في تصميمها تجعلها عرضة للاختراق.
أشار البروفيسور بون أوي كذلك إلى أن معظم مولدات الأرقام العشوائية هي مولدات شبه عشوائية، أي أنها تبدو عشوائية، لكنها في الواقع تعتمد على خوارزميات معقدة يمكن تحليلها والتنبؤ بها أما المولدات الكمية للأرقام العشوائية فهي لا تعاني من هذه المشكلة، ويرجع ذلك إلى أن المولدات الكمية تستخدم مبادئ ميكانيكا الكم لإنتاج أرقام عشوائية لا يمكن التنبؤ بها إطلاقاً، وجاءت نسبة توليد الأرقام العشوائية العالية التي أوردتها الدراسة الجديدة نتيجة للابتكارات التي أدخلها العلماء على تصنيع الجهاز وخوارزميات المعالجة اللاحقة.
أفاد بأن هذا المولد صُنّع باستخدام مصابيح (LED) صغيرة لا يتجاوز حجمها بضعة ميكرو مترات، مما يقلل من استهلاك الطاقة، ويجعل الجهاز محمولاً، ويوسع نطاق استخداماته.
من جانبه أفاد الدكتور عبدالله المقبل أحد منسوبي معهد الإلكترونيات الدقيقة وأشباه الموصلات ومدير مركز التميّز للإضاءة بالحالة الصلبة في «كاكست»، وأحد المساهمين في الدراسة، أن كاكست بوصفها المختبر الوطني تعمل على إجراء البحوث التطبيقية التي تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في أن تكون رائدة عالمياً في العديد من القطاعات الإستراتيجية، ومن ذلك التطبيقات الممكنة بالتقنيات الكمية، مؤكداً أن تنفيذ مثل هذه الأبحاث سيعود بالنفع على مختلف الصناعات، ويعزز صدارتها، في ظل ما توفره مختبرات الغرف النظيفة بـ«كاكست» و«كاوست» لتنفيذ هذه الأبحاث المتقدمة.