بالاعتماد على ملخصات الذكاء الاصطناعي في البحث: المحتالون يستهدفون الضحايا بفعالية أعلى

ظهرت مؤخراً نسخة حديثة من مخطط احتيالي قديم: ينشر المحتالون أرقام هواتف وهمية لخدمة العملاء على الإنترنت ويقدّمونها على أنها خطوط رسمية لشركات معروفة. وفيما كانت الأهداف الأساسية في السابق هي شركات الطيران وخدمات السفر، فقد فتحت تغييرات في طريقة عرض جوجل وشركات أخرى للمعلومات المجال لانتشار هذه العمليات بشكل أوسع.
في حالة أخيرة تناقلتها المنصات التقنية، كانت الخدعة مستندة إلى ميزة Google AI Overviews التي تولّد إجابات مباشرة من محتوى الويب. ولأن الضحية اعتقد أنه يتحدث مع خدمة عملاء شركة الرحلات البحرية «رويال كاريبيان»، فقد زوّد الموظف الوهمي بمعلومات بطاقته دون تردد. وكانت الخدعة مصممة بشكل جيد كفاية لتتضمن مفاوضات حتى ورسوماً إضافية ليقتنع الضحية بدفع 768 دولاراً دون تردد.
الحادثة تكشف مشكلة أوسع: عمليات الاحتيال القديمة باتت تتضخم عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعرض إجابات مباشرة دون التحقق من المصداقية. أرقام الهواتف المزيفة المنتشرة عبر المنتديات والمواقع قد تُفسر كمصادر موثوقة وتُعرض للمستخدمين. وقد لاحظ الباحثون أن هذه الأرقام الزائفة منتشرة بشدة سواء عبر محركات البحث أو حتى روبوتات المحادثة مثل ChatGPT، وتتضمن الشركات المنتحلة أسماء كبرى تتضمن ديزني ومايكروسوفت وسواها.
رد جوجل على التقرير الذي كانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرته عن الموضوع كان فاتراً في الواقع. حيث قال متحدث باسم الشركة إن AI Overviews ونتائج البحث فعّالة عموماً في توجيه المستخدمين للمعلومات الرسمية، وإن الأمثلة الاحتيالية التي كشفها تقرير واشنطن بوست أُزيلت، مشيراً إلى تحسينات مستمرة لمعالجة هذه الحالات. أما OpenAI فأكدت إزالة بعض الصفحات المحتوية على الرقم الوهمي، لكنها أوضحت أن أنظمتها قد تستغرق وقتاً لعكس التغييرات.
بالنسبة للمشككين بمقاربة جوجل أو حتى OpenAI، فهناك حل أفضل ممكن للأمر: استخدام قوائم رسمية ومحدثة دائماً لأرقام الهاتف ومعلومات الاتصال الخاصة بالشركات والخدمات الأكثر استخداماً على الأقل. حيث يتيح ذلك تقديم معلومات حقيقية ومضمونة دائماً بدلاً من الاستناد إلى محتوى الويب الذي يمكن أن يفتقد الدقة، أو أن يكون مضللاً حتى ويقود المستخدمين لأن يتعرضوا للاحتيال بالنتيجة.