بعد صرف المليارات على تنميته، مارك زوكربيرغ يبدأ بتقليص فريق الذكاء الاصطناعي في ميتا

كشفت تقارير صحفية أن ميتا بدأت في تقليص حجم قسمها الجديد للذكاء الاصطناعي الفائق، بعد أسابيع قليلة فقط من الإعلان عن إنشائه. وتأتي هذه الخطوة بشكل صادم رغم إنفاق الشركة مليارات الدولارات على توظيف خبراء جدد واستثمارات ضخمة في هذا المجال، ما أثار مقارنات مع إنفاقها الكبير وغير المثمر على مشروع الميتافيرس قبل سنوات، والذي تضمن تغيير اسم الشركة حتى.

في يونيو الماضي، أنفقت ميتا 14.8 مليار دولار مقابل حصة 48% في شركة Scale AI المتخصصة في وسم البيانات ومقرها سان فرانسيسكو. بموجب الصفقة، انتقل الرئيس التنفيذي للشركة، ألكسندر وانغ، إلى ميتا لقيادة مختبر جديد للأبحاث مخصص لتطوير الذكاء الفائق، وهو شكل متقدم من الذكاء الاصطناعي يفترض أن يتجاوز القدرات الإدراكية للبشر.

لكن بعد شهرين فقط من إعلان تأسيس Meta Superintelligence Labs، قررت الشركة تقسيمه إلى أربع وحدات أصغر: واحدة مخصصة للبحث، وأخرى للبنية التحتية والأجهزة، وثالثة لتطوير المنتجات، فيما ستواصل الرابعة العمل على مشروع الذكاء الفائق نفسه.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تدرس ميتا أيضاً تقليص حجم قسم الذكاء الاصطناعي بشكل عام، وهو ما قد يشمل إلغاء وظائف أو نقل موظفين إلى أقسام أخرى. حيث إن القسم تضخم خلال السنوات الأخيرة ليضم آلاف العاملين، ما دفع الإدارة لإعادة الهيكلة بهدف تقليل الترهل وتحسين الكفاءة، وليس خفض التكاليف.

مواضيع مشابهة

كما أشار التقرير إلى أن ميتا تفكر في ترخيص نماذج ذكاء اصطناعي من أطراف ثالثة. والفكرة الأساسية وراء هذه التغييرات هي تسريع السعي نحو الذكاء الفائق وتبسيط العمليات لزيادة القدرة التنافسية، خصوصاً مع دخول معظم شركات التكنولوجيا سباقاً مفتوحاً في هذا المجال.

مارك زوكربيرغ يواصل التأكيد أن وصول الذكاء الفائق بات قريباً وسيمنح الأفراد قوة غير مسبوقة. لكن تحقيق ذلك يتطلب استثمارات هائلة؛ فالتقارير تشير إلى أن ميتا قد تنفق 72 مليار دولار هذا العام، يذهب جزء ضخم منها إلى الذكاء الاصطناعي، بعد أن خسر مشروع الميتافيرس نحو 45 مليار دولار منذ 2022 بسبب ضعف تبني تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز.

في الوقت نفسه، لا تقتصر المنافسة على الأجهزة والبنية التحتية فقط، بل تشمل أيضاً السباق على المواهب. فقد ورد أن ميتا عرضت على مهندسي OpenAIرواتب تصل إلى 100 مليون دولار لاستقطابهم، في إشارة إلى أن الرهان على الكفاءات البشرية لا يقل أهمية عن الرهان على الخوارزميات والبنية التقنية.

شارك المحتوى |
close icon