تقرير: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر الاقتصادات الرقمية ديناميكيةً وتطوراً في العالم

نشرت شركة Checkout.com مؤخراً تقريرها المعنون «التجارة الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2025: رؤى حول سلوكيات المستخدم المتغيرة» والذي يركز على أبرز التحولات في الأسواق العربية، وبالأخص فيما يتعلق بالتجارة عبر الإنترنت والعوامل المؤثرة عليها.

وفق التقرير، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، شهدت المنطقة زيادة هائلة في معدلات التسوق عبر الإنترنت، بزيادة وصلت إلى 139% في التسوّق اليومي منذ عام 2020. وهو ما يؤكد هذه الأرقام مجتمعةً على تحولٍ واسع في نمط الحياة في المنطقة، حيث باتت المنصات الرقمية الخيار الأول للمستهلكين وبشكلٍ متزايد.

وإلى جانب التسوق اليومي، يتجه المزيد من المستهلكين إلى المنصات الرقمية لاستكمال مشترياتهم الروتينية، حيث يتصدر توصيل الطعام هذا القطاع باعتباره القطاع الأفضل أداءً، مستحوذاً على حصة هائلة بلغت 47% من التسوق عبر الإنترنت، بينما جاء قطاع الملابس والأزياء في المرتبة الثانية بنسبة 38%، أما المركز الثالث فكان من نصيب كلّ من قطاعي التجميل والإلكترونيات بنسبة 34% لكلّ منهما. يُبرز هذا الأمر مدى تنوع وديناميكية مشهد التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لا ينعكس هذا التحول نحو الراحة الرقمية في عادات الإنفاق الاستهلاكي فحسب، بل أيضاً في كيفية إرسال الأفراد والشركات للأموال واستلامها. ففي الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، شهد اعتماد معاملات تمويل الحسابات (AFTs) نمواً مذهلاً بنسبة 388% على أساس سنوي، مما يُؤكد على التحول السريع للدولة نحو المدفوعات الرقمية الفورية. يشير هذا النمو إلى تطور كبير في البنية التحتية المالية للمنطقة، مدفوعاً بالطلب على تجارب دفع فورية وآمنة ومرنة. كما يُظهر كيف تتوسع التجارة الرقمية لتتجاوز تجارة التجزئة التقليدية لتشمل تفاعلات اقتصادية أوسع، من صرف الرواتب إلى مدفوعات العمل الحر والتحويلات بين الأقران.

إلى ذلك، ينوي حوالي 61% من مستهلكي المنطقة زيادة إنفاقهم عبر الإنترنت العام المقبل، ومن المتوقع أن تستفيد قطاعات السفر، وتوصيل الطعام وتجارة التجزئة، والخدمات الحكومية والعامة من هذه الزيادة.

مع تزايد إقبال سكان المنطقة على التسوق الرقمي للراحة التي يوفرها وسهولة الوصول إليه، تستمر شعبية خيار الدفع النقدي عند الاستلام في الانخفاض بشكل حاد. وقد انخفضت شعبية هذا الخيار في المنطقة بنسبة 60% منذ عام 2020.

يقول ريمو جيوفاني أبونداندولو، المدير العام لشركة Checkout.com في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «تتصدّر أسواق المنطقة المراكز الأولى في اعتماد مختلف ابتكارات التجارة الرقمية، وتصنّف بين الأسواق الأكثر استشرافاً للمستقبل. ما يعني أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليست منطقة تسعى للحاق بركب التكنولوجيا والابتكارات في هذا المجال، وإنما هي منطقةٌ رائدةٌ عالمياً.»

مواضيع مشابهة

يشير التقرير إلى أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتميز بكونه منطقة جغرافية ناضجة، تتميز بانتشار واسع للمحافظ الرقمية وبسوق متنامٍ لتطبيقات الاستثمار، إلى جانب حلول الدفع المباشر والتأمين الرقمي المتطورة. حيث يستخدم حوالي 50% من مستهلكي المنطقة الآن التطبيقات أو المحافظ الرقمية لإرسال الأموال مرة واحدة أسبوعياً على الأقل، ويستخدم 62% منهم منصات التكنولوجيا المالية للاستثمار وإدارة الثروات.

في الوقت ذاته، بات الذكاء الاصطناعي يأخذ دوراً أكبراً في تجربة التسوق في المنطقة. فقد استخدم حوالي نصف (45%) متسوقين المنطقة روبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدتهم في التسوق عبر الإنترنت، بينما استخدم أكثر من نصفهم (53%) أدوات البحث البصري بالذكاء الاصطناعي للتسوق عبر الإنترنت. ومن التجارب الافتراضية إلى روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يشير التقرير إلى أن فرصة تفاعل المستهلكين في أسواق المنطقة مع أدوات التسوق الذكية أعلى من المتسوقين في الأسواق الأخرى.

اكتساب العملاء عبر الإنترنت والاحتفاظ بولائهم

أدى الوصول الفوري إلى المعلومات إلى تغيير سلوك المستهلك في المتاجر أيضاً. يقول واحد من كل ثلاثة (37%) من مستهلكي المنطقة أنهم يتصفحون عبر الإنترنت للحصول على خيارات أفضل حتى أثناء التسوّق في المتاجر. ما يعني أن الشراء الاندفاعي لم يعد كما كان في السابق، بل تحوّل إلى «إلهامٍ اندفاعيٍّ» للبحث عبر الإنترنت. ويتكيف تجار التجزئة مع هذا التغيّر من خلال تضمين الأدوات الرقمية في المتاجر الفعلية، من رموز الاستجابة السريعة للخصومات إلى معاينات المنتجات المدعومة بالواقع المعزز.

في ظلّ الاقتصاد الرقمي، تنتقل الثقة عبر القنوات الرقمية. ومن المرجح أن يثق المستهلكون بالعلامة التجارية بناءً على تقييمات الأقران وتعليقات الجهات الخارجية تماماً كما تنشأ ثقتهم فيها من خلال الألفة المباشرة والتعرف التقليدي على العلامة.

في السنوات الأخيرة، أصبح الاحتيال عبر الإنترنت، وخاصة عمليات الاحتيال المبنية على الذكاء الاصطناعي وتقنية التزييف العميق، مصدر قلق كبير في مختلف أنحاء المنطقة. يشير التقرير إلى أنه مع تبني الدول للتجارة الرقمية، يتطور النظام البيئي المالي بطرق تفتح الباب أمام المزيد من فرص ولكن قد تزيد أيضاً من فرص الاحتيال. منذ عام 2023، ارتفع عدد المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين أبلغوا عن تعرضهم للاحتيال الإلكتروني من 33% إلى 49%. إلا أنه من المتوقع أن تُحسّن التدابير الوقائية المتقدمة، التي تشمل التعلم الآلي، والقياسات الحيوية السلوكية، والكشف الفوري عن المشكلات المرتبطة بالاحتيال بهدف تعزيز الأمان والأداء.

وفق Checkout.com، فقد شمل الاستطلاع 18 ألف شخص عبر 16 دولة تضمنت دولاً عربية هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.

شارك المحتوى |
close icon