تقرير: 40 ألف كاميرا مراقبة تبث بشكل مفتوح تماماً على الإنترنت في تهديد كبير للخصوصية

⬤ أظهر تقرير أخير أن هناك أكثر من 40 ألف بث مباشر لكاميرات مراقبة متاح على الإنترنت دون قيود.

⬤ بعض الكاميرات تصور مصانع وورشات، فيما تصور أخرى منازل وأماكن عالية الخصوصية.

⬤ يحذر الخبراء من خطر التعامل غير المكترث مع كاميرات المراقبة، ويحثون على إعدادها بشكل آمن.

كشفت شركة الأمن السيبراني Bitsight عن مخاوف خصوصية جسيمة متعلقة بـ 40,000 كاميرا مراقبة حول العالم. فوفقاً لقسم الأبحاث في الشركة، تبث هذه الكاميرات مقاطع فيديو مباشرة مكشوفة بالكامل على الإنترنت – ما يعني أن أي شخص يمكنه الوصول إليها دون الحاجة لأي نوع من المصادقة أو التشفير أو حتى كلمة مرور بسيطة. وفي معظم الحالات، يكفي معرفة عنوان IP الخاص بالكاميرا لمشاهدة البث المباشر.

أشارت الشركة إلى هذه المشكلة لأول مرة في عام 2023، لكن الأبحاث الأخيرة تؤكد أن الوضع «لم يتحسن أبداً». وطبقاً لأحدث البيانات، لا تقتصر هذه الكاميرات الضعيفة على منطقة أو قطاع واحد. ففي الولايات المتحدة وحدها يوجد ما يقرب من 14,000 كاميرا معرضة للخطر. تليها اليابان بنحو 7,000 كاميرا، ثم النمسا وجمهورية التشيك وكوريا الجنوبية، كل منها يحوي ما يقرب من 2,000 جهاز معرض للخطر.

مواضيع مشابهة

بالطبع لا تعد أي كاميرا مراقبة متاحة على الإنترنت مشكلة خصوصية بالضرورة. حيث أن هناك العديد من الكاميرات التي توضع بغرض البث المستمر لمناظر طبيعية أو مشاهد مدنية أو سواها لغايات ترفيهية. لكن المشاكل تظهر عند النظر إلى كون العديد من الكاميرات الشخصية المخصصة لأمان المنازل أو المتاجر أو سواها متاحة على الإنترنت دون أي مصادقة لازمة للوصول إلى محتواها.

وفق البحث، تم رصد كاميرات في مكاتب، ومصانع، وأنظمة نقل عام. وتمكن باحثو Bitsight من مراقبة أماكن حساسة، وتتبع حركة الأفراد، وفي بعض الحالات قراءة تفاصيل مكتوبة على السبورات البيضاء — كل ذلك في الوقت الفعلي. ويُستخدم في الغالب بروتوكول HTTP في هذه الأجهزة المكشوفة، بينما تبث البقية عبر بروتوكول RTSP.

وبالإضافة إلى إثارة مخاوف تتعلق بالخصوصية والمراقبة، فإن هذه الأجهزة المكشوفة تشكل مخاطر أمنية جدية. حيث أشارت التقارير إلى أن هذه البثوث المتاحة للعامة هي موضوع شائع في منتديات الويب المظلم، مع تبادل الكثير من الأشخاص لطرق الوصول إلى كاميرات المراقبة، وبالأخص تلك التي تبث مشاهد أكثر خصوصية.

لا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها من حيث خرق الخصوصية المرتبط بكاميرات المراقبة. بل أن السنوات الماضية شهدت عدة حالات كبرى بعضها تضمن شركات كبرى مثل Ring مع واقع مقلق أكثر تضمن تجسس المخترقين على كاميرات الأطفال، وحتى محاولة التواصل معهم وإخافتهم عبر مكبرات الصوت المدمجة مع هذه الكاميرات.

فيما أنه من غير الممكن التحكم بخصوصية الكاميرات الموجودة في الأماكن العامة، ينصح الخبراء المستخدمين الأفراد والشركات على حد سواء بمراجعة إعدادات الكاميرات الأمنية التي يستخدمونها وتحديث أنظمتها والتحقق من كون الوصول إليها مقيداً ومحمياً قدر الإمكان، وبالأخص تجنب الإعدادات الافتراضية التي عادة ما تفتقد الأمان.

شارك المحتوى |
close icon