جوجل تتهرب من خصوصية الإنترنت وتمنح كارهي كروم سبباً إضافياً لتركه

عبر السنوات الأخيرة بدأت حركة كبيرة متعلقة بالخصوصية تغزو المجال الرقمي حول العالم. وفجأة بات المزيد من الأشخاص وحتى المنظمات والشركات معنيين بتعزيز الخصوصية على الإنترنت والحد من جمع المعلومات الشديد. ونتيجة هذا الأمر كان حظر ملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث خطوة منطقية لمعظم المتصفحات. لكن بالطبع كان لدى جوجل رأي مختلف، وهي الوحيدة التي لم تحظر هذه الملفات بعد على متصفحها. كما أن مخططاتها السابقة للحظر قد تأجلت لسنوات تالية الآن.

 

في حال لم تكن تعرف أهمية الأمر، فمن المهم فهم ما هي ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) أصلاً ولماذا هي مهمة. وبشكل مختصر تعد هذه الملفات مجرد ملفات نصية صغيرة الحجم تساعد المواقع على جمع بعض المعلومات عن المستخدمين. هذه المعلومات قد تكون مفيدة مثل إبقاء تفضيلاتك كما هي وعدم تسجيل خروج حسابك مع كل إعادة تحميل للصفحة. لكنها من الممكن أن تستخدم لجمع البيانات أكثر وتقديم الإعلانات للمستخدمين.

 

المشكلة هي أن بعض المنصات تقوم بإضافة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بها إلى مواقع أخرى متنوعة. حيث أن معظم المواقع اليوم ستتضمن ملفات تعريف ارتباط من جوجل وفيس بوك مثلاً. وبالنتيجة تستطيع هذه المنصات جمع معلومات المستخدمين بشكل هائل وغير مسبوق من حيث عمق المعرفة. لذا ففكرة حظر ملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث متعلقة بهذا الأمر بالتحديد: تقليل قدرة المنصات الإعلانية على جمع معلومات المستخدمين من كل مكان على الويب.

 

بالطبع وبالنسبة لجوجل التي يقوم كامل نموذج عملها على الإعلانات، فالأمر غير مناسب أبداً وضار للغاية لمصالحها. لذا وبينما قامت كل المتصفحات الأساسية الأخرى بحظر هذه الملفات، تستمر ملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث بالعمل على متصفح جوجل كروم. لكن جوجل كانت قد تعهدت بإنهاء هذا الدعم تماماً قبل حلول عام 2022، والآن غيرت خططها ومنحت الدعم عاماً كاملاً إضافياً.

 


مواضيع مشابهة

مواضيع قد تهمك:


 

تأتي هذه الخطوة بينما تحاول جوجل البحث عن بدائل ممكنة لملفات تعريف الارتباط من الطرف الثالث لمجال إعلاناتها. حيث كانت قد أعلنت عن تقنية جديدة تحمل اسم FLoC قبل أشهر مدعية أنها تمنح المزيد من الخصوصية للمستخدمين. لكن الموقف العام من التقنية لا يزال سلبياً، وقد أعلنت معظم المتصفحات أنها ستحظر التقنية تماماً عند تقديمها.

 

حالياً تمر جوجل بأزمة حقيقية بخصوص الإعلانات بشكل مشابه لما تعانيه شركة فيس بوك. حيث أن الشركة وعلى الرغم من جمعها للمعلومات بكثافة عبر خدماتها المتعددة، لا تزال تستند بشدة على المعلومات التي تستمدها من المواقع المختلفة. وفي حال توقف تدفق هذه المعلومات سيعني ذلك قدرة أقل على تخصيص الإعلانات وتوجيهها. وبالنسبة لشركة تقوم بالكامل على تخصيص الإعلانات، يعني كل ما سبق الخسائر والفرص الضائعة.

شارك المحتوى |
close icon