حياتك في جزء من الثانية! إليك شرح تفصيلي لـ كيف تعمل وسادات الهواء في السيارات الحديثة؟

تخيل أنك تقود سيارتك بهدوء على الطريق، وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان. حيث يظهر أمامك سيارة أخرى مسرعة، ليحدث تصادم قوي يستغرق جزءًا من الثانية فقط. بالطبع قد يمر شريط حياتك أمامك خلال تلك الفترة القصيرة جدا، لكن لا داعي للذعر لأن أنظمة السلامة السلبية ستبدأ عملها على الفور. حيث تظهر وسادات الهواء فجأة وتنتفخ لحمايتك ومنع رأسك من الاصطدام بعجلة القيادة أو أي جزء آخر داخل السيارة.في هذا المقال، سنأخذكم في رحلة سريعة وممتعة حيث سنتعرف على حياتك في جزء من الثانية! إليك شرح تفصيلي لـ كيف تعمل وسادات الهواء في السيارات الحديثة؟

نبذة عن وسادات الهواء

حياتك في جزء من الثانية! إليك شرح تفصيلي لـ كيف تعمل وسادات الهواء في السيارات الحديثة؟

كانت أحزمة الأمان هي الشيء الوحيد الذي يوفر الحماية داخل السيارة في فترة الثمانينيات حيث كانت وسادات الهواء متاحة فقط في السيارات الراقية والفاخرة. لكن تغير الوضع في التسعينيات وأصبحت وسادات الهواء موجودة في أي سيارة مهما كان نوعها. ويمكن القول بأن وسادات الهواء عبارة عن منظومة متكاملة من المستشعرات والدوائر الإلكترونية المصممة لتعمل بسرعة خارقة ودقة مذهلة، لتكون عامل حيوي بين إصابة خطيرة ونجاة مؤكدة.

اقرأ أيضا: 10 أشياء خطيرة لا تتركها في السيارة في الصيف لأنها قد تسبب انفجار أو تلف كبير!

وفي البداية، كانت الوسائد الهوائية مثبتة على عجلة القيادة لحماية السائق فقط. وبعد أن أدرك الجميع أهميتها، تم تثبيتها في المقاعد الأمامية للراكب والسائق. ثم باتت منتشرة في كل مكان بالسيارة لتوفير الحماية للجميع في الأمام والخلف. ولهذا، يمكنك أن تجد الوسائد الهوائية الستائرية التي تظهر من سقف السيارة لحماية رؤوس الركاب في حالات الاصطدام الجانبي. والوسائد الهوائية لحماية ركبة السائقين. بالإضافة إلى الوسائد الهوائية لأحزمة الأمان التي توزع قوة الاصطدام على أحضان الركاب وجذعهم. حتى المشاة استفادوا من الوسائد الهوائية، حيث تجد بعض السيارات تمتلك وسادة هوائية تنبثق من غطاء المحرك لتخفيف الصدمات على المشاة الذين تصدمهم السيارة.

كيف تعمل وسادات الهواء في السيارة

حياتك في جزء من الثانية! إليك شرح تفصيلي لـ كيف تعمل وسادات الهواء في السيارات الحديثة؟

الفيزياء وراء عمل الوسائد الهوائية بسيطة للغاية. ترصد المستشعرات الموجودة داخل السيارة أي حركات تشير إلى تعرض السيارة لحادث تصادم، مما يعمل على تفعيل الوسادة الهوائية في حال اكتشاف أي تصادم خلال 30 مللي ثانية. وعند حدوث ذلك، تشتعل عبوة صغيرة ويحدث تفاعل كيميائي داخل الوسادة الهوائية، حيث يتحلل أزيد الصوديوم وينتج غاز النيتروجين (Nitrogen Gas – N₂). هذا التفاعل يمكن تلخيصه بالمعادلة التالية:

2NaN₃(s) → 2Na(s) + 3N₂(g)

اقرأ أيضا: مجموعة سيارات أسطورية سيتوقف إنتاجها في 2026 .. تعرف على الأسباب

الأمر الذي يؤدي إلى انتفاخ الوسادة لتمتلئ بالهواء ومن ثم توفير الحماية للأشخاص داخل السيارة. يتم تنشيط الوسادة الهوائية عند وجود قوة تصادم تعادل قوة الاصطدام بجدار من الطوب بسرعة تتراوح بين 10 و15 ميلًا في الساعة (16 إلى 24 كيلومترًا في الساعة).

ما علاقة أحزمة الأمان بالوسائد الهوائية؟

حياتك في جزء من الثانية! إليك شرح تفصيلي لـ كيف تعمل وسادات الهواء في السيارات الحديثة؟

لا يمكن فتح الوسائد الهوائية إلا إذا كان الشخص يرتدي حزام الأمان. يمنع حزام الأمان الحديث المزود بشدادات الجزء العلوي من الجسم من الاصطدام بعجلة القيادة أو لوحة القيادة، لكنه لا يحمي الرأس. تمنع الوسادة الهوائية الرأس من الاصطدام بالمناطق الصلبة من السيارة. وإذا لم يتم ارتداء حزام الأمان، سيتحرك الجسم والرأس للأمام بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى اصطدام الوسائد الهوائية بكامل قوتها، مما قد يؤدي بدوره إلى الإصابة.

الأسئلة الشائعة:

كم من الوقت سيدوم نظام الوسائد الهوائية في سيارتك؟

في الماضي، كان ينصح بفحص الوسائد الهوائية كل 10 سنوات. أما في السيارات الحديثة، فمن المفترض أن تدوم الوسائد الهوائية طوال عمر السيارة، بافتراض عدم تعطلها أو تعرضها لأي ضرر.

اقرأ أيضا: هل تعرف كم عدد أضواء سيارتك وأنواعها وما أهميتها؟ التفاصيل التي يجهلها الكثيرون!

هل جميع السيارات مزودة بوسائد هوائية؟

الغالبية العظمى من السيارات الحديثة مزودة بوسائد هوائية. وفي الوقت الحالي، تضم السيارات الجديدة ست وسائد هوائية من أجل توفير الحماية من الصدمات الأمامية والجانبية. أيضا السيارات الاقتصادية تمتلك هي الأخرى وسادات الهواء لحماية الأشخاص بداخلها. وإذا لم تكن متأكدًا من وجود وسائد هوائية في سيارتك، فابحث عن عبارة “SRS AIRBAG” على عجلة القيادة.

وصلنا للنهاية بعد أن استعرضنا شرح تفصيلي لـ كيف تعمل وسادات الهواء في السيارات الحديثة. ويمكن القول بأن هذه التقنية ليست مجرد كيس قماشي ينتفخ في لحظة، بل هي نتاج عقود من البحث والتطوير الهندسي الدقيق. إنها منظومة متكاملة من الأجهزة الإلكترونية والمكونات الكيميائية التي تعمل معًا في جزء من الثانية لإنقاذ حياة السائق والركاب.

شارك المحتوى |
close icon