خبير اقتصادي: الذكاء الاصطناعي اليوم فقاعة أكبر من فقاعة الإنترنت في التسعينات

في الوقت الذي تضخ فيه عمالقة التكنولوجيا المزيد من الأموال في مجال الذكاء الاصطناعي، هناك بعض الأصوات ضد الأمر مع تحذيرات من كون فقاعة مالية جديدة قيد التشكل ربما. ويقارن محللون الوضع الراهن بنمو فقاعة الدوت كوم في التسعينات وانفجارها مطلع الألفية، والتي أدت إلى خسارة تريليونات الدولارات، محذرين من أن السوق اليوم بات يعتمد بشكل مفرط على استثمارات الذكاء الاصطناعي، التي لا تزال غير مثبتة على أرض الواقع.

تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة Apollo Global Management، أشار مؤخراً إلى أن سوق الأسهم يبالغ حالياً في تقييم عدد قليل من شركات التكنولوجيا العملاقة (من بينها Nvidia وMicrosoft وفق تحليله) إلى درجة تفوق ما حدث مع شركات الإنترنت في أواخر تسعينيات القرن الماضي، قبيل انفجار فقاعة الدوت كوم. ويشير هذا التحذير إلى أن التاريخ قد يعيد نفسه، لكن مع استبدال مصطلح «دوت كوم» بـ «الذكاء الاصطناعي».

خلال أواخر التسعينيات، جذبت العديد من الشركات الناشئة رؤوس أموال ضخمة على أمل الاستفادة من صعود الإنترنت، وجرى تضخيم قيمتها في سوق الأسهم قبل أن تثبت جدواها المالية. وعندما فشلت تلك الشركات في تحقيق العائدات المرجوة، انهارت الفقاعة، وتسببت في إفلاس العديد من الشركات. أما اليوم، فيرى سلوك أن التوقعات السوقية أكثر تفاؤلاً من اللازم، مشيراً إلى أن نسب السعر إلى الأرباح المتوقعة خلال 12 شهراً قد تجاوزت حتى أعلى مستوياتها خلال فقاعة الدوت كوم.

نسبة السعر إلى الأرباح (P/E) تعكس العلاقة بين سعر السهم وأرباح الشركة، حيث تشير النسب المرتفعة إلى تفاؤل المستثمرين بشأن العائدات المستقبلية. وعند مقارنة نسب مؤشر S&P 500 كل خمس سنوات من عام 1990 إلى 2025، يظهر بوضوح ارتفاع حاد في عام 2000، لكن القفزات المماثلة في 2020 و2025 توحي بأن فقاعة الذكاء الاصطناعي قد تكون أكثر حدة.

مواضيع مشابهة

الأمر المثير للقلق أكثر هو أن أعلى عشر شركات في المؤشر تتفوق بشكل كبير في نسب السعر إلى الأرباح مقارنة ببقية الشركات، مما يشير إلى أن الاستثمارات في هذه الشركات، وهي في الغالب شركات تكنولوجيا تراهن بقوة على الذكاء الاصطناعي، قد انفصلت عن الواقع، قبل أن تتمكن تقنياتها الحديثة من تحقيق أرباح فعلية. وتشمل هذه الشركات Nvidia، وMicrosoft، وApple، وAmazon، وMeta، وAlphabet (Google)، وTesla، وهي المسؤولة عن معظم النمو الأخير في مؤشر S&P 500.

تحذير سلوك يتقاطع مع مخاوف أخرى أعرب عنها قادة في الصناعة بشأن المخاطر التي تواجهها شركات الذكاء الاصطناعي. روبن لي، الرئيس التنفيذي لشركة بايدو الصينية، توقّع أن 1% فقط من شركات الذكاء الاصطناعي ستنجو في حال انفجرت الفقاعة، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى سوق أكثر استقراراً مع تطبيقات واقعية أكثر للذكاء الاصطناعي.

مع استمرار تصاعد شعبية الذكاء الاصطناعي، تواصل الشركات العملاقة ضخ استثمارات ضخمة في هذا المجال، ما يعكس حجم المخاطرة المرتبطة به. تعمل OpenAI حالياً على تطوير متصفح ويب يعمل بالذكاء الاصطناعي لمنافسة هيمنة Google Chrome، في حين تنفق Meta أكثر من 60 مليار دولار لبناء مراكز بيانات جديدة. أما Microsoft فقد سرّحت 9,000 موظف مؤخراً لتغطية تكلفة البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتي قد تصل إلى 80 مليار دولار. كما أعلنت Amazon عن خطط لتطوير ذكاء اصطناعي بوكالة ذاتية (Agentic AI)، مما يؤكد أن سباق السيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يبدو أنه سيتباطأ قريباً.

شارك المحتوى |
close icon