خمس خرافات تقنية في الهواتف الذكية لا تزال شائعة حتى اليوم

أصبحنا نعيش في عالم التكنولوجيا سريع الوتيرة حيث باتت الهواتف الذكية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ولهذا، تنتشر الكثير من الخرافات والمعتقدات الخاطئة حول كيفية استخدام هذه الأجهزة والعناية بها. فبين نصائح الأصدقاء ومعلومات الإنترنت المضللة، تتشكل مجموعة من الأساطير الوهمية والخرافات التقنية التي يؤمن بها الكثيرون ويطبقونها دون وعي، مثل شحن الهاتف طوال الليل يتلف البطارية. أو إغلاق التطبيقات في الخلفية يوفر البطارية. أو حتى وضع هاتفك في الأرز عندما يسقط في الماء أو يتبلل. في هذا المقال، نكشف عن أشهر خمس خرافات تقنية في الهواتف الذكية لا تزال شائعة حتى اليوم، كما نقدم الحقائق العلمية التي تصحح هذه المفاهيم الخاطئة.
خرافات تقنية في الهواتف الذكية
1-عدد الميجابيكسلز يعني صورا أفضل
الخرافة: الكثير من المستخدمين يعتقد أن زيادة عدد الميجابيكسل في كاميرا الهاتف يعني بالضرورة صورًا أفضل وأكثر وضوحًا.
الحقيقة: الميجابيكسل هي ببساطة عدد النقاط الضوئية التي يتكون منها مستشعر الكاميرا. زيادة هذا العدد تزيد من دقة الصورة وحجمها، مما يتيح لك تكبيرها دون أن تنكسر بشكل كبير. ولكن، جودة الصورة الحقيقية تعتمد على عوامل أخرى أهم بكثير مثل:
- حجم وقوة المستشعر: المستشعر الأكبر يلتقط ضوءا أكثر، مما ينتج صورًا ذات تفاصيل أفضل وأقل تشويشًا، خاصة في الإضاءة المنخفضة.
- جودة العدسة: العدسات عالية الجودة تضمن دخول الضوء بوضوح ودون تشوهات.
- معالجة الصورة: يلعب النظام و كذلك خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الهاتف دورا حاسما في تحسين الألوان والتباين والحدة.
اقرأ أيضا: أكبر تسريب كلمات مرور في التاريخ يكشف 16 مليار حساباً حول العالم
2-يجب إفراغ البطارية تماما قبل شحنها
الخرافة: يعتقد الكثيرون أنه من الأفضل إفراغ بطارية الهاتف بالكامل حتى تصل إلى 0% قبل إعادة شحنها، وذلك للحفاظ على عمرها الإفتراضي.
الحقيقة: هذه المعلومة كانت صحيحة في الماضي مع بطاريات النيكل-كادميوم التي كانت تعاني من ما يسمى “تأثير الذاكرة”. لكن بطاريات الليثيوم-أيون الحديثة التي تستخدم في الهواتف الذكية اليوم لا تتأثر بهذا الأمر. على العكس، فإن تفريغ البطارية بشكل كامل بشكل متكرر قد يقلل من عمرها الافتراضي على المدى الطويل. ولهذا، ينصح الخبراء بالحفاظ على مستوى شحن البطارية بين 20% و80% قدر الإمكان، وتجنب تركها فارغة تماما.
اقرأ أيضا: تسريب يكشف خبايا هواتف كوريا الشمالية .. أكثر هواتف تخزن لقطات الشاشة
3-آبل تبطئ هواتفها القديمة عمدا
الخرافة: يقال أيضًا أن آبل تبطئ هواتفها القديمة عمدًا لتجبر المستخدمين على الترقية وشراء أجهزة جديدة.
الحقيقة: هذه الخرافة نشأت من حادثة حقيقية تعرف باسم “فضيحة البطارية” أو (Battery Gate). في عام 2017، اعترفت آبل بأنها تقلل من سرعة المعالج في بعض هواتف الآيفون القديمة، ولكن ليس لإجبار المستخدمين على الترقية. السبب الحقيقي هو أن بطاريات الليثيوم أيون القديمة تفقد قدرتها على توفير الطاقة الكافية لتشغيل المعالج بأقصى سرعة. هذا الأمر كان يؤدي إلى إغلاق الهاتف بشكل مفاجئ لحماية المكونات الداخلية. قامت آبل ببرمجة نظام التشغيل ليبطئ المعالج قليلا لتجنب هذه الانقطاعات. ومع أن الشركة لم تكن شفافة في البداية بشأن هذا الإجراء، إلا أنها قدمت اعتذاراً وأتاحت للمستخدمين خيار التحكم في هذه الميزة.
اقرأ أيضا: هل يستحق آيفون 17 الانتظار؟ تحليل عميق لكاميرا وميزات آيفون 17 وكيف ستغير استخدامك اليومي للهاتف
4-إغلاق الواي فاي والبلوتوث يوفر الكثير من طاقة البطارية
الخرافة: يعتقد البعض أن ترك الـ Wi-Fi والبلوتوث قيد التشغيل يستهلكان كمية كبيرة من طاقة البطارية، لذلك يجب إغلاقهما عند عدم الحاجة.
الحقيقة: هذه الخرافة كانت صحيحة في الماضي مع الأجهزة القديمة. أما في الهواتف الذكية الحديثة، فإن رقائق الاتصال اللاسلكي أصبحت متطورة وفعّالة جدا من حيث استهلاك الطاقة. عندما لا تكون متصلاً بشبكة أو جهاز، فإن استهلاك الطاقة يكون ضئيلا جدا ولا يؤثر بشكل ملحوظ على عمر البطارية. الاستهلاك الكبير للطاقة يحدث فقط عند النقل الفعلي للبيانات أو عند البحث النشط عن شبكة أو جهاز، وهو ما يستغرق عادة ثواني معدودة. لذلك، فإن إبقاء هذه الميزات قيد التشغيل من أجل الراحة لا يشكل مشكلة حقيقية.
5-إغلاق التطبيقات في الخلفية يوفر البطارية ويحسن الأداء
الخرافة: يعتقد الكثيرون أن إغلاق جميع التطبيقات التي تعمل في الخلفية باستمرار يحافظ على طاقة البطارية ويجعل الهاتف أسرع.
الحقيقة: هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا. أنظمة التشغيل الحالية مصممة لتكون ذكية في إدارة التطبيقات. فعندما لا تستخدم التطبيق، فإنه يدخل في حالة “تجميد” هذا يعني أنه لا تستهلك أي طاقة تقريبا. أما إغلاقك للتطبيق بشكل يدوي ثم إعادة فتحه لاحقا. فإنه يجبر الهاتف على إعادة تحميله بالكامل من الذاكرة، وهي عملية تستهلك طاقة البطارية والمعالج بشكل أكبر مقارنة لو تم تركه في الخلفية. لذلك، فإن هذا الإجراء ليس فقط غير مفيد، بل قد يكون له تأثير سلبي على الأداء وعمر البطارية.
اقرأ أيضا: كيف تستطيع تحويل هاتفك القديم إلى كاميرا مراقبة منزلية ببساطة؟
في الختام، استعرضنا خمس خرافات تقنية في الهواتف الذكية لا تزال شائعة حتى اليوم. ويمكن القول بأن هذه الخرافات التقنية توضح كيف يمكن للمعلومات الخاطئة أن تنتشر وتؤثر على سلوكنا اليومي في التعامل مع الأجهزة التي نستخدمها باستمرار. فمن شحن البطارية إلى إغلاق التطبيقات، تساهم هذه المعتقدات الخاطئة في إهدار الوقت والجهد، بل وقد تؤثر على الأداء الفعلي للهاتف على المدى الطويل. إن فهم الحقائق العلمية الكامنة وراء هذه الأجهزة هو الخطوة الأولى نحو استخدامها بشكل أكثر فعالية، والابتعاد عن العادات غير المفيدة التي لا تستند إلى أي أساس علمي.