رئيس منصة تداول كبرى: وظائف المتداولين البشر بأمان من تهديد الذكاء الاصطناعي
إذا كنت تبحث عن وظيفة آمنة من تهديدات الذكاء الاصطناعي، فكر في أن تصبح متداولاً. هذا ما يقوله الرئيس التنفيذي لشركة Robinhood، إحدى أكبر منصات تداول الأسهم عبر الإنترنت في العالم، في مقابلة أجراها مع موقع Axios. حيث أكد «فلاد تينيف» أن المتداولين البشر لن يتم استبدالهم بالذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب.
في الوقت الذي يرى فيه بعض التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا أن الذكاء الاصطناعي قد يُطلق موجة تسريح ضخمة للموظفين في المكاتب، وتتسابق شركات الذكاء الاصطناعي لإحداث تغييرات جذرية في قطاع الخدمات المالية، يُراهن الرئيس التنفيذي لـ Robinhood على المتعة التي يجنيها الناس من عملية التداول.
تصريحات تينيف جاءت بعد ربع مالي قياسي للشركة، إذ قفزت إيرادات Robinhood بنسبة 45% على أساس سنوي، وتضاعفت الأصول الكلية على منصتها لتصل إلى 279 مليار دولار. وأضاف تيني أن الابتكار، بدءاً من تركيز الشركة على العملات المشفرة وحتى أدوات الذكاء الاصطناعي، يُعد عنصراً محورياً في قصة نمو Robinhood.
يذكر أن القطاع المالي يعد واحداً من الأشد إغراءً لشركات الذكاء الاصطناعي اليوم، حيث تتسابق شركات عدة لدخول القطاعالذي يُتوقع أن يكون من أكثر القطاعات تأثراً بالتحول التكنولوجي. فقد أطلقت شركة Anthropic شراكة جديدة مع شركات مالية مثل KKR وBridgewater، إلى جانب عدد من مزودي البيانات، لتوفير تحليلات سوقية في الوقت الفعلي. أما OpenAI، فتقدم مجموعة من الأدوات المخصصة للشركات، من ضمنها شراكة مع Morgan Stanley.
من الناحية الأخرى، يقول جورج سيفولكا، الرئيس التنفيذي لمنصة Hebbia المختصة بالذكاء الاصطناعي في المجال المالي: «أفضل المحللين غالباً هم أولئك الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرهم، لذا فهم يمتلكون الأفضلية.»
ويرى سيفولكا أن الذكاء الاصطناعي قد يخلق المزيد من وظائف المحللين، لأنه «يوجد فرص أكبر لتحقيق ميزة تنافسية من خلال هذه الأدوات.»
يذكر أن كلاً من Robinhood ومنصات التداول الكبرى الأخرى توفر بالفعل مجموعة أدوات ذكاء اصطناعي لمستثمريها. حيث يحصل المشتركون في خدمة Robinhood Gold المدفوعة على إمكانية الوصول إلى أداة Cortex، وهي منصة تحليل سوق مدعومة بالذكاء الاصطناعي تشرح للمستخدمين أسباب تحرك الأسهم. كما يحصل متداولو الخيارات على أداة ذكاء اصطناعي «تساعدهم في بناء العقود وتبسيط العملية»، بحسب تينيف.
فيما أن تصريحات تينيف تبدو مغرية، فمن المهم النظر إليها ضمن إطار عمل شركته ومصالحها. حيث تركز Robinhood على جذب المستثمرين الأفراد الراغبين بالمغامرة بالدرجة الأولى، وتعمل على تحويل الاستثمار لما يشبه لعبة، وهو ما وضعها في محور جدل كبير، حيث تلقت العديد من الانتقادات لكونها تجعل الاستثمار أقرب لمقامرة. وعبر السنوات الماضية جذبت الشركة ملايين المستخدمين إلى منصتها، لكن وبالنظر لتركيزها على المشتقات المالية بالدرجة الأولى، يخسر الشطر الأكبر من مستخدميها المال مع الوقت، مما يعني أن التداول عبرها لا يمكن تصنيفه كمسار مهني حقيقي.
