رئيس Intel: لم نعد ضمن أكبر 10 شركات تصنيع شرائح إلكترونية، لكن التحول لا يزال ممكناً

فيما كانت في وقت ما شركة أشباه الموصلات الأولى عالمياً دون منازع، يبدو أن قيادة Intel تنذر بتغير الأمور على الأرض مع صعود العديد من المنافسين في مجال تصنيع الشرائح، وتفوقهم من حيث المبيعات أو حتى التقنيات. ففي خطاب صريخ للرئيس التنفيذي الجديد للشركة، ليب-بو تان، أخبر الموظفين الأسبوع الماضي أن الشركة انزلقت بعيداً عن موقعها السابق على قمة صناعة الرقائق العالمية. لكن وبنفس الوقت، أكد تان أن التحول ممكن وأنه متفاؤل حيال مستقبل الشركة.
تولى تان القيادة في مارس بعد رحيل رئيسها السابق بات غيلسنجر، ولم يُجمّل كلامه بشأن تراجع مكانة الشركة. ففي بث داخلي على مستوى الشركة، تسرّب إلى صحيفة The Oregonian، تحدث تان عن الهيمنة السابقة لـ Intel، لكنه صرّح بوضوح أن تلك الأيام قد ولّت.
قال تان للموظفين: «قبل 20 أو 30 سنة، كنا بالفعل في الصدارة. الآن أعتقد أن العالم قد تغيّر. لسنا ضمن أفضل 10 شركات لأشباه الموصلات». لم يتحدث تان كثيراً منذ توليه المنصب سواء مع الموظفين أو المستثمرين، ولم يظهر في وسائل الإعلام إطلاقاً، لذا فإن تعليقاته هذه وفّرت لمحة نادرة عن نظرته الواقعية لمكانة Intel في صناعة تتغير بسرعة هائلة.
أدلى تان بهذه التصريحات في خضم عملية إعادة هيكلة كبيرة داخل الشركة، تشمل تسريح الآلاف من الموظفين حول العالم. وقد تراجعت القيمة السوقية لـ Intel إلى ما يزيد قليلاً عن 100 مليار دولار، أي أقل من نصف ما كانت عليه في نهاية عام 2023. ويتناقض هذا التراجع مع صعود المنافسين التقليديين للشركة، حيث باتت Nvidia أكبر شركة في العالم مع قيمة سوقية تقارب 4 تريليون دولار أمريكي، وفيما لم تشهد AMD نمواً متفجراً، فهي مستقرة من حيث القيمة السوقية وتوسع حصتها في مجالات المعالجات وشرائح الخوادم وسواها.
عزا تان مشكلات Intel إلى إخفاقات داخلية بالإضافة إلى عدم قدرتها على مواكبة المنافسين في مجالات تقنية رئيسية، خاصة الذكاء الاصطناعي. لكن النقطة الأهم ربما في حديث تان هي أنه يرى أن القطار قد فات فيما يتعلق بمنافسة Nvidia في تطوير تقنيات تدريب الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وقال: «في مجال التدريب، أعتقد أن الوقت قد فات بالنسبة لنا، هيمنة Nvidia في هذا القطاع قوية جداً ولا يمكن التغلب عليها.»
على الرغم من تقييمه الحالي القاتم لوضع الشركة، فقد كان تان مصراً على أن تحول Intel لا يزال ممكناً، لكنه حذر من أن الطريق سيكون طويلاً جداً ولن يكون تحولاً سريعاً. حيث أوضح أن عمليات التسريح هي جزء من جهد أوسع لجعل Intel أكثر رشاقة واستجابة، على غرار منافسين مثل Nvidia وBroadcom وAMD. ودعا الموظفين إلى التحلي بالتواضع والتركيز على الاستماع إلى العملاء والتكيف مع احتياجاتهم.
ورغم أن Intel واجهت صعوبات في دخول سوق معالجات تسريع الذكاء الاصطناعي المزدهر، يظل تان متفائلاً بشأن فرص الشركة في مجالات ناشئة مثل الحواسيب الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث لا تزال شرائح Intel قادرة على المنافسة وتهيمن على الحصة الأكبر في المجال. كما أن لدى الشركة وجوداً قوياً في شرائح الخوادم، وتعمل مؤخراً على تطوير بطاقات رسوميات قد تسمح لها بالمنافسة الحقيقية في المجال أيضاً.