شركة Nvidia ترفض فكرة «قتل بطاقات الرسوميات عن بعد» بشكل قاطع
أعربت شركة Nvidia عن رفضها القاطع لفكرة وجود «مفاتيح قتل» أو «أبواب خلفية» في شرائحها المستخدمة في تشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن الحكومات لا يجب أن تتمكن من التجسس على عملائها.
وكتب ديفيد ريبر جونيور، رئيس أمن المعلومات في Nvidia، في منشور عبر المدونة بعنوان «لا أبواب خلفية. لا مفاتيح قتل. لا برامج تجسس»: «شرائح Nvidia لا تحتوي ولا ينبغي أن تحتوي على مفاتيح قتل أو أبواب خلفية.»
كان مسؤولون صينيون قد أعربوا الأسبوع الماضي عن مخاوفهم بشأن «مخاطر الأبواب الخلفية الأمنية» في شرائح H20 المصممة خصيصاً للسوق الصينية، وطلبوا عقد اجتماع مع الشركة، وفقاً لتقرير من صحيفة نيويورك تايمز.
أوضحت Nvidia أن السماح بوجود أبواب خلفية (أي طرق يمكن لطرف خارجي من خلالها الوصول إلى الشرائح أو التحكم بها دون علم المستخدم) من شأنه أن يجعل التكنولوجيا أكثر عرضة للاختراق ويقوّض الثقة في التكنولوجيا الأمريكية.
تتخذ Apple موقفاً مماثلاً، إذ عبّر الرئيس التنفيذي تيم كوك سابقاً عن رفضه القاطع لفكرة الأبواب الخلفية، واصفاً إياها بأنها «تعادل السرطان في عالم البرمجيات». وكانت Apple قد خاضت معركة علنية مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في 2016، رافضة إنشاء برمجية خاصة لفك قفل هاتف آيفون خاص بمطلق نار ميت، كما تصدت هذا العام لمحاولة سرّية من الحكومة البريطانية لإجبارها على فتح باب خلفي لبيانات مستخدمي iCloud.
تُعد شرائح Nvidia سلعة أساسية في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تعتمد عليها شركات كبرى مثل OpenAI وMeta في تدريب وتشغيل نماذج لغوية متقدمة.وقال ريبر: «إدخال مفتاح قتل مدمج في الشريحة يعني وجود خلل دائم خارج عن سيطرة المستخدم، ودعوة مفتوحة لكارثة. إنه أشبه بشراء سيارة يحتفظ فيها الوكيل بجهاز تحكم في دواسة الفرامل يمكنه استخدامه إن قرر أنك لا يجب أن تقود. هذا ليس سياسة سليمة، بل رد فعل مبالغ فيه يُلحق ضرراً لا يُصلح بمصالح أمريكا الاقتصادية والأمنية.»
كما أوضح ريبر أن مقارنة بعض وسائل المراقبة المحتملة بخدمة «العثور على هاتفي» غير دقيقة، قائلاً: «هذه المقارنة لا تصمد، فالميزات البرمجية الاختيارية التي يتحكم بها المستخدم ليست أبواباً خلفية على مستوى العتاد.»
في سياق ذي صلة، أحرز الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، جنسن هوانغ، تقدماً ملحوظاً مؤخراً بعد حصوله على دعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تستعد الشركة لاستئناف شحنات شرائح H20 إلى السوق الصينية، بعد تلقيها ما وصفته بتأكيدات من إدارة ترامب بالموافقة على التصدير، عقب قيود سابقة.
كان هوانغ قد أكد مراراً أن على الولايات المتحدة، إن كانت تسعى للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي، أن تسمح لشركاتها بالعمل في الأسواق العالمية، بما فيها الصين. وتدعو خطة إدارة ترامب للذكاء الاصطناعي إلى التعاون مع القطاع الخاص «لاستكشاف إمكانيات استخدام ميزات التحقق من الموقع، الجديدة منها والحالية، في شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة لضمان عدم وجودها في دول مثيرة للقلق.»
