صانع «هواتف إسكوبار» يواجه غرامة مليونية والسجن حتى 20 عاماً

⬤ أقر رئيس شركة «هواتف إسكوبار» بالذنب أمام محكمة أمريكية بعد قضايا احتيال تراكمت طوال سنوات.
⬤ اشتهر «أولاف جوستافسون» بادعاء تقديم هاتف قابل للطي بسعر 350 دولاراً مع صورة «بابلو إسكوبار».
⬤ بالإضافة للهواتف، روج جوستافسون لقاذفات لهب وأجهزة مطلية بالذهب، وبالطبع لم يكن المشترون يتلقونها.
في تطوّر متوقع ربما، أقرّ مؤسس الشركة المنتجة لـ «هاتف إسكوبار» (الذي اشتهر قبل سنوات نتيجة ربطه باسم المجرم الشهير بابلو إسكوبار على خلفية مسلسل تناول حياته) بالذنب في قضايا احتيال أمام محكمة أمريكية وينتظر أن يتم الإعلان عن الحكم النهائي في قضيته في ديسمبر المقبل.
تأسست الشركة على يد «روبرتو إسكوبار»، شقيق زعيم الجريمة الشهير، والذي سمح للشركة التي أدارها «أولاف جوستافسون» باستخدام اسم عائلته في التسويق. وسرعان ما أثار جوستافسون الجدل عام 2019 عندما روج لتقديمه ما أسماه هاتف Escobar Fold 1 مقابل 349 دولاراً، وسرعان ما اتضح أن الهاتف ليس سوى نسخة معدلة من Royole FlexPai، أحد أول (لكن أسوأ) الهواتف القابلة للطي. وسرعان ما عاد إسكوبار للإعلان عن تحديث Escobar Fold 2 الذي كان في الواقع مجرد هاتف Galaxy Fold مع لصاقة ذهبية اللون عليه كما أظهر المدون التقني الشهير ماركيز براونلي.
عرض جوستافسون هاتفه الثاني بسعر 399 دولاراً فقط، أي أقل من ربع سعر هاتف Galaxy Fold الحقيقي حينها. وأثارت هذه التسعيرة الكثيرة من الشكوك التي حاول إسكوبار تجاوزها بادعاء أنه يبيع هواتف «مرتجعة» أو فائضة عن حاجة متاجر التجزئة، لذا فالسعر منخفض للغاية. لكن وبالنظر لكون الهواتف الأولى القابلة للطي كانت محدودة المبيعات أصلاً ولا تتضمن أي فوائض حقاً، فقد تبين أن شكوك المستخدمين حقيقية: هذا السعر منطقي فقط في حالة واحدة: إن لم يستلم المشترون هواتفهم قط.
بالإضافة للهواتف القابلة للطي، روج جوستافسون لبيع هواتف iPhone مطلية بالذهب مقابل 500 دولار أمريكي، وحتى قاذفات لهب تحاكي تلك التي أصدرها إيلون ماسك عند ترويجه لشركته الجديدة حينها، The Boring Company.
بحسب التقارير، فقد أقرّ جوستافسون الأسبوع الماضي بالذنب في تهم تتعلق بالاحتيال عبر الإنترنت والبريد، وعدة تهم بغسل الأموال. حيث كان قد وقع في يد السلطات قبل عامين في إسبانيا، وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة في مارس الماضي لتتم محاكمته هناك.
اعتمد الاحتيال الخاص بهواتف إسكوبار على إرسالها للمؤثرين ومحاولة تقديمها كمنتج ثوري يتحدى سوق الهواتف التقليدية. لكن وبالنسبة للمشترين العاديين، كان كل ما يحصل عليه الزبائن هو صناديق تتضمن ملصقات وأشياء أخرى عديمة القيمة. وكان الهدف من الملصقات هو وجود سجل شحن يمكن استخدامه في حال طلب الزبون استرجاع أمواله من شركة الوساطة المالية، حيث كان جوستافسون يقدّم إيصالات الشحن كدليل على إرسال المنتج ليحتفظ بالمال ويتجنب (مؤقتاً على الأقل) حظر حسابات الدفع الخاصة به.
خلال النصف الأول من عام 2020، يبدو أن جوستافسون تلقى أكثر من 300 ألف دولار، مما يشير إلى أن الخدعة كانت فعالة جزئياً على الأقل. وبموجب اعترافه بالذنب، سيكون على جوستافسون دفع تعويضات تصل إلى 1.3 مليون دولار للضحايا. وسيتم إصدار الحكم عليه في 5 ديسمبر، حيث يواجه ما يصل إلى 20 عاماً في السجن الفيدرالي لكل تهمة احتيال، وما يصل إلى 10 سنوات لكل تهمة غسل أموال.
بالمجمل، كانت هواتف إسكوبار منتجات «أفضل من أن يتم تصديقها» ومقدمة من علامة تجارية مجهولة تستخدم شخصية معروفة بالسلوك الإجرامي كشعار لها. وكما. مختلف الأمور التي تبدو أفضل من أن يتم تصديقها، كان الواقع هو مجرد حيلة فقط.