فواتير الطاقة ترتفع بشكل مضطرد، والذكاء الاصطناعي هو الملام

⬤ في ولاية ماين الأمريكية، ارتفعت كلفة الطاقة بحوالي 36% خلال العام المنصرم وحده.
⬤ ترتفع تكاليف الطاقة حول العالم نتيجة تزايد الطلب عليها لتشغيل مراكز البيانات العالمية.
⬤ تستهلك مراكز البيانات 2% من كهرباء العالم، ويتوقع أن تنمو هذه الحصة بسرعة.
يواجه ملايين الأشخاص حول العالم، وبالأخص في الولايات المتحدة تحدياً من نوع جديد: فواتير كهرباء آخذة بالتضخم عبر السنوات الأخيرة، والملام؟ «ضريبة الذكاء الاصطناعي».
وفقاً لتقرير من موقع Axios، فإن تكلفة الكهرباء آخذة في الارتفاع على مستوى الولايات المتحدة وعدة دول أخرى في صدارة مشهد الذكاء الاصطناعي، مدفوعة بشكل أساسي بزيادة الطلب على الطاقة من مراكز البيانات العملاقة التي تُبنى لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تكلفة الكيلوواط/ساعة من الكهرباء ارتفعت من 16.41 سنتاً إلى 17.47 سنتاً خلال عام واحد، أي بزيادة تبلغ 6.5%. لكن هذه الزيادة العامة كانت متركزة في أماكن معينة دون سواها. ففي ولاية ماين التي تتضمن كماً هائلاً من مراكز البيانات، كانت الزيادة بنسبة 36.3%، وكانت في ولاية كونيتيكت بنسبة 18.4%، وفي يوتاه بنسبة 15.2%.
يُعزى هذا الارتفاع، جزئياً على الأقل، إلى مراكز البيانات التي تُنشأ بسرعة فائقة من قبل شركات التكنولوجيا المندفعة بكل قوة نحو الذكاء الاصطناعي. وقدّر تقرير صادر عن مركز RAND للأبحاث أن الطلب العالمي على الكهرباء من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي قد يصل إلى 327 جيجا واط بحلول عام 2030، أي ما يعادل نحو 30% من قدرة شبكة الكهرباء الأمريكية الحالية (1,280 جيجا واط).
يتسبب الطلب الناتج عن المشاريع الحالية والمخطط لها من مراكز البيانات بضغط كبير على شبكة الكهرباء ومشغليها. ففي منطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وبالأخص ما هو معروف باسم «كوريدور مراكز البيانات» بسبب كثافة هذه المنشآت هناك، يُتوقع أن ترتفع الأسعار بشكل كبير بعد مزاد طاقة حديث جرى لضمان توافر طاقة كافية لتلبية الطلب. وقد أشار أحد التقارير إلى أن 60% من هذه الزيادة تُعزى إلى مراكز البيانات، مقدّراً أن نحو 9.3 مليار دولار سيتم تمريرها في النهاية إلى المستهلكين.
توليد الطاقة نفسه ليس العامل الوحيد المسبب للارتفاع، بل أيضاً تكلفة توسيع البنية التحتية للشبكة بسرعة كبيرة. وبحسب Axios، فإن تكلفة هذه التوسعات تُحمّل على المستهلكين، في ظل طلب متزايد على مشغلي الشبكة لبناء قدرات إضافية بأسرع ما يمكن. ووفقاً لمختبر لورانس بيركلي الوطني، فإن طلبات ربط المشاريع الجديدة بالشبكة بنهاية عام 2023 كانت أكثر من ضعف قدرة شبكة الكهرباء الأمريكية الحالية.