كبرى شركات تصميم نوى المعالجات ترغب بالانتقال للتصنيع كذلك

لطالما كانت شركة ARM اسماً أقل شهرة في مجال الشرائح على الرغم من دورها المحوري في المجال، وذلك لأن النوى التي تصممها تدخل في العديد من المنتجات، لكن هذه المنتجات لا تتضمن العلامة التجارية للشركة البريطانية الكبرى. لكن الأمر قد يتغير قريباً على ما يبدو.

وفق التقارير استقطبت شركة ARM مدير شرائح الذكاء الاصطناعي في أمازون، رامي سنّو، في خطوة تشير إلى أن الشركة البريطانية لم تعد تكتفي بدورها كأكثر مصمم نوى معالجة انتشاراً في العالم. تمثل الخطوة تحولاً حاسماً نحو بناء ARM لشرائحها الخاصة، وهو تغيير قد يعيد تشكيل نموذج أعمالها ويضعها في مواجهة مباشرة مع شركائها القدامى، ويمنحها موقعاً مركزياً في سباق عتاد الذكاء الاصطناعي.

لعب سنّو دوراً رئيسياً في قسم الحوسبة السحابية بأمازون بتطوير شرائح الذكاء الاصطناعي الداخلية للشركة، مثل Trainium وInferentia، المصممة خصيصاً لتدريب وتشغيل النماذج الضخمة للذكاء الاصطناعي، ما أتاح لخدمات AWS بديلاً عن وحدات معالجة الرسوميات من Nvidia المهيمنة على السوق. وبانضمامه إلى ARM، تكسب الشركة خبيراً في هندسة وتصميم ودمج الرقائق المخصصة لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وهو قطاع يشهد نمواً متسارعاً في الأسواق المؤسسية والاستهلاكية.

لطالما اعتمد نموذج أعمال ARM على ترخيص معماريات المعالجات ومجموعات التعليمات لشركات أخرى، مثل Apple وNvidia، التي تدمج تقنياتARM في تصاميمها مقابل دفع رسوم على كل شريحة تُباع. هذا النهج جعل تقنيات ARM منتشرة في الهواتف المحمولة ومستخدمة بشكل متزايد في مراكز البيانات لمنافسة معالجات Intel وAMD.

لكن منذ إدراجها في البورصة عام 2023، أبدت Arm طموحاً أكبر للعب دور رئيسي في صناعة أشباه الموصلات. ففي يوليو، أكد الرئيس التنفيذي ريني هاس أن جزءاً من أرباح الشركة سيعاد استثماره في مشاريع رقائق مباشرة، مع خطط لاستكشاف تقنيات الشرائح المصغرة (chiplets) ومن ثم أنظمة كاملة على شريحة (SoCs).

توظيف سنّو يأتي ضمن توجه أوسع لجذب قيادات تعزز قدرات ARM الداخلية في تطوير الرقائق. فقد استقطبت الشركة سابقاً نيكولا دوب من HPEالمتخصص في تصميم الأنظمة، وستيف هالتر الذي يمتلك خبرة من Intel وكوالكوم، وكلاهما مكلف بتطوير قدرات ARM للتحرك من تصاميم المعالجات الأساسية نحو منصات رقائق متكاملة.