كوريا الجنوبية تخطط لبدء بناء أول مفاعل اندماج نووي تجاري في 2035

⬤ كشفت كوريا الجنوبية عن تجهيزاتها لبناء أول مفاعل يعمل بطاقة الاندماج النووي في عام 2035.

 

⬤ من المتوقع أن يحتاج بناء المفاعل حتى عام 2050 ليكتمل وسيمتلك قدرة حتى 500 ميجا واط.

 

⬤ لا تزال طاقة الاندماج النووي اختبارية، لكنها تعد بتقديم مصدر متجدد وصفري الانبعاثات وعالي الموثوقية للكهرباء.

 

أعلنت وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الكورية الجنوبية عن خططها الجريئة لبناء أول مفاعل نووي يعمل بطاقة الاندماج بدلاً من طاقة الانشطار النووي الحالية. وقالت الوزارة أنها تجهز منذ الآن للمشروع الذي سيبدأ في 2035 ويتوقع أن يبدأ بإنتاج الطاقة بحلول عام 2050.

 

مواضيع مشابهة

يعد الإعلان الكوري مثيراً للاهتمام بالنظر إلى كونه الأول من نوعه مع مخطط زمني واضح، ولو أنه بعيد في المستقبل نسبياً. حيث يعتمد المخطط الكوري على نجاح التجارب الخاصة بالمفاعل النووي الحراري التجريبي العالمي (ITER)، وهو مشروع عالمي تشارك فيه كل من كوريا الجنوبية إلى جانب الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وروسيا، والصين، واليابان، والهند.

 

في الوقت الحالي، تعد كوريا الجنوبية واحدة من الرواد العالميين للطاقة النووية، إذ تعد الشركة الكورية للطاقة المائية والنووية (شركة مملوكة حكومياً) واحدة من أكبر الشركات المصنعة للمفاعلات النووية العاملة بالانشطار النووي في العالم، ويبدو أنها تمتلك طموحات لتمديد نجاحها إلى مجال طاقة الاندماج النووي أيضاً.

 

يذكر أن توليد الطاقة من الاندماج النووي هو الطريقة التي تنتج عبرها الشمس ومختلف النجوم الحرارة والإشعاع الضوئي الهائل الخاص بها، وهي العملية المعاكسة تماماً للانشطار النووي المستخدم في القنابل النووية الأولى بالإضافة إلى المفاعلات النووية حتى الآن.

 

تتميز طاقة الاندماج النووي بكونها لا تترك أية مخلفات مشعة، وتستخدم عناصر متوافرة بكثرة في الطبيعة (نظائر الهيدروجين) كما أنها صفرية الانبعاثات وقابلة للتحكم بها بشكل يسمح باستخدامها كأساس للشبكات الكهربائية الكبرى. لكن وحتى الآن، لا يزال تحقيق تفاعل الاندماج النووي بشكل مستقر وعلى نطاق صغير كفاية أمراً صعباً للغاية.

 

يحتاج تفاعل الاندماج النووي لتقديم كمية هائلة من الحرارة والضغط لتحقيقه، ويمكن ملاحظة ذلك من أن القنابل الهيدروجينية التي تستخدم هذا التفاعل تستخدم انفجار قنبلة نووية داخلها كمصدر للحرارة والضغط لبدأ تفاعل الاندماج الذي ينتج كماً هائلاً من الطاقة.

 

في حال نجاح مشروع المفاعل النووي الحراري التجريبي العالمي بالوصول إلى تفاعل مستقر ومنتج للطاقة في الفترة بين 2035-2038 كما تشير التقديرات الحالية، تقدر السلطات الكورية الجنوبية أنها ستتمكن من بناء وتشغيل مفاعل يستخدم هذه الطاقة بحلول عام 2050 مستندة إلى أن تشغيل أول مفاعل انشطار نووي منتج للطاقة قد جرى بعد 14 عاماً من النجاح به تجريبياً عام 1942.

شارك المحتوى |
close icon