كيف تعمل خوارزمية إنستجرام؟ وعلى أي أساس تظهر المنشورات لك؟

في وقت من الماضي كان إنستجرام بسيطاً نسبياً في طريقة عرضه للمنشورات: تعرض المنشورات مرتبة زمنياً من الأحدث إلى الأقدم وتعطي نفس القيمة لكل الحسابات التي تتابعها. لكن هذا الأمر قد تغير بطبيعة الحال، وفي الفترة الأخيرة بات إنستجرام يمتلك خوارزميته الخاصة لعرض المحتوى. حيث أن المنصة على غرار شقيقتها الكبرى فيس بوك لم تعد تعرض كل شيء، ولم تعد تمنح نفس الأولوية لكل المنشورات.

بالطبع تختلف مواقف المستخدمين من الخوارزمية بشدة، فالمستفيدون منها والحاصلون على ترويج إضافي يحبونها بشدة. فيما يراها الكثيرون طريقة إضافية للحد من وصول منشورات المستخدمين ودفعهم نحو استخدام المال للوصول أكثر. لكن وبغض النظر عن الموقف منها، فالواقع هو أن خوارزمية إنستجرام موجودة لتبقى. وعلى عكس ما عهدناه من فيس بوك، فقد كشفت الشركة عن العوامل الأساسية التي تحدد ظهور المنشورات.

 

وفق تصريح الشركة، تعتمد خوارزمية إنستجرام على 4 عوامل أساسية

 

كيف تعمل خوارزمية إنستجرام؟ وعلى أي أساس تظهر المنشورات لك؟

 

تاريخ التفاعل مع الحسابات

 

ينظر إنستجرام إلى تاريخ الإعجابات والتعليقات التي يمنحها المستخدم للحسابات التي يتابعها على اختلافها. وكلما أولى المستخدم المزيد من الاهتمام وأعجب بعدد أكبر من المنشورات وعلق أكثر كلما ظهرت له منشورات الحساب أكثر. ومع أن الشركة لم توضح إن كانت تفرق بين الحسابات غزيرة النشر والبقية، لكنها على الأرجح تفعل ذلك. حيث أن التعامل بعدد التفاعلات والتعليقات فقط سيعني أن الصفحة ستعج بمنشورات من الحسابات التي تنشر بشدة بينما تختفي حسابات الأصدقاء والأقارب لأنهم أقل نشراً بطبيعة الحال.

 

شعبية المنشور والموقع الجغرافي

 

عند تقرير إرسال أي منشور إلى المستخدم، تلعب شعبية المنشور مثل عدد الإعجابات والتعليقات عليه دوراً هاماً في ترويجه. فالمنشورات التي تحصل على إعجابات أكثر نسبياً (مقارنة بالمشاهدات) هي منشورات تفاعلية بنظر إنستجرام. ومع كون منصات التواصل الاجتماعي تريد للمستخدمين أن يقضوا وقتاً أطول عليها ويتفاعلوا مع ما يرونه أكثر فهي تزيد من ترويج ما ينجح بجذب التفاعل.

 

بالإضافة إلى الشعبية، يبدو أن مكان المنشور مهم لترويجه أيضاً. حيث أن الصور والفيديو الملتقط قريباً منك لديه فرصة أكبر للظهور ضمن الصفحة الرئيسية لك. وهذا الأمر غير متوقع لكنه منطقي في الواقع، حيث يميل المستخدمون للتفاعل أكثر مع المنشورات التي تتضمن معالماً ومناطق يعرفونها وقريبة منهم.

 

مقدار كون الناشر مثيراً للاهتمام لك

 

مواضيع مشابهة

كلما كان إنستجرام يرى أنك مهتم أكثر بشخص، ستظهر منشورات هذا الشخص لك أكثر في الواقع. لكن الأهم هنا ربما هو كيفية تحديد من هو المثير للاهتمام. حيث ينظر إنستجرام إلى 5 معايير أساسية لتقييم مدى التفاعل الذي تبديه مع المنشورات والأشخاص:

 

  • كم هو الوقت الذي تقضيه وأنت تنظر إلى المنشور ضمن صفحتك الرئيسية.
  • احتمال إعجابك بالمنشور والتفاعل معه.
  • احتمال التعليق على المنشور وعدد التعليقات حتى.
  • حفظ المنشور من عدمه.
  • قيامك بالنقر على صورة صاحب الحساب والدخول إلى حسابه.

 

تقييم نوع المحتوى الذي تشاهده عادة والتوصية بالمحتوى الأقرب لتفضيلاتك

 

باختصار إن كنت تشاهد فيديوهات عن الحيوانات، سيتم تفضيل المنشورات التي تتضمن حيوانات داخلها. وفي حال كان تفاعلك أكبر مع صور الحلويات والطعام مثلاً سترى تلك المنشورات أكثر. ومع أن إنستجرام لم يكشف تفاصيل تحديد “المحتوى المتشابه” وإن كان يقسمه إلى فئات محددة أم يعتمد الذكاء الاصطناعي لتحديد التشابه من التفاعلات المشتركة، فمن المنطقي كون المنصة تسعى لعرض المزيد من المنشورات التي تدفع المستخدمين للبقاء ملتصقين بهواتفهم ويستخدمونها.

 


مواضيع قد تهمك:


 

ما المستفاد من معرفة عمل خوارزمية إنستجرام للمنشورات؟

 

عند النشر كانت إنستجرام واضحة بأن ما قدمته ليس سوى تقريب بسيط لما يحدث فقط. حيث لم تضمن الشركة تفاصيلاً لكل ما تأخذه بعين الاعتبار والقيمة المقدمة لكل معيار مثلاً وطرق حسابها وتقييمها. كمل أن العديد من العبارات مبهمة جزئياً ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل. لكن بالمجمل تساعد المنشورات على إعطاء فكرة تقريبية عن كيفية جعل منشورات إنستجرام تنجح قدر الإمكان. كما أن الشركة ذكرت انها لا تستخدم خوارزمية واحدة، بل عدداً هائلاً من الخوارزميات المختلفة معاً.

 

بالنسبة للمستخدمين العاديين يمكن الاستفادة بموضوع أساسي لطالما تم تكراره لكن الكثيرين لا يدركونه: إن كنت لا تريد لنوع من المحتوى أو شخص ما أن يظهر لديك عليك تجاهله. وبالمقابل عليك التفاعل أكثر مع المحتوى الذي تفضله لأن التفاعل أكثر يعني أنك ستحصل على محتوى مشابه ومن نفس الصانعين أكثر.

 

بالنسبة لصانعي المحتوى فالدرس هو صنع محتوى تفاعلي، وهنا تظهر المشكلة التي يقع بها الكثير من صانعي المحتوى. حيث أن المحتوى الجيد لا يحصل على نفس حجم التفاعل الذي يحصل عليه المحتوى الجدلي عديم القيمة. فالناس يحبون الجدل وكذلك يفعل إنستجرام. لذا يبدو أن التوجه نحو المحتوى الجيد ليست كافية إن لم يكن هذا المحتوى يحرك الأعصاب وبالأخص عبر الإغضاب لدفع المستخدمين للتفاعل معه أكثر.

شارك المحتوى |
close icon