كيف نكشف صوت الذكاء الاصطناعي في التسجيلات الاحتيالية؟

هل تعلم أن أول تسجيل صوتي بشري في التاريخ كان في عام 1860. وتم من خلال الفونوغراف بواسطة المخترع الفرنسي إدوار ليون سكوت دي مارتنفيل. وعلى ما يبدو كان لشخص يغني أو ربما يتكلم (يمكنك سماع الصوت من هنا). بالطبع كان الصوت المسجل مشوش وغير واضح وتشعر أنه غير بشري. لكن في العصر الحالي أصبح لدينا ذكاء اصطناعي قادر على توليد أصوات تبدو حقيقية لدرجة أنها قد تخدع أذنيك وربما قلبك. ولهذا باتت تقنيات التزييف العميق أمر مقلق للغاية. حيث تستخدم تقنيات الاستنساخ الصوتي لتقليد أصوات الأفراد بدقة، مما يصعب على المستمع العادي كشفها. فكيف يمكننا أن نصبح أكثر حذرًا؟ وما هي العلامات الخفية التي تمكننا من التفرقة بين صوت بشري حقيقي وصوت صنعه الذكاء الاصطناعي. في هذا المقال، نستعرض دليلا شاملا يوضح كيف نكشف صوت الذكاء الاصطناعي في التسجيلات الاحتيالية؟

ما هو صوت الذكاء الاصطناعي؟

كيف نكشف صوت الذكاء الاصطناعي في التسجيلات الاحتيالية؟

صوت الذكاء الاصطناعي أو الصوت المولد بالذكاء الاصطناعي، عبارة عن عملية يتم فيها استخدام AI من أجل توليد كلام يشبه إلى حد كبير صوت الشخص الحقيقي. ويحدث الأمر من خلال تدريب النماذج على تسجيلات موجودة لكلام الشخص المستهدف. حيث تنتج هذه التقنية مخرجات صوتية واقعية للغاية لا يمكن تمييزها عن التسجيلات الأصلية.

اقرأ أيضا: ما هي أبرز متصفحات الذكاء الاصطناعي وأهم ميزاتها التنافسية؟

استخدامات الصوت المولد بالذكاء الاصطناعي

كيف نكشف صوت الذكاء الاصطناعي في التسجيلات الاحتيالية؟

مع التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي، بات من الصعب التمييز بين الواقع والخيال، خاصة في مجال الصوت. وإليك أهم استخدامات الصوت المولد بالذكاء الاصطناعي:

  1. التمثيل الصوتي: يستخدم الصوت المزيف في الأفلام وألعاب الفيديو لإنشاء تعليقات صوتية للشخصيات. مما يسمح بتصوير أكثر ديناميكية وتنوعًا للشخصيات دون الحاجة إلى جلسات تسجيل مطولة.
  2. الكتب الصوتية: تسمح هذه التقنية بإنتاج كتب صوتية بأصوات قابلة للتخصيص لتناسب أسلوب السرد مما يعزز تفاعل المستمع.
  3. المساعدون الافتراضيون: تستخدم الشركات صوت الذكاء الاصطناعي لإنشاء مساعدين رقميين أكثر تخصيصًا. يمكنهم التفاعل مع العملاء بشكل طبيعي وجذاب، لتحسين تجربة المستخدم.
  4. التسويق: يمكن للعلامات التجارية استخدام الأصوات الاصطناعية لإنشاء رسائل تسويقية مخصصة تتوافق مع فئات سكانية محددة. مما يعزز تفاعل العملاء ومن ثم زيادة معدلات استجابتهم.

كيف نكشف صوت الذكاء الاصطناعي؟

كيف نكشف صوت الذكاء الاصطناعي في التسجيلات الاحتيالية؟

سهّل الذكاء الاصطناعي إنتاج تسجيلات صوتية لكلام الشخص، حيث تشهد تقنية توليد الصوت المزيف تطورًا مستمرًا. والأخطر، أنها أصبحت متاحة على نطاق واسع عبر الإنترنت. ومع ذلك هناك بعض الأشياء التي تستطيع من خلالها اكتشاف الصوت المولد بالذكاء الاصطناعي كالتالي:

نبرة عاطفية آلية

غالبًا ما تجد الأصوات الاصطناعية صعوبة في إيصال المشاعر بشكل متسق. قد تبدو رتيبة للغاية أو تظهر تحولات مفاجئة في التعبير العاطفي لا تتوافق مع الكلام المنطوق.

اقرأ أيضا: دراسة تكشف مصادر تدريب الذكاء الاصطناعي ومن أين يحصل الذكاء الاصطناعي على المعلومات

غياب فترات التوقف الطبيعية

مواضيع مشابهة

على الرغم من تطور تقنية استنساخ الأصوات بالذكاء الاصطناعي في السنوات القليلة الماضية، إلا أنها ليست مثالية. هناك بعض المؤشرات التي يمكن استخدامها لاكتشاف الأصوات المولدة بالذكاء الاصطناعي، ومن هذه المؤشرات التوقفات غير الطبيعية. فبينما يأخذ الأشخاص الحقيقيون نفسًا بين الكلمات أثناء التحدث، مما يُؤدي إلى فترات توقف طبيعية أثناء الكلام. يفتقر صوت الذكاء الاصطناعي إلى هذا الأمر. مما يجعل الكلام سلسًا بشكل غير طبيعي.

الاتساق في النطق

أصبحت أصوات الذكاء الاصطناعي تشبه إلى حد كبير صوت الشخص الحقيقي. إلا أنها قد تواجه صعوبة في نطق كلمات فريدة غير موجودة في عينات التسجيلات. لذا، قد يشير طريقة النطق الغريب والتلعثم في الكلمات، إلى أنك تستمع إلى صوت مولد بتقنية التزييف العميق.

فحص الموجات الصوتية

 كيف نكشف صوت الذكاء الاصطناعي في التسجيلات الاحتيالية؟

يعتبر من أكثر الطرق فعالية لكشف الأصوات المولدة بالذكاء الاصطناعي. فبينما تتميز التسجيلات الصوتية البشرية بتنوع طبيعي في أنماط موجاتها، حيث تتغير حدة الصوت وسرعة النطق والنبرة. تظهر الموجات الصوتية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي غالبًا بشكل متشابه ومثالي بشكل مفرط. هذا التناسق غير المنطقي الذي يفتقر إلى التقلبات والعفوية البشرية، هو مؤشر قوي على أن الصوت آلي وليس طبيعيًا.

اقرأ أيضا: أهم 30 أداة من أدوات الذكاء الاصطناعي

التباين في سرعة الكلام

يميل البشر إلى تغيير سرعة كلامهم حسب الموقف، فقد يتحدثون بسرعة عند الحماس، ويبطئون عند التفكير. بينما قد تظهر الأصوات المزيفة سرعة كلام موحدة بشكل غير طبيعي، أو قد تظهر فيها تقلبات مفاجئة وغير منطقية في السرعة، مما يدل على وجود خلل في النموذج الصوتي.

استخدم الحدس البشري

في مواجهة الأصوات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، قد لا تكون الحاجة إلى التحليل التقني هي الخطوة الأولى دائمًا. ففي بعض الأحيان، يكفي أن نستمع إلى حدسنا، ذلك الشعور الداخلي الذي نمتلكه، والذي يخبرنا بأن هناك شيئًا ما غير طبيعي في هذا الصوت. وبينما تتقن النماذج الصوتية الحديثة تقليد الكلمات، إلا أنها غالبًا ما تفشل في محاكاة العفوية البشرية. مثل التردد البسيط أو التغيرات الدقيقة في النبرة أو حتى طريقة التنفس. وهي تفاصيل دقيقة يلتقطها دماغنا تلقائيًا، مما يجعل حدسنا خط الدفاع الأول والأكثر فاعلية ضد الأصوات المزيفة.

اقرأ أيضا: أسماء الأدوات التي توفر أصوات ذكاء اصطناعي ذات إحساس طبيعي ؟

نقاء الصوت

عندما يتحدث شخص ما في تسجيل، عادة ما تكون هناك أصوات طبيعية في الخلفية مثل الصدى أو أصوات التنفس أو حفيف الملابس. في المقابل، غالبا ما تكون التسجيلات الصوتية المصنعة بواسطة الذكاء الاصطناعي معزولة بشكل مثالي عن أي ضوضاء محيطة، مما يجعلها تبدو نظيفة بشكل مريب. وفي بعض الحالات، قد تكون هناك تشوهات غريبة أو أصوات خافتة في الخلفية، تشير إلى أن الصوت تم تعديله رقميا.

في الختام، مع تزايد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، يزداد التحدي في مواجهة الأصوات المزيفة المستخدمة في عمليات الاحتيال. إن الوعي بخصائص هذه الأصوات مثل الرتابة المفرطة أو عدم وجود عيوب النطق البشرية أو التشوهات في الخلفية، أصبح خط الدفاع الأول. الأهم من ذلك، يجب علينا ألا نعتمد فقط على السمع، بل أن نستخدم كذلك التفكير النقدي ونؤكد الهوية عبر قنوات آمنة أخرى. لأن الحماية الحقيقية تكمن في الجمع بين اليقظة التقنية والحذر البشري. فمع كل تطور في الذكاء الاصطناعي، يجب أن يتطور وعينا أيضا لمواجهة تحديات المستقبل الرقمي وأساليب الاحتيال التي لا تتوقف عن التطور.

شارك المحتوى |
close icon