لتوفير المياه، احذف صورك ورسائل البريد الإلكتروني

⬤ في حالة غريبة، طلبت الحكومة البريطانية من المواطنين المساعدة بحفظ المياه بشكل غريب.

⬤ إحدى الوسائل المقترحة هي تفريغ التخزين السحابي والصور القديمة ورسائل البريد الإلكتروني.

⬤ وفق الخبراء لا توفر هذه الإجراءات الماء، وكان من الأجدى تخفيض استخدام الذكاء الاصطناعي.

تشهد المملكة المتحدة حالياً حالة جفاف، وهو ما دفع الحكومة البريطانية للطلب من المواطنين المساهمة في التخفيف من الأزمة. لكن وبالإضافة إلى الإجراءات المعتادة لترشيد استهلاك المياه، طلبت الحكومة من الناس «حذف رسائل البريد الإلكتروني والصور القديمة».

أصدر «المجلس الوطني للجفاف» في المملكة المتحدة إرشادات لتوفير المياه في المنازل، تضمنت نصائح مألوفة مثل عدم ريّ المسطحات الخضراء، وتقليل مدة الاستحمام، وإصلاح تسريبات المياه، وتجنب الهدر، لكن الإرشاد الجديد المثير للجدل كان «حذف رسائل البريد الإلكتروني والصور القديمة، لأن مراكز البيانات تستهلك كميات كبيرة من المياه لتبريد أنظمتها».

مواضيع مشابهة

من حيث المبدأ، تستهلك مراكز البيانات بالفعل كميات ضخمة من المياه عبر عملية التبريد التبخيري، ويقدر أن هذه المراكز تبخر حتى 560 مليار لتر سنوياً. لكن الجدل تولد بشكل أساسي حول جدوى النصائح الحكومية البريطانية في إحداث أي توفير حقيقي للماء.

من المعروف أن أجهزة التخزين تنتج حرارة قليلة جداً بعد حفظ البيانات، ولا يتأثر استهلاكها للطاقة بكم البيانات المخزنة داخلها، فسواء كانت وحدة التخزين ممتلئة أو شبه فارغة، فاستهلاكها المعتاد واحد. لكن الأمر الذي يغير حقاً في استهلاكها هو عمليات القراءة الكتابة، مثل البحث، واستكشاف النسخ الاحتياطية السحابية، وحتى حذف الملفات أصلاً. حيث تضيف هذه العمليات المزيد من الطاقة والحرارة وبالتالي استهلاك الماء للتبريد. وبالنتيجة تبدو نصيحة الحكومة البريطانية وكأنها تفاقم مشكلة المياه ولا تحلها حقاً.

من الناحية الأخرى، يرى الخبراء أن هناك مورداً آخر يمكن تقنين استخدامه لتقليل استهلاك الماء بشكل فعال، لكن بدلاً من حذف الملفات، كل ما يحتاجه الأمر هو تقليل استخدام الذكاء الاصطناعي. حيث يشير تقرير بيئي نشرته شركة Mistral AI الفرنسية، إلى أن استجابة ذكاء اصطناعي مكونة من 400 رمز (حوالي صفحة واحدة من النص) تستهلك نحو 45 مل من المياه (حوالي نصف كوب شاي) وتنتج حوالي 1.14 غرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. ومع استخدام ملايين الأشخاص لهذه الأدوات، تتراكم كمية كبيرة من استهلاك المياه الذي بات مصدر قلق للكثير من الخبراء البيئيين مؤخراً.

لعل المفارقة هي أن الحكومة البريطانية تمتدح الذكاء الاصطناعي وتتعهد بتوسيع استخدامه في البلاد على الرغم من استهلاكه الشديد للماء والطاقة، فيما تدعو المستخدمين لحذف صور وذكريات لا تضيف أي عبء حقيقي إن تم تركها على حالها.

شارك المحتوى |
close icon