لماذا نكره العمل؟

لا يعد العمل الذي نعمله عملاً بما تحمله الكلمة من معنى، وحتى إذا كنت محظوظاً بما فيه الكفاية كي تملك فرصة عمل فمن المرجح أنك لست متحمساً للذهاب إلى مكان عملك في الصباح الباكر وأنك لا تشعر بالتقدير الكافي وتجد صعوبة في إتمام عملك المهم في وسط جميع المشتتات، كما قد تشعر بأن ما تقوم بفعله لن يحقق تأثيراً مهماً.

 

وقد أوضحت إحصائية أمريكية أن 13%  فقط من الموظفين في العالم يشعرون بالحماس للعمل الذي يعملونه، وفي الواقع فإن العمل بالنسبة للعديد هو أمر منهك ومتعب ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فالمهام المترتبة عليهم تحتاج لوقت أطول من الذي يملكونه وهذا يعد مرهقاً للغاية، كما أن التقنية الرقمية تعتبر واحداً من الأسباب المؤثرة في ذلك مما تجعل الموظفين عرضة لسيل من المعلومات والطلبات التي يشعرون بأنه يتوجب عليهم قراءتها والرد عليها طيلة الوقت.

 

ومن المثير للاهتمام أن الموظفين يشعرون بالرضى والسعادة والإنتاجية في العمل عندما تتحقق احتياجاتهم الأساسية الأربعة :

 

– الجسدية : من خلال الفرص التي تسمح لهم بالتجديد وإعادة الحيوية (كالنشاطات الترفيهية أو الاجتماعية بين الموظفين).

 

– العاطفية : من خلال الشعور بالتقدير وأن عملهم ومساهماتهم ذات قيمة كبيرة.

 

– العقلية : من خلال امتلاك الفرصة في التركيز على المهام الأساسية وتحديد متى وأين يستطيعون إنهائها.

 

مواضيع مشابهة

– الروحية : من خلال فعل المزيد مما يستطيعون فعله بنجاح والاستمتاع به والشعور بأنهم يعملون من أجل هدف سامٍ وليس من أجل مجرد العمل والعيش.

 

وكلما كان المدراء ومؤسسو الشركات يدعمون موظفيهم في تحقيق هذه الاحتياجات كلما كان الموظفون أكثر ميلاً للاستماع في عملهم ويملكون حس الولاء والانتماء لشركتهم ويشعرون بالطاقة الإيجابية أثناء العمل، فعندما يتم تحقيق واحد من احتياجاته بدلاً من لا شيء فإن أداء الموظف يتطور بشكل كبير، وكلما زاد عدد الاحتياجات التي تمت تلبيتها كلما تحسن أدائه وترك تأثيراً إيجابياً أكبر.

 

فعلى سبيل المثال أوضحت بعض الدراسات أن الموظفين الذين يأخذون قسطاً من الراحة كل 90 دقيقة يقدمون أداءً أفضل من أولئك الذين يعملون دون توقف أو يستريحون مرة واحدة طيلة اليوم، حيث يمتلكون معدل تفكير منطقي وإبداعي بنسبة 50% إلى جانب تمتعهم بصحة أفضل بنسبة 46%.

 

وكلما زادت ساعات العمل وتجاوزت 40 ساعة أسبوعياً وزادت استمراريتها كلما شعر الموظفون بالتعب والإرهاق وأصبحوا أقل ميلاً للعمل بجد، لكن من الناحية الأخرى فإن تحفيز المدير لموظفيه وتشجيعهم على أخذ قسط من الراحة يساهم في زيادة فرصة بقاء هؤلاء الموظفين في الشركة بمقدار الضعف.

 

ختاماً، لا شك في أن الشعور بالتقدير لجهود الموظف وإعطائه القدر الكافي من الراحة يساهم بشكل كبير في حبه لشركته وللعمل الذي يقوم به ويساعده في أن يصبح أكثر إنتاجية وإبداعاً.

شارك المحتوى |
close icon