لماذا يجب على قطاع العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة أن يتبنّى عقلية شركات التكنولوجيا؟

بقلم: أندريه شارابينك، الرئيس التنفيذي لشركة ميجر للتطوير العقاري
يشهد قطاع العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة ضغطًا متزايدًا وهو أمر إيجابي في جوهره. ففي ظل الطلب القياسي المتصاعد، وتنامي وعي المشترين، وتغيّر توقعات المستثمرين، لم يعد من المقبول الاستمرار في البناء بنفس الأساليب التقليدية التي كانت سائدة قبل عقد من الزمن، ثم نطمح إلى ريادة المستقبل.
لقد آن الأوان لأن يفكّر المطوّرون العقاريون بعقلية أقرب إلى قطاع التكنولوجيا. ففي هذا القطاع، يُقاس التقدّم من خلال تحديثات الإصدارات، بينما لا يزال يُقاس في العقارات غالبًا بعدد الأمتار المربعة. وهذا ما يجب تغييره. نحن بحاجة إلى التحرك بوتيرة أسرع، والاستماع بشكل أعمق، والتكيّف في الزمن الحقيقي. لم يعد يكفي أن نبني مباني؛ علينا أن نبني «منتجات» عقارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لكن المسألة لا تتعلق بالتقنيات بحد ذاتها، بل بقيمة حقيقية قابلة للقياس نحو حلول أسرع، أذكى، وأكثر استدامة.
المستقبل سيكون للمطورين المرنين. أولئك الذين يتعاملون مع المخططات الرئيسة كمجتمعات ديناميكية قابلة للتطور، وليس كرسومات ثابتة. الذين يدمجون تجربة المستخدم ضمن التصميم منذ البداية، ويتوقعون التغيرات التنظيمية، ويعززون الكفاءة التشغيلية كأولوية.
دولة الإمارات العربية المتحدة مهيأة لهذا التحوّل. السوق جاهزة، والكفاءات موجودة، والمناخ الاستثماري داعم. ما نحتاجه الآن هو الانضباط من جانب المطورين، والإرادة لتبني نهج الشركات الناشئة بدلاً من تقليدية المؤسسات الراسخة.