ليس إيلون ماسك… مؤسس تسلا الحقيقي يكشف كيف انحرفت الشركة عن حلمها الأصلي

 في عالم التكنولوجيا والابتكار، غالبًا ما يرتبط اسم تسلا (Tesla) بشخصية واحدة فقط: إيلون ماسك. لكن القصة الحقيقية لبداية الشركة تحمل فصولًا مختلفة تمامًا، بطلها المهندس المبدع مارتن إيبرهارد. فمنذ تأسيسها في عام 2003، لم يكن الهدف الأساسي لتسلا هو بناء سيارات فاخرة عالية الأداء، بل كان حلمها هو إثبات إمكانية استخدام السيارات الكهربائية كوسيلة نقل يومية عملية وصديقة للبيئة. في هذا المقال، سنستعرض وجهة نظر المؤسس الحقيقي لتسلا، الذي يرى أن الشركة انحرفت عن رؤيتها الأصلية. كما سنستكشف كيف بدأت تسلا، وما هو الحلم الذي طمحت إليه، وكيف ابتعدت عنه.

مؤسس تسلا الحقيقي

مؤسس تسلا الحقيقي

لطالما ساهمت قيادة إيلون ماسك في إبقاء تسلا بدائرة الضوء. وقد جعل أغنى رجل في العالم، شركة تصنيع السيارات الكهربائية التي تمتاز بتصاميمها الأنيقة وتقنياتها المتطورة وارتفاع سعر سهمها الصاروخي. واحدة من أكثر الشركات قيمة واهتمامًا في العالم.

اقرأ أيضا: تعرف على قائمة أسرع 10 سيارات رسمياً على حلبة نوربورغرينغ بالترتيب

ومع ذلك، يختبئ وراء نجاح الشركة، قصة أكثر تعقيدًا وإثارةً للاهتمام. قصة لا تبدأ بإيلون ماسك، بل بالمهندسين، مارتن إيبرهارد ومارك تاربينينج، اللذين مهد عملهما الطريق لشركة تيسلا لتصبح، واحدة من أهم شركة سيارات في العقدين الماضيين.

بداية تيسلا

بدأت القصة عندما أسس مارتن إيبرهارد ومارك تاربينينغ شركة تيسلا موتورز في يوليو 2003، واختارا اسم الشركة تكريمًا للمخترع والمهندس الكهربائي نيكولا تيسلا.

كان لكليهما خلفية في مجال ريادة الأعمال التكنولوجية، وليس السيارات، حيث حصل إيبرهارد على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة إلينوي. بينما أكمل تاربينينغ دراساته في علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا. تولى إيبرهارد منصب الرئيس التنفيذي للشركة الجديدة، بينما ترأس تاربينينغ عملياتها الهندسية والمالية.

اقرأ أيضا: آخر صيحات تسلا: تعرف مطعم تسلا العصري الذي يجمع بين الطعم المميز والأجواء الكلاسيكية في هولييود

التقى إيبرهارد وتاربينينغ في تسعينيات القرن الماضي عندما أسسا معًا شركة نوفو ميديا، وهي شركة أنتجت أحد أوائل أجهزة القراءة الإلكترونية الناجحة، وهو روكيت إي بوك. وبعد بيع نوفو ميديا لشركة جيمستار-تي في جايد مقابل 187 مليون دولار عام 2000. بدأ الثنائي في استكشاف أفكار جديدة. أدى اهتمام إيبرهارد بالسيارات الرياضية، إلى جانب القلق المتزايد بشأن تغير المناخ واعتماد أمريكا على النفط الأجنبي إلى تحولهم إلى السيارات الكهربائية.

مواضيع مشابهة

ومع الدعم الحكومي وأموالهما الخاصة، شعر إيبرهارد وتاربينينغ بأنهما بحاجة لمزيد من التمويل وهنا تواصلوا مع إيلون ماسك الذي عرف آنذاك بدعمه للمشاريع الطموحة في مجال التكنولوجيا. استثمر ماسك مبلغ ضخم في الشركة ليضمن لنفسه منصب رئيس مجلس الإدارة.

اقرأ أيضا: كيف استطاع مخترع السيارة الكهربائية أن يشغّلها باستخدام مغناطيسين فقط؟

بدأ ماسك يسيطر بشكل أكبر على عمليات تيسلا واستراتيجيتها وصورتها العامة. فرغم أنه كان مستشارًا ومستثمرًا في البداية، إلا أنه أراد سيطرة أكبر على قرارات المنتجات وتصميماتها. ومع نمو الشركة، بدأت التوترات بين المؤسسين الأصليين والمستثمر الأكبر إلى أن استطاع أن يتخلص منهما ويصبح هو الشخصية الوحيدة المهيمنة على شركة تصنيع السيارات الكهربائية.

كيف انحرفت تيسلا عن حلمها الأصلي؟

مؤسس تسلا الحقيقي

أبدى مارتن إيبرهارد، المؤسس الفعلي لشركة تسلا، استيائه من المسار الذي تسلكه الشركة في الآونة الأخيرة. وفي مقابلة عبر قناة “كيم جافا” على يوتيوب، وجّه انتقادًا واضحًا لتخلي تسلا عن هدفها الأساسي المتمثل في إنتاج سيارات كهربائية ميسورة التكلفة. معتبرًا أن العالم لا يزال بحاجة ماسة إلى هذا النوع من المركبات.

وخلال الحوار، عبر إيبرهارد عن أسفه لاتجاه الشركة نحو إنتاج سيارات ذات طابع “ترفيهي”، مثل شاحنة سايبر ترك، التي لم يتردد في وصفها بـ”شاحنة النفايات”، بدلا من مواصلة العمل على تحقيق الحلم الأصلي بإتاحة السيارات الكهربائية لشرائح أوسع من المستهلكين.

ورغم الخلافات القديمة بينه وبين إيلون ماسك حول ملكية الشركة، أكد إيبرهارد اعتزازه بما حققته تسلا، مشيدًا بدور ماسك في تحويلها إلى قوة عالمية مؤثرة في صناعة السيارات.

اقرأ أيضا: أنواع السيارات الهايبرد الهجينة… أيها الأفضل؟ وأيها الخيار الذكي لمحفظتك؟

ويكشف هذا الجدل عن التباين المستمر بين الرؤية المثالية التي قامت عليها تسلا منذ تأسيسها. وبين الاعتبارات الربحية التي يفرضها السوق والمنافسة، وهي معادلة يبدو أنها أبعدت الشركة عن حلمها الأول.

في الختام، وجهة نظر مارتن إيبرهارد تشير إلى أن قصة تسلا ليست مجرد حكاية نجاح. بل هي قصة صراع بين رؤيتين مختلفتين. فبينما نجحت الشركة تحت قيادة إيلون ماسك في تحقيق انتشار عالمي مذهل. إلا أنها في نظر مؤسسها الأول، ابتعدت عن هدفها النبيل المتمثل في جعل السيارات الكهربائية في متناول الجميع. يبقى السؤال قائمًا، هل تستطيع تسلا أن تعود إلى جذورها. وأن توازن بين المنتجات الفاخرة والحلم الأصلي في بناء مستقبل مستدام للجميع؟ هذا الجدل يذكرنا بأن الابتكار الحقيقي ليس دائمًا في الوصول إلى القمة، بل في الالتزام بالمبادئ التي أُسس عليها.

شارك المحتوى |
close icon