ماذا تعني عبارة “التفوق الكمّي” من جوجل لمستقبل الحواسب الكمومية؟

 

 

لأول مرة على الإطلاق، قام الحواسب الكمومي التابع لشركة جوجل بمهمة حسابية يستحيل إتمامها بالحواسب التقليدية.

 

أعلن علماء ومهندسون في مختبر شركة جوجل في سانتا بابرا أن هناك مرحلة فائقة لم يصلوا إليها من قبل، فقد أتم الحاسوب الكمومي مهمته في 200 ثانية فقط في حين أن الحواسب التقليدية يمكن إتمامها نفس المهمة في 10 آلاف عامًا.

 

تنطوي المهمة نفسها على تنفيذ سلسلة من التعليمات، وليس لها تطبيق عملي في مجال معين، لكن العلماء يقولون أن الإنجاز لايزال مهمًا كدليل على تقدم تقنية الحوسبة الكمية.

 

يشيد علماء جوجل بالإنجاز، ويعتبروه أول عرض لما يُدعى التفوق الكمومي، وهو مصطلح صاغه جون بريسل عام 2012 لوصف المرحلة التي تقوم فيها الحواسب الكمومية بأشياء لا تستطيع فيها أجهزة الحوسبة العادية فعلها.

 

اقرأ أيضًا >> كيف ستساعد الحواسيب الكمومية على تخفيف الزحامات المرورية؟

 

لا يوافق الجميع على أن إعلان جوجل يمثل تفوقًا كميًا حقيقيًا، فقد رد علماء آي بي إم على جوجل بتزييف المدة وأن أقوى حاسوب عملاق والذي يُطلق عليه اسم “Summit” يُمكنه إتمام المهمة في غضون يومين ونصف بدلًا من 10 آلاف عامًا.

 

 

قد يكون نجاح جوجل جديرًا بالملاحظة، على حد قول بريسكيل، فلن يتغير الأمر بين عشية وضحاها، ولكن من المهم أن الحواسب الكمومية تتقدم ويتطور أداؤها، وتتفوق على الحواسب التقليدية.

 

تحدث بريسكيل إلى صحيفة لوس أنجلوس تايمز حول موقف الحوسبة الكمومية اليوم، وما هي أنواع المشاكل الكبيرة التي قد تساعدنا في حلها في المستقبل، وإليك بعض الأسئلة:

 

كيف أصبحت مهتمًا بالحوسبة الكمومية؟

 

في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، اكتشفت انه إذا كان هناك حاسوبًا كموميًا، فسنتمكن من حل بعض المشكلات الصعبة، وكان العنصر الذي أدى إلى ظهوره أكثر هو إمكانية كسر أنظمة التشفير المستخدمة على نطاق واسع، والتي كان يتوقع ألّا يتم كسرها لأنها تتطلب إجراء عمليات حسابية صعبة للغاية.

 

كيف يختلف الحاسوب الكمومي عن الحاسوب التقليدي؟

 

اللغة التي تتحدثها الحواسيب الكلاسيكية تدور حول معالجة سلاسل الأصفار والآحاد، لكن لغة فيزياء الكم مختلفة تمامًا، فهو يعتمد على الكيوبتات والتي يُمكنها أن تخزن في صورة 0 و1 معًا في نفس الوقت.

 

ما أنواع المشاكل التي تحتاج إلى امتلاك حواسب كمومية لحلها؟

 

عندما تكون التطبيقات أكثر وضوحًا، عندها سيكون عليك معرفة كيفية تصرف نظام الكم الكبير، على سبيل المثال، يحاول الكيميائيون وصف ما يحدث بدقة عند محاولة بناء جزيء كبير.

 

اقرأ أيضًا >>  إطلاق حاسوب آي بي إم الكمومي بسعة 53 كيوبت عن قريب

 

مواضيع مشابهة

يحاولون تطبيق ذلك على الحواسب، لكن عندما يصبح الجزيء كبير، يكون الأمر صعبًا لأن ميكانيكا الكم مهمة حقًا في الجزيء، ولا يمكنك وصف ما تقوم به البتات العادية، لكن الحواسب الكمومية يمكن وصفها جيدًا.

 

هل لديها تطبيقات في العالم الحقيقي؟

 

نعتقد أنه سيكون لديها تأثير كبير في كيمياء الكم، والذي قد يكون مهمًا في مجالات الزراعة والصحة، ويُمكن أن يساعد في تطوير أدوية جديدة، ومصادر طاقة جديدة وطرق جديدة لجمع الطاقة الشمسية ومواد جديدة.

 

هل يقوم العلماء حاليًا باستخدام الحلول الكمية لحل المشكلات؟

 

يقوم الأشخاص بالتجربة، لكن لا يوجد شيء مذهل للإفصاح به، لا أظن ان هناك أي شخص قد فعل شيئًا كبيرًا باستخدام الحوسبة الكمية، فالحواسب التقليدية تقوم بما نريد الآن.

 

اقرأ أيضًا >>  هل اقتربنا فعلًا من التفوق الكمي أم لايزال الأمر صعبًا؟

 

ما الذي دفعك إلى صياغة عبارة “التفوق الكمي” في عام 2012؟

 

اقترحت أن أفكر في هذا المصطلح عندما لاحظت شيئًا خاصًا في تاريخ التقنية، مع تقدم الحوسبة الكمومية، سنصل إلى النقطة التي نقوم فيها بأشياء باستخدام الحواسب الكمومية التي نعتقد أنها تتجاوز ما يمكننا القيام به بحواسبنا العادية.

 

لا يحب الجميع هذا المصطلح، أليس كذلك؟

 

يعتقد بعض الناس أن المصطلح يؤجج حالة التقنية الموجودة حاليًا أكثر من اللازم وتنطلق توقعات غير مبررة وغير واقعية لما سيكون عليها الآثار على المدى القريب، فنحن في عصر نمتلك فيه حواسب قوية ولا نعلم ماذا نفعل بها، علينا ان نجربها بشكل مختلف وفي مجالات مختلفة.

 

هل تعتقد أن إعلان جوجل يمثل مشكلة كبيرة؟

 

هذا يعتمد على ما تعتقد أنه صفقة كبيرة، فهي خطوة تدريجية، لكننا قد نستريح ونعتمد عليها كدليل على تقدم تقنية الحواسب الكمومية، ويُمكن أن تكون منطلقًا لما هو أفضل.

 

اقرأ أيضًا >>  الحواسيب الكمية الأخيرة من شركة جوجل، ماذا تعرف عنها؟

 

هل تعتقد أن الحواسب الكمومية ذات يوم ستكون المعيار؟

 

بناء على فهمنا الحالي، أعتقد أن الحواسب الكمومية سيكون لها تطبيقات متخصصة للغاية، ولكن سيكون ذلك بعيد المدى، لكن سيأتي اليوم الذي تتفقد فيه بريدك الإلكتروني على حاسوب كمومي.

 

لكن في الواقع، ليس من الجنون أن نقول انه من المستقبل، قد يكون لدينا إنترنت كمومي يرسل معلومات كمية لأن ذلك له مزايا تشفير ومن الصعب جدًا التنصت على هذه المعلومات المعلومات المشفرة في الحالات الكمومية.

 

شارك المحتوى |
close icon