ما علاقة الإطارات بالأكل الفاخر؟ السر وراء حقيقة نجمة ميشلان لتقييم المطاعم

عندما نأتي على ذكر اسم ميشلان، يتبادر إلى أذهاننا عالم السيارات والإطارات المطاطية الشهيرة وعمرها الافتراضي على الطرقات. لكن ماذا لو كانت تلك العلامة التجارية العريقة، مرتبطة بشكل وثيق بأحد أرقى واشهر أنظمة تقييم المطاعم الفاخرة في العالم. بالطبع لا تتخيل الأمر. ما الرابط بين المطاط والطهي، السر يا صديقي يكمن في قصة لا يعرفها الكثيرين عن شركة الإطارات التي تحولت إلى معيار عالمي للجودة والتميز في فن الطهي. وفي هذا المقال، سنكشف لكم ما علاقة الإطارات بالأكل الفاخر؟ السر وراء حقيقة نجمة ميشلان لتقييم المطاعم.

حقيقة نجمة ميشلان

ما علاقة الإطارات بالأكل الفاخر؟ السر وراء حقيقة نجمة ميشلان لتقييم المطاعم

في العام نفسه الذي شهد بناء برج إيفل في باريس. أسس الشقيقان، أندريه وإدوارد ميشلان، إمبراطورية إطارات ميشلان الشهيرة في البلدة الواقعة على بُعد حوالي ٤٣٠ كيلومترًا جنوب باريس. بدأوا بتصنيع إطارات الدراجات الهوائية، لكنهم أدركوا في النهاية أن ذلك سيشمل السيارات. في ذلك الوقت، كان عدد السيارات في فرنسا أقل من 3000 سيارة. لم تكن القيادة في أي مكان بالأمر الهين. فلم تكن هناك شبكة طرق واسعة، وكان الحصول على البنزين صعبًا. كذلك لم يكن استبدال الإطارات متاحًا تقريبًا. لذا، كان عليهما أن يشجعا الناس على القيادة أكثر والسفر لأماكن أبعد.

دليل ميشلان

في مقدمة الطبعة الأولى من الدليل عام 1900، أوضح أندريه أن الغرض منه هو تزويد السائق بجميع المعلومات اللازمة للسفر في فرنسا. علاوة على ذلك، كان الدليل الفرنسي يوزع مجانًا، ويتضمن خرائط، بالإضافة إلى تعليمات حول كيفية إصلاح وتغيير الإطارات. ولتشجيع السائقين على استخدام سياراتهم واستكشاف المزيد، تضمن الدليل أيضًا قائمة بالمطاعم والفنادق والميكانيكيين ومحطات الوقود على طول الطرق الشهيرة في فرنسا. وسرعان ما انتشر دليل ميشلان وأصبح متاحًا في جميع أنحاء أوروبا وشمال إفريقيا خلال عقد من الزمن.

ما علاقة الإطارات بالأكل الفاخر؟

ما علاقة الإطارات بالأكل الفاخر؟ السر وراء حقيقة نجمة ميشلان لتقييم المطاعم

أدى اندلاع الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤ إلى توقف إنتاج الدليل بشكل مؤقت. ولكن بحلول عام ١٩٢٠، عاد إلى مساره الصحيح وكان على وشك دخول مرحلة جديدة. وتحديدا عندما زار أندريه ميشلان أحد متاجر الإطارات، ليجد أن الدليل الخاص به، يتم استخدامه كدعامة لمنضدة عمل. وهكذا وبناءً على مبدأ أن الإنسان لا يحترم إلا ما يدفع ثمنه. صدر دليل ميشلان الجديد عام ١٩٢٠ ولم يكن مجانا حيث تم بيعه مقابل سبعة فرنكات (الفرنك كان العملة الرسمية لدولة فرنسا حتى عام 1999).

كذلك رفع الأخوان ميشلان من جودة الدليل، وألغيا الإعلانات، وأضافا قائمة بالفنادق في باريس، وصنفا قائمة المطاعم. كما استعانا برواد مطاعم سريين لزيارة المطاعم وتقييمها دون الكشف عن هويتهم.

بدأ الدليل بمنح تصنيفات نجوم ميشلان عام ١٩٢٦. وكانت المطاعم تُمنح نجمة واحدة إذا صنفت على أنها مطعم راقي. وفي عام ١٩٣١، توسع نظام التصنيف ليشمل تصنيف الثلاث نجوم، وهو النظام الذي لا يزال قائمًا حتى اليوم. وهكذا أصبحت النجوم الثلاثة ضمن تصنيف ميشلان تعبر عن التالي:

  • نجمة واحدة: مطعم ممتاز في فئته.
  • نجمتان: طبخ ممتاز، يستحق الزيارة.
  • ثلاث نجوم: مطبخ استثنائي، يستحق رحلة مميزة.

السر وراء حقيقة نجمة ميشلان لتقييم المطاعم

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، توقف دليل ميشلان عن الصدور. ومع ذلك، كان لهذا الكتيب الصغير، دور حيوي في مساعدة الحلفاء ضد المحور. حيث طلبت الحكومة الأمريكية من شركة ميشلان الإذن بإعادة طباعة الدليل عام ١٩٣٩. لأنه احتوى على خرائط مفصلة لفرنسا، وقد استخدمتها قوات الحلفاء عندما اقتحمت شواطئ نورماندي.

ليس هذا فحسب، حيث ضمّ دليل ميشلان لعام ١٩٣٩ مئات الخرائط المحدثة والمليئة بالتفاصيل لفرنسا نفسها ومدن أخرى مثل شيربورغ وكاين وسان لو، والتي أصبحت جميعها نقاط تحوّل حاسمة في عملية يوم النصر (أوفرلورد).

عاد الدليل إلى الظهور عام ١٩٤٥. وفي عام ١٩٥٥، ابتكرت ميشلان نظام تصنيف يقدّر المطاعم التي تقدّم مأكولات عالية الجودة بأسعار معتدلة، ويُسمّى “بيب جورماند”. يُسلّط هذا النظام الضوء على فرص تناول الطعام التي تُراعي المعايير الاقتصادية. ولأنّ التصنيفات مُخصّصة حسب المنطقة والبلد بناءً على تكلفة المعيشة، فإن بيب جورماند  يتيح للأشخاص فرصة تناول طعام شهي دون إنفاق مبالغ طائلة.

في الوقت الحالي، يغطي دليل ميشلان 37 دولة في أوروبا، وآسيا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية. هناك أيضا تصنيف نجمة ميشلان الخضراء ويمنح لأفضل المطاعم وأكثرها استدامة حول العالم.

وصلنا لختام مقالنا بعد أن تعرفنا على ما علاقة الإطارات بالأكل الفاخر؟ السر وراء حقيقة نجمة ميشلان لتقييم المطاعم. ويمكن القول بأن الشركة الأشهر في العالم حاليا بدأت كدليل لتشجيع السائقين على القيادة لمسافة أطول. لتتحول بعد ذلك إلى معيار ذهبي للتميز في الطهي وأصبح نجمة ميشلان وسام يسعى إليه أشهر الطهاة وأفخم المطاعم في العالم.

شارك المحتوى |
close icon