ما هي حقيقة لغات البرمجة العربية وما التي يمكن استخدامها عمليا في قطاع الأعمال؟

في عالم تهيمن عليه اللغة الإنجليزية كلغة أساسية للبرمجة، تبرز مبادرات طموحة تسعى لإرساء هوية رقمية عربية عبر تطوير لغات برمجة تستخدم أبجديتنا ومفرداتنا. هذه الجهود المدفوعة برغبة في تبسيط تعلم البرمجة وإثرائها الثقافي. تثير تساؤلات حيوية حول مدى واقعيتها وفعاليتها في سوق العمل. فهل تشكل لغات البرمجة بالعربية مجرد مساهمات أكاديمية أو تعليمية. أم أنها تحمل في طياتها القدرة على إحداث تأثير حقيقي وتطبيق عملي في قطاع الأعمال والصناعة. في هذا المقال نستكشف حقيقة لغات البرمجة العربية ونتعرف على هل يمكنها تقديم حلول مبتكرة والمساهمة بفعالية في تطوير البرمجيات التجارية وتلبية احتياجات الشركات في عالم الأعمال التنافسي أم أنها لا حول لها ولا قوة.
أشهر لغات البرمجة العربية
إذا بحث على جوجل عن لغات البرمجة العربية، سوف تظهر لك العديد من النتائج وخاصة من ويكيبيديا حيث يعرض لك الموقع، قائمة من اللغات البرمجية. التي تعمل بالعربية ولا يعرفها الكثير من الأشخاص سواء العاديين أو حتى العاملين في هذا المجال. وإليك أشهر لغات البرمجة العربية:
- لغة ج (جيم): صممها البروفيسور السوري محمد بن عمار السلكة. تعتبر من أوائل اللغات البرمجية المتاحة بالعربية. تعتمد على صياغة مشابهة للغة C/C++ وتوفر إمكانيات رائعة.
- عمورية: لغة برمجة عربية مفتوحة المصدر وغرضية التوجه. بمعنى أنها تسمح بتنظيم الكود في كائنات تحتوي على بيانات ووظائف مرتبطة بها. مما يسهل كتابة البرامج المعقدة وإعادة استخدام الكود.
- لوغو العربي: لغة برمجة عربية مبنية على لغة “لوغو” الأصلية. والتي تستخدم لتعليم الأطفال أساسيات البرمجة والتفكير المنطقي من خلال الرسم.
- لغتي: لغة برمجة عربية متعددة الأهداف. تتميز بنسقها الخاص ومحاولتها توفير بيئة برمجية متكاملة بالعربية.
- العنقاء: لغة برمجة عربية إجرائية تشبه في بنيتها لغة C.
- كلمات: لغة برمجة عربية أخرى تشابه في تصميمها لغة C.
- لغة زاي: بيئة برمجة عربية موجهة لتعليم المبتدئين البرمجة.
- قلب: مشروع لغة برمجة عربية يهدف إلى دمج الفن و كذلك الثقافة في البرمجة مع التركيز على التعبير الثقافي.
- لغة إبداع: لغة برمجة عربية أخرى تهدف إلى تبسيط عملية البرمجة للمتحدثين بالعربية.
- عرب: منصة ولغة برمجة عربية تهدف إلى تمكين أي شخص يتحدث العربية. من تعلم البرمجة و كذلك تطوير البرمجيات دون الحاجة إلى اللغة الإنجليزية.
حقيقة لغات البرمجة المتاحة بالعربية
هل يمكن استخدام لغات البرمجة العربية في قطاع الأعمال؟ الإجابة بشكل مبسط كالتالي، على الرغم من النوايا النبيلة والأهداف التعليمية والثقافية إلا أن محاولة تطبيقها العملي في قطاع الأعمال والصناعة يواجه تحديات كبيرة جدًا، ويعتبر محدودًا للغاية حاليًا. ولعل ذلك يرجع لأسباب عديدة منها:
النظام البيئي المحدود
اللغات العالمية مثل بايثون وجافا وC# تمتلك مكتبات وأطر عمل ضخمة ومتنوعة تغطي كل شيء من تطوبلا تطبيقات الويب والهواتف إلى الذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات. وهذا النظام البيئي غير موجود في لغات البرمجة الأخرى الأقل شهرة.
الأدوات وبيئات التطوير
الأدوات الاحترافية للبرمجة والتحقق من الأخطاء و إدارة المشاريع مصممة في الغالب لدعم اللغات الإنجليزية، وليس للغة العربية.
المجتمع والدعم
يمكن القول بأن المجتمعات العالمية الخاصة بالبرمجة ضخمة ونشطة، مما يوفر دعما لا حدود له عبر المنتديات والمواقع التعليمية ومنصات حل المشكلات مثل Stack Overflow. لغات البرمجة العربية تفتقر إلى هذا المجتمع والدعم واسع النطاق.
سوق العمل
الطلب على المبرمجين الذين يتقنون البرمجة بالعربية في سوق العمل التجاري يكاد يكون معدومًا. الشركات تبحث عن مهارات عالمية وخبرة في لغات البرمجة المتاحة بالإنجليزية لضمان التوظيف السريع والوصول إلى قاعدة واسعة من المواهب.
التعليم والتدريب
معظم المناهج والكورسات المتاحة في علوم الحاسوب و كذلك هندسة البرمجيات تركز على اللغات العالمية وخاصة الإنجليزية، لا يوجد دورات أو تدريب على البرمجة بالعربية.
شركات التكنولوجيا
لغات البرمجة الشهيرة مدعومة من شركات ضخمة مثل جوجل ومايكروسوفت و كذلك أبل. بالإضافة إلى مجتمعات مفتوحة المصدر هائلة تساهم في تطويرها وتحسين أدائها باستمرار. البرمجة باللغة العربية تفتقر إلى هذا الدعم الهائل، مما قد يؤثر على أدائها وقدرتها على التكيف مع التحديات التقنية الجديدة.
وصلنا لختام مقالنا بعد أن استعرضنا ما هي حقيقة اللغات البرمجية المتاحة بالعربية وما التي يمكن استخدامها عمليا في قطاع الأعمال؟ ويمكن القول بأن البرمجة بالعربية تقدم قيمة كبيرة كأدوات تعليمية وثقافية. وهي رائعة لتبسيط مفاهيم البرمجة للمبتدئين ولتشجيع الأجيال الجديدة على دخول هذا المجال دون الخوف من حاجز اللغة. لكن عندما يتعلق الأمر بالتطبيق في القطاعات المختلفة. فإن هذه اللغات تواجه تحديات هائلة تجعلها غير قابلة للاستخدام على نطاق واسع في الوقت الراهن. وهكذا، تظل اللغات العالمية وتحديدا الإنجليزية، الخيار العملي والوحيد في قطاع البرمجة.