محفظة أسهم اختارها ChatGPT تفوقت بالأداء على أبرز صناديق الاستثمار العالمية

⬤ استخدم محللون في موقع Finder أداة ChatGPT لاختيار محفظة استثمارية افتراضية واختبروا أدائها.

⬤ طوال 8 أسابيع تفوقت المحفظة التي صممها الذكاء الاصطناعي على مؤشرات السوق المختلفة وعدة صناديق استثمارية كبرى.

⬤ نوه المحللون إلى أن وقت الاختبار ليس كافياً أبداً ولا يؤكد كون أداة الذكاء الاصطناعي أفضل في اختيار الأسهم حقاً.

وجد موقع المقارنات المالية Finder أن محفظة وهمية من الأسهم اختارتها أداة الذكاء الاصطناعي ChatGPT قد قدمت أداءً أفضل من مؤشر S&P 500 الذي يتتبع أسهم أكثر 500 شركة قيمة في الولايات المتحدة. إذ حققت المحفظة ارتفاع أسهمها على مدار ثمانية أسابيع مقابل أداء أضعف للمؤشر الشهير والعديد من الصناديق الاستثمارية الكبرى.

بالتفصيل، طلب محللو موقع Finder من أداة ChatGPT الشهيرة اختيار محفظة من الأسهم بناءً على مجموعة مشتركة من المعايير منها اختيار الشركات ذات المستوى المنخفض من الديون وسجل النمو المزدهر. بالنتيجة، اختار ChatGPT محفظة تحتوي على أسهم شركات مثل مايكروسوفت – وهي داعم رئيسي لشركة OpenAI المُطورة للأداة – بالإضافة إلى شركتي نتفليكس وWalmart وعدة شركات أخرى.

عند قياس أداء الأداة في الفترة ما بين 6 مارس و28 أبريل الماضيين، ارتفعت قيمة الأسهم في المحفظة التي اختارها ChatGPT بنسبة 4.9%، بينما شهدت 10 صناديق استثمار رائدة في المملكة المتحدة متوسط خسارة قدره 0.8% خلال نفس الفترة. ومن جانبه ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 3% فقط.

مواضيع مشابهة

بالطبع تبدو هذه الأرقام مذهلة في البداية، فمعدل نمو 5% يعد ممتازاً على أساس سنوي، وخلال شهرين يعد هائلاً حقاً. لكن النظر إلى الأرقام فقط يقدم قصة ناقصة، إذ تعد الفترة الزمنية التي تفوقت فيها محفظة ChatGPT على الصناديق العالمية قصيرة جداً، وعادة ما تتم هذه الأنواع من المقارنات على مدى سنوات وليس بضع أسابيع فقط بالنظر إلى الحركة الكبيرة للأسهم والاحتمال الكبير للمصادفة. وبالطبع هناك الناحية الإضافية بكون محافظ استثمارية تم اختيارها عشوائياً سبق أن تفوقت بالنمو على كبرى الصناديق الاستثمارية خلال هوامش زمنية قصيرة مشابهة للهامش الزمني الذي تم الاختبار على أساسه.

من المغري النظر إلى ChatGPT كأداة تقوم باختيار الأسهم والمحافظ الاستثمارية، فروبوت المحادثة الشهير قادر على الرد بشكل مقنع على مختلف الطلبات، واختيار الأسهم هو واحد منها. لكن وبالطبع فالأداة ليست سوى روبوت محادثة دون فهم عميق للاستثمار أو المخاطرة والعديد من الأمور التي يجب أن يتم أخذها بالحسبان عند الاستثمار. وبعبارة أخرى، هناك سبب وجيه لرفض أداة ChatGPT “تقديم نصائح استثمارية محددة” عندما يُطلب منها ذلك. ومع ذلك، فإن الإجابة التي أعطتها مثيرة للاهتمام – ويمكن أن تكون نذيرًا لآفاق جديدة مثيرة للجدل في استخدام أداة الذكاء الاصطناعي هذه.

يأتي هذا الخبر بعد أن نشر أستاذ العلوم المالية بجامعة فلوريدا، أليخاندرو لوبيز – ليرا، الشهر الماضي بحثاً ادعى فيه أن ChatGPT كان قادراً على التنبؤ بأسعار أسهم شركات معينة من خلال تحليل عناوين الأخبار المالية. ولكن قال لوبيز – ليرا أنه حتى وإن كان ChatGPT فعّالاً حقاً من هذه الناحية، وبدأ الجميع في استخدامه للتنبؤ بأسعار الأسهم، فإن أي أرباح سيتم كسبها من هذه العملية ستتضاءل بشكل كبير مع مرور الوقت بسبب تأقلم السوق. وحتى يمكن أن تصل الأرباح إلى الصفر بعد خمس سنوات فقط من استخدام ChatGPT للتنبؤ بأسعار الأسهم.

وقد يحدث هذا أيضاً مع محفظة أسهم التي أعطاها ChatGPT إلى محللي Finder. فقد تتضاءل صحة تنبؤات الأداة لسوق الأسهم إذا استمر المستثمرون باستخدامها.

الاحتمالية كبيرة أن يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في القطاعات المالية والاستثمارية. لكن قبل أن يصبح ذلك حقيقة، ينصح المختصون بالابتعاد عن استخدام ChatGPT لاتخاذ قرارات مالية لتجنب المخاطر العالية.

شارك المحتوى |
close icon