مختص بالتقنية يحذر من خطورة “التلاعب الذهني” في إدمان الهواتف الذكية

توسعت صناعة الهواتف الذكية وتقديم كل الخدمات التقنية منها خلال الأعوام الأخيرة، وبات للهواتف الذكية وما بها من تطبيقات مختلفة ووسائل تواصل اجتماعي، شبه سيطرة تامة على الحياة اليومية للأشخاص، مما ساهم في ظهور مفهوم إدمان الهواتف الذكية بين الجميع.

 

وكشف تريستان هاريس، مدير إنتاج سابق بالعملاق الأمريكي “جوجل“، عن مفهوم “وادي السيلكون”، وهو اسم مستعار لسياسة تقوم بها شركات التقنية لاستغلال الهواتف الذكية والتطبيقات لتقييد الأشخاص وتعلقهم بها.

 

وأوضح أن الشركات تتبع “وادي السيلكون”، للتأثير على كافة الأشخاص ودفعهم إلى شعورهم الحاجة مستمرة لتفحص هواتفهم طوال الوقت، وهي طريقة يطلق عليها بعض المبرمجون مُسمى “التلاعب الذهني”.

وأجرى هاريس حوارًا مطولًا عبر موقع “CBS” الإخباري، ننقله لكم كاملًا على شكل اسئلة  و اجوبة ، خلال الأسطر التالية:

 

السؤال الأول/ كيف تعرّف “السليكون فالي”؟

 

 هو يشبه لعب القمار، ففي كل مرة يتم خلالها تفقد الهاتف، فتمامًا كما أقوم بالمقامرة لرؤية ما الذي حصلت عليه، هما نفس الأمر وهو اجتذاب أذهان الأشخاص للقيام بعادة مستمرة، وتوصيل رسالة غير ملموسة للأشخاص، أن في كل مرة يتفقد بها الهاتف، يتحصل على شيء جديد مثير، مثل متابعون جدد على فيسبوك، انستجرام أو تويتر، حتى لو تلقي رسائل جديدة على تطبيقات الاتصال.

 

 

السؤال الثاني/ ما الأمثلة على التقنيات التي تستخدم في “السليكون فالي”؟

 

مواضيع مشابهة

 لنأخذ مثالًا من تطبيق “سناب شات”، وهو الأشهر بين المستخدمين صغار السن، فقد قدم مبرمجوه خاصية “النقاط او ال Score”، والتي تظهر عدد الأيام المتواصلة التي يكون بها المستخدم مستخدمًا على اتصال ويقوم بإرسال واستقبال الرسائل، وهذا ما يدفع المستخدم للتفكير في الاستمرار في فتح التطبيق بشكل يومي من أجل المحافظة على رقمه، وكسب المزيد من المتابعين.
ويوجد بالتطبيق نفسه إمكانية حفظ “النقاط” والتي يشترط بها على المستخدم ان يقوم بمنح كلمة مرور خاصة لعدد 5 من أصدقاءه، وهو ما يلجأ له المستخدم عند حالات السفر أو ما شابه، فيقوم بدعوة اصدقاءه، فهل تلك الطريقة من أجل خدمة المستخدم؟ أم من أجل تقييده بالتطبيق؟.

 

 

السؤال الثالث/ هل ترى أن الشركات تتعمد استخدام “السليكون فالي” بهدف التأثير على عقول الأشخاص؟

 

 سواء كان عمدًا أم لا، أو بقصد إلحاق أضرار من عدمه، ولكن تلك الشركات تؤثر على عقليات وأفكار وأفعال الأشخاص، فان كانت التكنولوجيا من أجل خدمتنا وتقديم الفائدة لنا، هنا يجب ان يكون لدينا الخيار، ولكن هذا ليس صحيحًا، فهم يريدونك أن تستخدم أعمالهم باستمرار دون تفكير، وذلك كله من أجل جني الأموال. ولا أعني بذلك أن كل الأشخاص سيئون، أو لديهم نوايا سيئة، ولكن اللعبة باتت مركزة على الجانب المادي، ولكن لا يجب أن ندع ذلك الغرض سببًا في التأثير سلبيًا على عقول الأشخاص والمجتمعات.

 

 

السؤال الرابع/ هل تعتقد أن الآباء يفهمون مخاطر ما يتعامل معه أبنائهم عبر هواتفهم الذكية؟

 

 لا أظن ذلك رغم مدى أهميته، وأعتقد أنهم يفكرون ان أطفالهم يستخدمون الهواتف مثلما اعتادوا استخدامها عندما كانوا صغارًا، ولكن هناك فرق كبير بين هواتفهم في السبعينيات والهواتف التي بحوزة أطفالهم في الوقت الراهن.

 

 

السؤال الخامس/في اعتقادك.. كم عدد الأشخاص الذي يحذرون من خطورة ما كانوا يعملون به، مثل حالتك؟

 

 ليس الكثير، فقد تحدثت مع كبرى الشركات في هذا الأمر، ولكنهم رفضوا الاستجابة، حيث معظمهم يقول إن أولوياتهم تقديم الفائدة للمستخدم، والتحسين من استخدام الهواتف الذكية، ولكنهم مستمرون في ابتكار أساليب تدفع الأشخاص لزيادة إدمان الهواتف والتطبيقات عن طريق “التلاعب الذهني”.

شارك المحتوى |
close icon