«مصدر» توقف مشاريعها الهيدروجينية وتنقل تركيزها نحو مراكز البيانات

قررت «مصدر» الإماراتية تجميد مشاريع الهيدروجين الأخضر والتركيز على مراكز البيانات فيما يبدو بأنه انعكاس للتحولات العالمية في أولويات التقنيات اليوم. حيث يتراجع الاهتمام بالوقود المستدام في الوقت الذي يشتد فيه السباق على الذكاء الاصطناعي.

وفق التقارير، فقد حولت «مصدر» 6 جيجا واط من منشأتها الشمسية التي تبلغ كلفتها 6 مليارات دولار في صحراء أبوظبي، والتي كان من المفترض أن تنتج 350 ألف طن من الأمونيا الخضراء، لتغذية بنية تحتية جديدة للذكاء الاصطناعي، بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي محمد جميل الرمحي لوكالة بلومبرغ. وتوصف الأمونيا الخضراء بأنها مستدامة لأنها تُنتج من هيدروجين مستخرج عبر مصادر متجددة.

كان تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية في أبريل قد قدّر أن الطلب العالمي على الكهرباء من مراكز البيانات سيتضاعف أكثر من مرتين قبل نهاية العقد ليصل إلى مستويات توازي «الاستهلاك الكهربائي الكامل لليابان حالياً». مراكز البيانات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ستقود هذا الاتجاه عبر زيادة حاجتها للطاقة أكثر من أربعة أضعاف بحلول 2030.

مواضيع مشابهة

اتجاه شركة مصدر الجديد ليس الوحيد من نوعه في الواقع. فقد شهدت الفترة الأخيرة تراجعاً ملحوظاً بالاهتمام بمجال إنتاج الهيدروجين خصوصاً، والطاقات المتجددة عموماً. حيث تتجه أموال المستثمرين بشكل أكبر نحو الذكاء الاصطناعي اليوم، وحتى في مجال إنتاج الطاقة يبدو أن الطاقة النووية تشهد عودة قوية مؤخراً بالنظر لكونها أكثر استقراراً من أنواع الطاقة الأخرى مع كونها تمتلك بصمة كربونية محدودة للغاية.

بيانات صادرة عن TS Lombard أظهرت أن القيمة السنوية لبناء مراكز البيانات تتجه قريباً لتتجاوز قيمة بناء المكاتب التجارية. وفي الخليج، يُخطط لعدة مشاريع طموحة، خصوصاً بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة منتصف مايو، التي أثمرت عن التزامات بصفقات بمليارات الدولارات لبيع أشباه موصلات أمريكية متقدمة للإمارات والسعودية وقطر.

تشهد الإمارات كذلك نهضة كبرى في مجال الخوادم وبناء مراكز البيانات. حيث أن مشروع ستارغيت الإمارات المعلن عنه مؤخراً سيتضمن كماً هائلاً من قدرة المعالجة التي ستحتاج للطاقة، مما يعني أن إعادة توجه مصدر نحو الذكاء الاصطناعي يأتي ضمن سياق أوسع في الإمارات والمنطقة عموماً.

شارك المحتوى |
close icon