نصف مليار دولار كسبها المحتالون عبر عروض العمل الوهمية عبر الإنترنت

⬤ شهد عام 2024 حوالي 105 آلاف حالة احتيال باستخدام منصات التوظيف، وخسر ضحاياها قرابة نصف مليار دولار.

⬤ تعتمد الحيل على إعلانات توظيف لوظائف حقيقية في شركات تبحث حقاً عن موظفين، وتتضمن مكالمات فيديو ورسائل.

⬤ تتزايد خطورة احتيال التوظيف بشكل كبير مؤخراً، وبالأخص مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق.

نشرت منصة Axios مؤخراً تقريراً تناول حالة مثيرة للاهتمام لضحية خسرت أكثر من 8 آلاف دولار بعد تعرضها للخداع من إعلان توظيف بدا مقنعاً للغاية. حيث كان إعلان التوظيف نسخة طبق الأصل عن إعلان لوظيفة حقيقية في شركة أمن إلكتروني كبرى باسم Socure، وحتى أنه استخدم اسم موظفة حقيقية في الشركة، وأرسل رسائل بريد إلكتروني من عناوين مزورة تنتحل لاحقة @socure.com الخاصة بالشركة. وللمفارقة، تتخصص الشركة التي تم انتحال شخصيتها في تقنيات التحقق من الهوية عبر الإنترنت بغرض منع الاحتيال من هذا النوع.

مواضيع مشابهة

الحالة المنشورة ليست وحيدة، بل أنها واحدة من أكثر من 105 آلاف حالة احتيال متعلق بالتوظيف تم تسجيلها في عام 2024. حيث يستغل المحتالون حماس الباحثين عن عمل ويستدرجونهم عبر مزيج من المكالمات الصوتية ورسائل البريد الإلكتروني ومقابلات الفيديو التي تدعي أنها أجزاء طبيعية من آلية التوظيف وتوهم الضحايا بأنهم إما حصلوا على الوظيفة الموعودة أو أنهم باتوا قريبين للغاية من الحصول عليها.

وفق التقارير، عادة ما تكون «بطاقات الهدايا» هي الوسيلة المفضلة للمحتالين للحصول على المال من الضحايا، وكثيراً ما يلجؤون لإرسال شيكات وهمية تعزز ثقة الضحايا وتجعلهم يعتقدون أن أموالاً أودعت في حساباتهم لقاء قيامهم بشراء بطاقات الهدايا أو غيرها من الأصول التي يرسلونها للمحتالين ضمن الخدعة.

الجزء المقلق ربما هو مدى تساهل منصات التوظيف الكبرى، مثل LinkedIn وIndeed حيال إدراج عروض الوظائف. حيث أظهرت الاختبارات غياب معايير التحقق التي تمنع استنساخ عروض العمل الحقيقية وإعادة توجيهها نحو المحتالين. حيث كل ما يحتاجه الأمر هو بضع دقائق على الأكثر لعملية الاستنساخ، كما تتيح خيارات الاحتيال التي تتضمن انتحال البريد الإلكتروني إغراء الضحايا بمقدار إضافي من الثقة بكونهم على وشك الحصول على وظيفة.

بالطبع تعد حيل التوظيف واحدة من الأهم والأوسع انتشاراً عبر السنوات الماضية، لكنها صعدت بسرعة هائلة مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبالأخص روبوتات المحادثة وتقنيات التزييف العميق. حيث بات بإمكان المحتالين خداع عدد أكبر من الضحايا وجعل الخدع مقنعة أكثر من السابق. والنتيجة هي تضاعف عدد حالات حيل التوظيف المسجلة حوالي 3 مرات بين عامي 2020 و2023، وتضاعف مجموع خسائرهم أكثر من 5 مرات خلال نفس الفترة.

شارك المحتوى |
close icon