3 توجهات مهمة لقطاع الأعمال والتقنية في 2023

مع دخولنا عام 2023، من المهم أن يفهم المستثمرون والشركات الناشئة أهم الاتجاهات التي ستهيمن على العام. فمع تطور السوق والمديرون التنفيذيون والمؤسسون على حد سواء، تحتاج إلى معرفة الاتجاهات التي تتلاشى، وأي منها ينمو. الأمر الذي يساعد المؤسسين على اتخاذ قرارات عمل ذكية والنجاح في العام الجديد. ويبدو أن اتجاهات هذا العام تتمحور حول مواضيع مثل الاستدامة، والتوسع إلى الفضاء، والذكاء الاصطناعي.

 

الطاقة النظيفة والاستدامة

 

نظرًا لأن العالم يأخذ الاحتباس الحراري والانبعاثات بجدية أكبر، فإن تطوير تكنولوجيا الطاقة النظيفة سيكون التركيز الرئيسي في قادم الأعوام. حيث ستقوم الشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم بتقييم استدامتها البيئية. بما في ذلك الأمور المتعلقة بالطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وحتى الطاقة المائية. حيث ستصبح تكنولوجيا البطاريات الكهربائية أكثر أهمية لتخزين هذه الطاقة.

 

أمّا على صعيد التكنولوجيا، فستحظى إدارة الطاقة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي بشعبية كبيرة. فعلى سبيل المثال، تدير شركة Google استهلاك الطاقة في مراكز البيانات الخاصة بها باستخدام الذكاء الاصطناعي. وهي تكنولوجيا حصلت عليها من شركة DeepMind في المملكة المتحدة وقامت بالاستحواذ عليها لاحقاً.

 

ومن جهة احتباس الكربون، ستتطور شركات التكنولوجيا بهدف تقليل البصمة الكربونية لمختلف المنظمات. حيث ستركز الشركات على الاستدامة، مما يقودهم إلى ابتكار واستخدام المنتجات الموجودة الأكثر ملاءمة للبيئة، والقابلة لإعادة التدوير، وكذلك للتحلل. يبقى اللاعبون الرئيسيون مثل Apple وAmazon وGoogle وTesla يهدفون إلى أن تصبح الصناعة أكثر استدامة للمساعدة في تقليل توليد ثاني أكسيد الكربون. بينما تتزايد أيضاً أهمية مسؤولية الشركات باعتبارها مستدامة (SDG) والحوكمة البيئية والاجتماعية، وحوكمة الشركات (ESG) لتصبح شروط الصناعة قياسية الجودة.

 

تكنولوجيا استكشاف الفضاء والإنترنت المعتمد على الأقمار الصناعية

 

في ظل السباق بين الولايات المتحدة والصين لتطوير تكنولوجيا استكشاف الفضاء المتفوقة، والتقدم في هذا القطاع بقفزات كبيرة في عام 2023. طورت شركة SpaceX الجيل التالي في مجال إعادة تدوير تكنولوجيا الصواريخ، مما سيقلل من تكلفة إطلاق قمر صناعي. ما هو أكثر من ذلك هو في الهند، حيث يعملون على تطوير خدمات إطلاق الصواريخ منخفضة التكاليف. على سبيل المثال، أصبحت منظمة أبحاث الفضاء الهندية، وهي وكالة استكشاف الفضاء الرائدة للحكومة الهندية مقرها في بنغالور، تقدم خدمات الإطلاق بأقل من 5 ملايين دولار أمريكي لكل صاروخ يطلق.

 

مواضيع مشابهة

من جهة أخرى، دفعت التطورات في تكنولوجيا إطلاق الصواريخ إلى زيادة كوكبة الأقمار في مدار الأرض المنخفض (Low Earth Orbit)، وهو ذلك الذي يعتمد عليه أغلب أقمار الاستطلاع والتجسس الحربيين لإتاحة الإنترنت المعتمد على الأقمار الصناعية على نطاق واسع في السنين القادمة. حيث أطلقت شركة Starlink التابعة لشركة SpaceX أكثر من 3500 قمر صناعي من أصل 12 ألف مخطط لها في مدار الأرض المنخفض وخلق أكبر كوكبة من الأقمار في العالم. مما سيجعل النطاق العريض القائم على الأقمار الصناعية الBroadBand متاح بالفعل في أكثر من 40 دولة مع أكثر من 50 مليون مشترك من جميع أنحاء العالم.

 

من منّا لم يسمع بمساعدة Starlink لأوكرانيا في استعادة الاتصال بعد انقطاع الاتصال بالإنترنت أثناء الحرب؟ وتحرز شركات أخرى مثل القمر الصناعي للإتحاد الأوروبي سنتينل، و شركة One Web البريطانية، وViasat وTelesat وAmazon’s Kuiper تقدمًا سريعًا في قطاع الإنترنت ذو النطاق العريض القائم على الأقمار الصناعية. كما في آسيا، قامت الصين بتطوير محطة فضائية خاصة بها وتخطط لبناء 13 ألف قمر صناعي لتنافس كوكبة Starlink.

 

ارتفاع الطلب على قوة الحوسبة، محاكاة البيانات الضخمة، ورقائق الذكاء الاصطناعي الجديدة

 

نظرًا لأن الصناعة تعتمد بشكل متزايد على البيانات، فإن قوة محاكاة الماكنة الكبيرة ستكون أكثر أهمية في الفترات القادمة. حيث سيكون تطوير برامج وأجهزة الحوسبة الكمومية محور رئيسي لتحليل ومحاكاة البيانات على نطاق واسع. تشمل أبرز الشركات الناشئة في الحوسبة الكمومية (Quantum Computing) شركات Xanadu وZapata وColdQuanta وQ-Ctrl وQC Ware وQbit-1 جنبًا إلى جنب مع الشركات العاملة عامة في هذا المجال مثل IBM وGoogle وسوف تلعب Microsoft وD-Wave Systems وRigetti دورًا رئيسيًا في نمو هذه الصناعة أيضًا.

 

من ناحية تقنية، يمكن لأجهزة الكمبيوتر الكمومية، الأسرع بملايين المرات من الحواسيب العملاقة، أن تساعد في معالجة مشكلة احتياجات الصناعة المتزايدة. إذ يتوقع أن أجهزة وبرامج الحوسبة الكمومية سوف تقدم قفزات كبيرة إلى الأمام في أبحاث السرطان، وتحليل الحمض النووي، وكذلك استكشاف الفضاء، والطاقة النووية، بالإضافة إلى المحاكاة والسلامة، والقيادة الذاتية.

 

من جهتها، تشمل الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) شركة Apple، وAlphabet، وARM، وIntel، وNvidia، وAMD، وBaidu، وQualcomm. بينما تشمل الشركات الناشئة في المجال أسماء مثل Graphcore، وAdapteva، وThinci، وMythic AI، وSambaNova، وGroq، وHailo AI، وCerebras، وAnari. ويعتقد المختصون أن كلاً من تطوير الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي سوف يساهمان في تطوير الشرائح المساعِدَة في تلبية الطلب العالمي المتزايد في عام 2023.

شارك المحتوى |
close icon