بعد 22 عاماً من العمل، منصة المكالمات الشهيرة «سكايب» تغلق بشكل نهائي اليوم

⬤ طوال سنوات عديدة، كانت Skype الخيار المفضل للكثيرين لمكالمات الإنترنت، وهيمنت على المجال حتى وقت قريب.
⬤ في عام 2011 استحوذت شركة Microsoft على المنصة مقابل 8.5 مليار دولار، وعملت على تضمينها في خدماتها.
⬤ طوال سنوات تراجعت شعبية Skype، وتلقى رصاصة الرحمة خلال كوفيد-19 عندما حلت خيارات مثل Zoom مكانه.
عندما انطلقت منصة Skype للمرة الأولى عام 2003، كانت فكرة إجراء المكالمات عبر الإنترنت، وبشكل مجاني، تبدو أقرب للخيال العلمي. لذا وعندما أتاحت المنصة ذلك فقد حققت شعبية هائلة وصعدت بسرعة لتصبح من أكثر الخدمات تفضيلاً لدى المستخدمين. وفي وقت لاحق أضيفت مكالمات الفيديو والعديد من الخيارات الأخرى للمنصة. لكن وبالوصول إلى الوقت الحالي، فقد حان موعد النهاية للمنصة المحبوبة.
منذ مدة كانت شركة Microsoft، التي استحوذت على Skype في صفقة عملاقة بقيمة 8.5 مليار دولار عام 2011، قد أعلنت نيتها إيقاف منصة المراسلة نهائياً، وتم تحديد اليوم، 5 مايو، ليكون آخر أيام عمل المنصة. حيث قضت Skype قرابة 14 عاماً تحت تحكم Microsoft التي حاولت مراراً أن تجد طريقة ملائمة لاستغلال المنصة بشكل يبرر التكلفة الهائلة لشرائها، لكن دون جدوى.
في سنواته الأولى، كانت الميزة الأساسية لمنصة Skype هي كونها شبكة بين الأقران تماماً (ومن هنا أتى اسم التطبيق الذي كان يفترض به أن يكون Sky P2P قبل اختصاره)، وعندما كان صديقان يجريان اتصالاً عبرها، فقد كانت البيانات تسير من حاسوب أحدهما إلى الآخر دون الحاجة للمرور بخوادم وسيطة. وسمح ذلك بسرعة أعلى واتصالات أكثر استقراراً في وقت كانت فيه بنية الإنترنت التحتية لا تزال ضعيفة للغاية. لكن وبحلول عام 2016، قررت Microsoft نقل خدمات التطبيق إلى منصتها السحابية، Azure، لتتمكن من دمجه مع خدماتها الأخرى.
على الرغم من جهود Microsoft الكبرى لتنمية Skype، فقد سارت المنصة بالاتجاه المعاكس في الواقع. وبعدما كان اسم المنصة مرادفاً لإجراء مكالمة عبر الإنترنت، فقد فقدت بريقها لصالح عدد متزايد من البدائل. حيث باتت المكالمات الصوتية ومكالمات الفيديو متاحة عبر العديد من منصات المحادثة مثل واتساب وفايبر وسواها، وحتى منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستاجرام وفيسبوك باتت تتضمن هذه الخيارات ضمن خيارات المراسلة.
في عام 2020، وعندما أجبر وباء كوفيد-19 الكثيرين على البقاء في المنازل والعمل عن بعد وإلغاء اللقاءات الاجتماعية، رأى الكثيرون الفرصة سانحة لعودة Skype مجدداً إلى الواجهة. لكن ونتيجة الواجهة المبسطة وإمكانية الوصول دون تطبيق أو حتى حساب، فقد اجتاحت منصة Zoom المجال حينها ونمت بسرعة هائلة لتصبح الأكثر استخداماً في المجال. فيما بقيت منصة Skype تعاني أزمة هوية، وبالأخص في ظل منصة Teams التي تتبع شركة Microsoft كذلك.
الآن ومع نهاية عصر Skype، يرى الكثيرون أن في الأمر نهاية مرحلة ووقتاً مناسباً للمضي قدماً بعد استذكار التاريخ الطويل للكثيرين مع هذه المنصة، وكون معظم مستخدمي الإنترنت في حقبة مطلع الألفية لا يزالون يتذكرون المنصة بعين الحنين للماضي حتى ولو كانوا لم يستخدموها منذ سنوات عديدة.