السجن 12 عاماً لمؤسس شركة إقراض الكريبتو المنهارة «سلسيوس»

⬤ تأسست شركة «سلسيوس» عام 2017 كبديل للمصارف التقليدية يستخدم العملات المشفرة، لكنها انهارت وأفلست عام 2022.

⬤ أقر مؤسس الشركة بالذنب في قضايا الاحتيال والتلاعب بالأسواق، مما عرضه لحكم أكبر من المتوقع بالسجن 12 عاماً.

⬤ قبل انهيارها، كانت الشركة قد منحت قروضاً بقيمة 8 مليارات دولار، ووعدت مستخدميها بفوائد تصل إلى 17% سنوياً.

حصل «أليكس ماشينسكي»، مؤسس شركة إقراض الكريبتو المنهارة «سلسيوس» ورئيسها التنفيذي، على حكم قضائي قاسٍ بالسجن لمدة 12 عاماً بالإضافة لثلاث سنوات من المراقبة التالية، وذلك بعدما أقر بالذنب في ديسمبر الماضي فيما يتعلق بالاحتيال باستخدام الأوراق المالية والسلع.

يعد هذا الحكم واحداً من أطول الأحكام التي حصل عليها أي أشخاص ملاحقين في قضايا متعلقة بالعملات المشفرة. لكن يتفوق عليه الحكم الهائل الذي حصل عليه سام بانكمان-فريد، مؤسس منصة FTX المنهارة، والذي يمتد ربع قرن (25 عاماً) بتهم الاحتيال كذلك، ولو أن بانكمان-فريد يسعى لاستئناف الحكم عليه وتخفيضه حالياً.

مواضيع مشابهة

كان الاتهام الذي وجهه الادعاء العام ضد ماشينسكي (59 عاماً) هو إيهام العملاء بسلامة استثماراتهم في منصة سلسيوس التي أسسها، وذلك بالإضافة للتضخيم المصطنع لقيمة العملة الرقمية الخاصة بالمنصة والتي كانت تحمل اسم Cel. حيث طالب الادعاء العام بعقوبة السجن 20 عاماً على الأقل، واصفين ذلك بأنه عقاب عادل للرئيس التنفيذي السابق الذي خدع آلاف الضحايا (كانت الشركة تدعي أنها تمتلك 1.7 مليون مستخدم) مُسبباً خسائر بمليارات الدولارات، بينما جنى لنفسه أكثر من 48 مليون دولار من بيعه لأملاكه من عملة Cel.

من ناحيته، كانت ماشينسكي قد اعترف بالذنب تماماً، لكنه طالب بأحكام مخففة مؤكداً على ندمع وكونه يريد تعويض عائلته وعملاء سلسيوس عن الضرر الذي تسبب به لهم. حيث قال محامو ماشينسكي أن السجن لمدة عام ويوم واحد هو عقوبة عادلة ورادعة لحالته، لكن يبدو أن القضاة كان لهم رأي آخر.

كانت شركة سلسيوس قد تأسست في نيوجيرسي عام 2017، ووعدت الشركة حينها بإحداث ثورة في مجال الإقراض والتقنية المالية. فبدلاً من المصارف التقليدية التي تقدم فوائد منخفضة لمودعيها، كانت سلسيوس تودع العملات المشفرة لعملائها مع فوائد عالية جداً تصل حتى 17%، وهو ما جذب الكثير من المستخدمين إلى المنصة، لكن الكثيرين منهم خسروا أموالهم عندما أوقفت الشركة سحب المال لتعلن إفلاسها بعد ذلك بشهر واحد في يوليو 2022.

وفق التقارير، كان نموذج عمل سلسيوس غير مستدام منذ البداية. حيث كانت الشركة تدعي أنها تحصل على فوائد تتراوح بين 0 و8.95%، فيما أشارت الأرقام إلى أن المودعين كانوا يحصلون على معدلات فائدة أعلى من فوائد الإقراض، وهي حالة تعني أن الشركة تدفع فرق الفائدة من أموالها بدلاً من أن تحصل على الربح. وعند انهيارها، كشفت السجلات أن الشركة كانت تعاني من عجز هائل بقيمة 1.2 مليار دولار نتيجة ممارساتها.

عندما انهارت سلسيوس عام 2022، تسببت بما بات يعرف باسم «شتاء الكريبتو»، حيث تراجعت أسعار العملات المشفرة بشكل حاد مع فقدان العديد منها لأكثر من نصف قيمتها. وفيما عادت أسعار العملات المشفرة للصعود منذ حينها، فقد ترك انهيار سلسيوس آثاراً كبيرة على السوق وفتح المجال أمام العديد من الدعاوى القضائية التي تستهدف شخصيات وشركات عاملة في مجال الكريبتو.

شارك المحتوى |
close icon