ما هو الضرر البيئي للذكاء الاصطناعي؟ شركة عاملة في المجال تجيب على السؤال

تُسهم شركة Mistral AI، الناشئة في باريس والمتخصصة في تطوير نماذج لغوية مفتوحة المصدر، في النقاش العالمي حول الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل شامل لدورة حياة أحد نماذجها، مستندة إلى نفس مبادئ الشفافية والانفتاح التي تقوم عليها فلسفتها.

نشرت الشركة مؤخراً تحليلاً لتأثير أحد نماذجها اللغوية الكبيرة على البيئة. ومع ازدياد اعتماد الاقتصاد العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل روبوتات المحادثة وغيرها، شددت Mistral على أهمية فهم أو على الأقل تقدير البصمة البيئية لهذه الأنظمة، مؤكدة أن الأثر قد يكون كبيراً.

لإجراء الدراسة، تعاونت Mistral مع شركة الاستشارات البيئية Carbone 4 والوكالة الفرنسية للانتقال البيئي. كما خضع التحليل لمراجعة علمية من قبل شركتي Resilio وHubblo المتخصصتين في الاستشارات البيئية. وركزت الدراسة على دورة الحياة الكاملة لنموذج Mistral AI Large 2، لتقييم تأثيره في ثلاث مجالات رئيسية:

  • انبعاثات الغازات الدفيئة
  • استهلاك المياه واستنزافها
  • استهلاك المواد والمعادن

كما هو متوقع، أكدت الدراسة أن المرحلتين الأكثر استهلاكاً للموارد في دورة حياة أي نموذج ذكاء اصطناعي هما مرحلة التدريب ومرحلة الاستخدام (الاستدلال). ووفقاً للشركة، فإن 85.5٪ من إجمالي انبعاثات الكربون و91٪ من استهلاك المياه حدثت خلال تطوير النموذج واستخدامه من قبل المستخدمين.

مواضيع مشابهة

بحسب البيانات حتى يناير 2025، وبعد 18 شهراً من التشغيل، تسبّب نموذج Mistral Large 2 في إصدار 20.4 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، واستهلك 281,000 متر مكعب من المياه.

أما التأثير البيئي الهامشي لكل تفاعل، أي عندما يطلب المستخدم من روبوت Le Chat إجابة بطول 400 رمز، فقد قُدر بـ 1.14 غرام من ثاني أكسيد الكربون و45 مل من المياه.

تُقارن الشركة هذا الأثر بانبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن مشاهدة مقطع فيديو عبر البث المباشر لمدة 10 ثوانٍ في الولايات المتحدة. وبعبارات بسيطة: لن تُذيب استفسارات المستخدمين الفردية جليد القطب الجنوبي، لكن ملايين أو مليارات التفاعلات على مدى أسابيع وأشهر سيكون لها بالتأكيد تأثير تراكمي ملحوظ على البيئة.

واعترفت Mistral بعدد من القيود في دراستها، لا سيما صعوبة قياس تدهور العتاد التقني (مثل وحدات معالجة الرسومات والبنية التحتية لمراكز البيانات) الناتج عن أعباء تشغيل النماذج اللغوية الكبيرة. ومع ذلك، فإن الأرقام التي أوردتها تتماشى بشكل كبير مع تقديرات تأثير بيئي صادرة عن مؤسسات وبحوث أخرى.

وتخطط الشركة الفرنسية لنشر تحديثات مستقبلية لهذا التقرير البيئي، وتدعو إلى مزيد من الشفافية على مستوى صناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها. وأكدت أن هدفها هو توجيه القطاع نحو التوافق مع أهداف المناخ العالمية.

شارك المحتوى |
close icon