احم بيتك! تقنية التجسس عبر الواي فاي تكشف كل تحركاتك خلف الجدران.. وهاتفك هو الأداة!

لطالما اعتبرنا جدران منازلنا حصنًا منيعًا لخصوصيتنا، وملاذًا آمنًا يحمينا من أعين المتطفلين. لكن مع التطور السريع للتقنيات، يظهر تهديد جديد وغير متوقع، حيث بات بالإمكان التجسس عبر الواي فاي. وما كان ينظر إليه ذات يوم كتقنية مستقبلية للاستشعار عن بعد أو المراقبة الصحية، أصبح اليوم يثير قلقًا عميقًا بعد الكشف عن قدرته على كشف كل تحركاتك خلف الجدران، والأكثر إثارة للقلق هو أن هاتفك الذكي الذي تحمله باستمرار يمكن أن يكون الأداة الرئيسية في هذه العملية دون علمك. فكيف تعمل هذه التقنية المخيفة؟ وما مدى خطورتها على خصوصيتنا وأمننا داخل منازلنا؟ في هذا المقال سنتعرف على احم بيتك! تقنية التجسس عبر الواي فاي تكشف كل تحركاتك خلف الجدران.. وهاتفك هو الأداة!

التجسس عبر الواي فاي

احم بيتك! تقنية التجسس عبر الواي فاي تكشف كل تحركاتك خلف الجدران.. وهاتفك هو الأداة!

لطالما اعتبرنا إشارات الواي فاي مجرد وسيلة للاتصال بالإنترنت، شبكة غير مرئية تحيط بنا لتمكننا من تصفح الويب ومشاهدة مقاطع الفيديو. لكن ماذا لو قلنا لك إن هذه الإشارات نفسها يمكن أن تستخدم للكشف عن هوية الأشخاص وتحديد حركاتهم خلف الجدران. هذا ليس ضربًا من الخيال العلمي، بل حقيقة علمية توصل إليها باحثون من جامعة “لا سابينزا” الإيطالية الذين طوّروا نظامًا مبتكرًا يُدعى WhoFi.

اقرأ أيضا: وداعاً لتقطّع الإنترنت! واي فاي 8 (Wi-Fi 8) الجيل الجديد من الواي فاي قادم، والسرعة ليست أهم أولوياته

كيف يعمل نظام WhoFi؟

يعتمد نظام WhoFi على مبدأ بسيط ولكنه ذكي للغاية، عندما يتحرك جسم بشري في بيئة تحتوي على إشارات واي فاي، فإنه يتسبب في اضطرابات أو تغييرات طفيفة في نمط هذه الإشارات. تخيل الأمر وكأن الإشارة هي موجة صوتية، والجسم المتحرك يحدث فيها تموجات قابلة للقياس.

يقوم نظام WhoFi بالتقاط هذه التغييرات وتحليلها بدقة متناهية. وبدلا من التركيز على البيانات التي تحملها الإشارة (مثل صفحات الويب التي تتصفحها). يركز على خصائص الإشارة الفيزيائية نفسها، مثل كيفية انعكاسها وامتصاصها وتشتتها بواسطة الأجسام البشرية.

الأهم من ذلك، أن كل شخص يمتلك خصائص فريدة في كيفية تأثيره على إشارات الواي فاي، مثل طريقة مشيته وحجم جسمه وحتى تفاصيل دقيقة في حركته. يقوم نظام WhoFi بجمع هذه البصمات اللاسلكية وتدريب نماذج التعلم الآلي عليها. بمجرد تدريب النظام على مجموعة معينة من الأشخاص، يصبح قادرًا على تحديد هوية أي منهم بمجرد مرورهم ضمن نطاق إشارات الواي فاي حتى لو كانوا خلف الجدران.

دقة عالية في رصد الأشخاص

أظهرت التجارب الأولية التي أجراها الباحثون في جامعة “لا سابينزا” أن نظام WhoFi يتمتع بدقة عالية وصلت إلى 95.5% في تحديد هوية الأشخاص وتتبعهم ومعرفة مواقعهم بدون الحاجة إلى كاميرات أو مستشعرات تلامس.

استخدامات WhoFi

مواضيع مشابهة

احم بيتك! تقنية التجسس عبر الواي فاي تكشف كل تحركاتك خلف الجدران.. وهاتفك هو الأداة!

يمكن لهذه التقنية أن يتم تطبيقها في مجالات متعددة بما في ذلك:

  • الأمن والمراقبة: قد تستخدم في مراقبة المناطق المحظورة، أو في أنظمة الأمن المنزلية للكشف عن وجود غرباء.
  • الرعاية الصحية: يمكن أن تساعد في مراقبة كبار السن أو المرضى داخل المنازل دون الحاجة إلى أجهزة استشعار. مما يوفر مراقبة للأنشطة اليومية أو الكشف عن السقوط.
  • التسويق الذكي: في المتاجر الكبرى، قد تساعد في فهم أنماط حركة العملاء وتواجدهم لتحسين تجربة التسوق.

اقرأ أيضا: كيف تستطيع تحويل هاتفك القديم إلى كاميرا مراقبة منزلية ببساطة؟

مخاوف الخصوصية والآثار الأخلاقية

بقدر ما تقدم هذه التقنية من مزايا واعدة، فإنها تثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية. القدرة على تحديد هوية الأشخاص ومراقبة حركاتهم دون علمهم أو موافقتهم يعد انتهاكا صارخا لخصوصية المستخدمين.

كذلك بخلاف الكاميرات التي تكون مرئية، تعمل تقنية التجسس عبر الواي فاي في الخلفية وبشكل غير مرئي. مما يجعل من الصعب على الأفراد معرفة ما إذا كانوا مراقبين أم لا.

أيضا، قد يتم استخدامها من قبل جهات غير مرغوب فيها للتجسس على الأفراد أو جمع معلومات حساسة عن أنماط حياتهم.

اقرأ أيضا: أسماء الأدوات التي توفر أصوات ذكاء اصطناعي ذات إحساس طبيعي ؟

ولهذا، تحتاج تلك التقنية الجديدة إلى تدابير تنظيمية وأطر قانونية وأخلاقية صارمة من أجل ضمان حماية خصوصية الأفراد ومنع أي شخص من مراقبتهم والتجسس عليهم بشكل سري.

وصلنا لنهاية مقالنا بعد أن استعرضنا تقنية التجسس عبر الواي فاي تكشف كل تحركاتك خلف الجدران. ويمكن القول بأن نظام مثل WhoFi قد يكون مفيدا جدا وله استخدامات رائعة. لكنه في نفس الوقت يفتح الباب أمام أي شخص للتجسس على من يريد دون علمه وهذا انتهاك قوي للخصوصية التي يجب أن تكون أولوية قصوى للجميع.

شارك المحتوى |
close icon