دراسة: الذكاء الاصطناعي يخفض قدرة الأطباء على تشخيص السرطان

على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدة المهنيين المهرة، إلا أن هناك مخاوف من أن الاعتماد المفرط عليه قد يجعل أداءهم أسوأ إذا أُزيلت هذه التقنية. وقد ثبتت هذه النظرية فعلياً في تجربة شملت آلاف الحالات التشخيصية لتقييم أداء الأطباء في تحديد المخاطر المحتملة للإصابة بالسرطان لدى المرضى بعد استخدامهم المستمر للذكاء الاصطناعي للمساعدة في هذه الملاحظات.
أُجريت الدراسة (المنشورة في مجلة The Lancet الطبية المرموقة) في أربعة مراكز لتنظير القولون في بولندا، كانت تشارك في برنامج تجريبي يستخدم الذكاء الاصطناعي في عمليات التنظير بهدف الوقاية من السرطان. وسعى الباحثون لمعرفة ما إذا كان التعرض المستمر للذكاء الاصطناعي يغير سلوك أطباء التنظير أثناء إجراء العملية. وتم تقييم كيفية أداء الأطباء الذين اعتادوا على استخدام الذكاء الاصطناعي عندما لم يكن متاحاً لهم.
حلل فريق البحث 1,442 عملية تنظير قولون أجراها أطباء ذوو خبرة مع كون كل منهم قد أجرى أكثر من 2,000 عملية سابقاً. وتم تتبع معدل النجاح في اكتشاف سرطان القولون لمدة ثلاثة أشهر قبل إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي، ثم لثلاثة أشهر أخرى بعد إدخالها. وبعد تطبيق الذكاء الاصطناعي، تم توزيع عمليات التنظير عشوائياً بين من يستخدم المساعدة بالذكاء الاصطناعي ومن لا يستخدمها. وأظهرت النتائج أنه عند إزالة التقنية، انخفض معدل اكتشاف الأطباء الذين كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بنسبة تقارب 6% مقارنة بأدائهم السابق قبل الاعتماد على التقنية.
قال الدكتور مارسين رومانشيك من أكاديمية سيليسيا في بولندا وأحد مؤلفي الدراسة: «حسب معرفتنا، هذه هي أول دراسة تشير إلى تأثير سلبي لاستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل منتظم على قدرة العاملين في الرعاية الصحية على إنجاز مهمة طبية مرتبطة بالمريض من أي نوع». وأضاف: «نتائجنا مقلقة بالنظر إلى الانتشار السريع لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الطب، ونحن بحاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث حول تأثيره على مهارات المهنيين الصحيين في مختلف المجالات الطبية.»
لا تعد هذه الدراسة فريدة من نوعها في تسليط الضوء على ضرر الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي على القدرات الإدراكية للبشر. فقد وجدت دراسة حديثة من MIT أن المشاركين في تجربة كتابة مجموعة من المقالات أظهروا، عبر مراقبة النشاط الدماغي إلكترونياً، انخفاضاً ملحوظاً في الترابط بين مناطق الدماغ لدى من استخدموا النماذج اللغوية الكبيرة، وهو ما ارتبط بضعف الذاكرة وإنتاج محتوى أقل ابتكاراً.
وبحسب الجمعية الطبية الأمريكية، يستخدم نحو ثلثي الأطباء بالفعل الذكاء الاصطناعي لأغراض متعددة، منها مهام إدارية مثل توثيق رموز الفوترة، وأيضاً في التشخيص المساعد. وتمثل نسبة الاستخدام البالغة 66% زيادة بمقدار 78% على حصة الأطباء الذين قالوا إنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي في عام 2023.