بعد تأخير لأسابيع، DeepSeek الصينية تطلق نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي
في عالم الذكاء الاصطناعي سريع التطور، تعود شركة DeepSeek الصينية للواجهة مع الإطلاق الهادئ لنموذجها v3.1، الذي يُنظر إليه اليوم كمنافس جدي لأحدث التطورات القادمة من الولايات المتحدة. وقد أُعلن عن النموذج الجديد بعد أسبوعين فقط من طرح OpenAI لنموذج GPT-5، ليجذب اهتمام الخبراء بفضل أدائه في الاختبارات، وتسعيره الاستراتيجي، وتصميمه المعتمد على الاستقلال عن التكنولوجيا الأمريكية.
أعلنت DeepSeek عن نموذج v3.1 عبر منصة WeChat ومجتمع Hugging Face. ويضم النموذج 685 مليار معامل، ما يضعه ضمن أكبر أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم. بخلاف منافسين آخرين، يعتمد النموذج على تصميم «مزيج الخبراء»، حيث يتم تنشيط الأجزاء اللازمة فقط لكل استعلام، ما يقلل من التكلفة الحاسوبية ويجعل النموذج أكثر جاذبية للمطورين الباحثين عن القوة والكفاءة معاً. كما يجمع النموذج بين سرعة الاستجابة وقدرات الاستدلال المتقدمة، ما يمنحه مرونة أكبر مقارنة بالنماذج مفتوحة المصدر الأخرى.
يرى خبراء الصناعة أن الإصدار الجديد لا يمثل قفزة كبيرة بحجم تلك التي حققها نموذج R1 مطلع العام، لكنه يظل تقدماً ملموساً. ويصف وليام فالكون، مؤسس منصة Lightning AI، التقدم المستمر لـ DeepSeek بأنه «مثير للإعجاب»، مشيراً إلى التحدي المحتمل الذي قد تواجهه OpenAI إذا لم تواكب الإصدارات المفتوحة المنافسة. وإلى جانب DeepSeek، تشمل المنافسة الصينية لاعبين كبار مثل علي بابا بنموذج Qwen، وMoonshot AI بنموذج Kimi، وبايدو بنموذج Ernie. ويعكس توقيت الإطلاق المتزامن تقريباً مع GPT-5 إصرار بكين على مجاراة الابتكار الأمريكي وربما تجاوزه.
مع ذلك، يشير المحللون إلى أن التوقعات المبالغ فيها حول الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تؤدي إلى فقاعة، حيث أظهرت دراسة لمعهد MIT أن 95% من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لم تحقق زيادة في الأرباح، وأن القيمة الحقيقية تكمن في الأتمتة الخلفية التي تبسط العمليات وتخفض التكاليف.
