شركة OpenAI تتوقع عائدات حتى 100 مليار دولار من العائدات، لكن الأرباح مؤجلة إلى 2029

مع توقع خسائر بمليارات الدولارات لسنوات والتزامات تمتد عميقاً في العقد المقبل، تعتمد توقعات OpenAI على ما إذا كانت الشركات والمستهلكون سيزيدون بشكل كبير من استعدادهم للدفع مقابل خدمات الذكاء الاصطناعي. وفي سوق لا يزال يبحث عن حالات استخدام مربحة، ليس لدى الشركة خيار كبير سوى المراهنة على أن الطلب سيلحق في النهاية بطموحاتها.
بدأت OpenAI واحدة من أكثر استراتيجيات التوسع طموحاً وأكثرها تكلفة في وادي السيليكون، حيث تنفق عشرات المليارات سنوياً بينما تسجل خسائر حادة. وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال أنه في أقل من ثلاث سنوات منذ إطلاق ChatGPT، راهنت الشركة الناشئة بمستقبلها على أن الطلب العالمي على الذكاء الاصطناعي سيقفز بسرعة كافية لتبرير التزاماتها المتنامية.
خلال الأشهر التسعة الماضية، أبرمت OpenAI عقوداً واستثمارات تفوق معظم الشركات الناشئة التقنية. فقد التزمت بنحو 60 مليار دولار سنوياً للحوسبة من أوراكل، واستثمرت 18 مليار دولار في مشروع مشترك لمراكز البيانات، وأنفقت 10 مليارات دولار على أشباه موصلات مخصصة. كما تطور جهازاً موجهاً للاستخدام الجماهيري.
ربطت هذه الصفقات OpenAI بالتزامات تصل إلى مئات المليارات خلال العقد المقبل وأعادت تشكيل تقييمات بعض الشركاء. ففي الأسبوع الماضي وحده، أضافت الاتفاقيات أكثر من 400 مليار دولار إلى القيمة السوقية لكل من برودكوم وأوراكل، مما جعل لاري إليسون، مؤسس أوراكل، أغنى رجل في العالم لوقت وجيز.
رغم هذه النفقات الاستثنائية، لا تزال OpenAI تخسر مليارات الدولارات سنوياً. وأبلغت الشركة المستثمرين أنها تتوقع 13 مليار دولار من الإيرادات هذا العام، وفقاً لتقرير من وول ستريت جورنال، لكن التوقعات الداخلية تشير إلى أن الخسائر ستستمر لسنوات.
في الخريف الماضي، قال الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، للمستثمرين إن OpenAI ستخسر 44 مليار دولار حتى عام 2029، وهو العام الذي يتوقع فيه أخيراً تحقيق أرباح. وقد شبّه ألتمان موجة الاستثمار الحالية في الذكاء الاصطناعي بعصر الإنترنت، محذراً من أن «بعض الشركات الناشئة والمستثمرين سيتعرضون للخسائر»، لكنه أكد أنه لا يتوقع أن تكون OpenAI من بين هذه الشركات الخاسرة. وتتوقع الشركة أن تتضاعف إيراداتها أكثر من ثلاث مرات هذا العام، وأن تصل مبيعاتها إلى 100 مليار دولار بحلول 2028 و200 مليار بحلول 2030.
يعتمد توسع OpenAI بشكل كبير على تأمين التمويل. فقد ضخت أبرز شركات الاستثمار في وادي السيليكون نحو 50 مليار دولار في الشركة خلال العام الماضي. وجددت Microsoft، وهي واحدة من أهم داعمي OpenAI مالياً، شراكتها في صفقة أُعلن عنها هذا الأسبوع ستساعد الشركة على إعادة الهيكلة إلى كيان ربحي، وهي خطوة ضرورية لإتاحة نحو 19 مليار دولار من التمويل الملتزم به.
لكن تحت التفاؤل يكمن سؤال حاسم: كيف يمكن تحويل الاعتماد السريع على الذكاء الاصطناعي إلى ربحية مستدامة؟ فاليوم تمتلك OpenAI أكثر من 700 مليون مستخدم لروبوت محادثتها، ChatGPT، والذي بات أسرع تطبيق استهلاكي نمواً في التاريخ، لكن معظم هؤلاء المستخدمون مجانيون ولا يدفعون مقابل الخدمة التي يحصلون عليها. ووفقاً لمسح أجرته شركة Menlo Ventures، فإن نحو 3% فقط من المستهلكين يدفعون حالياً مقابل خدمات الذكاء الاصطناعي، بإنفاق إجمالي يقارب 12 مليار دولار. وأظهر المسح أنه على الرغم من أن الناس يجربون الذكاء الاصطناعي في مهام كثيرة، فإن استعدادهم للدفع ما زال محدوداً.
كما تمتد المخاوف إلى قطاع الشركات. فقد وجد تقرير لشركة McKinsey في يونيو أن ثماني من كل عشر شركات تستخدم الذكاء الاصطناعي لم ترَ أرباحاً كبيرة. وتوصلت أبحاث MIT إلى نتائج مماثلة، مما يشير إلى أن تحول الذكاء الاصطناعي إلى تقنية لا بد منها للشركات قد يستغرق وقتاً أطول ويكون أعقد مما يتوقعه المستثمرون.
الصورة الاقتصادية الأوسع لا تزال مضطربة. ففي مارس، صرح ساتيا ناديلا، رئيس مايكروسوفت التنفيذي، أن نجاح الذكاء الاصطناعي يمكن قياسه بزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 10% سنوياً، وهو ما يعادل الثورة الصناعية. لكن تقديرات خبراء كلية وارتون الجامعية أكثر تحفظاً، إذ توقعوا أن يرفع الذكاء الاصطناعي الإنتاجية والناتج المحلي بنسبة 1.5% فقط بحلول عام 2035.
حتى بعض مؤيدي التكنولوجيا يعترفون بأن العديد من اللاعبين سيفشلون. فقد وصف ديف بلندن، مؤسس شركة رأس المال الاستثماري Link Ventures، الذكاء الاصطناعي بأنه «أكثر ما سيحول مسار التاريخ البشري»، لكنه حذر من أن الهزة المالية ستترك العديد من الشركات ومستثمريها خاسرين.