الطاقة، وليست الشرائح الإلكترونية، هي العقبة الأكبر أمام الذكاء الاصطناعي، وفقاً لرئيس مايكروسوفت

Ali Wadi Hasan

في مقابلة مشتركة حديثة جمعته بالرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان، غيّر ناديلا مسار النقاش حول تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل لافت حين أشار إلى أن توافر الطاقة أصبح التحدي المركزي في بناء بنية الذكاء الاصطناعي التحتية، لتكون الطاقة بذلك ملحة أكثر من توافر العتاد حتى.

وقال ناديلا: «العقبة الأساسية أمام توسيع أنظمة الذكاء الاصطناعي الكبرى اليوم ليست نقص وحدات معالجة الرسوميات، بل نقص الكهرباء اللازمة لتشغيلها. المشكلة الكبرى التي نواجهها الآن ليست فرطاً بالشهية نحو الحوسبة، بل نحو الطاقة. المسألة تتعلق بالقدرة على تنفيذ المشاريع بسرعة كافية بالقرب من مصادر الطاقة.»

وأوضح ناديلا أن شركته واجهت حالات كانت تمتلك فيها مخزوناً من العتاد يفوق ما تستطيع مراكز بياناتها تشغيله، مشيراً إلى أن الكهرباء هي الحلقة المفقودة.

في الواقع، بدأ الطلب المتزايد على الطاقة من الذكاء الاصطناعي يؤثر على كل جزء من المنظومة الرقمية، إذ يمكن لمراكز البيانات الحديثة المخصصة للذكاء الاصطناعي أن تستهلك طاقة تعادل استهلاك مدن صغيرة. وبعض مراكز البيانات الضخمة قيد الإنشاء يُتوقع أن تحتاج إلى طاقة تفوق الحالية بعشرين ضعفاً، مع وجود مجمعات قد تصل احتياجاتها إلى نحو 2 جيجا واط من الطاقة، أي ما يعادل تقريباً 70% من إجمالي قدرة لبنان الكهربائية.

لتلبية هذا الطلب، يسارع مشغلو مراكز البيانات إلى تأمين ما يُعرف باسم «القشور الدافئة» وهي منشآت مزودة مسبقاً ببنية تحتية للطاقة والتبريد. فالمعدات الحاسوبية لا يمكن تشغيلها قبل توافر هذه البنى، مما يدفع مزودي الخدمات السحابية وشركات الذكاء الاصطناعي إلى الانتظار أشهراً لنشر وحدات معالجة الرسوميات، بينما تبقى الخوادم في وضع الخمول بانتظار حل مشكلات الإمداد بالطاقة.

أوضح ناديلا المشكلة بصراحة قائلاً: «قد تمتلك بالفعل مجموعة من الشرائح في المخزون لا أستطيع توصيلها. في الواقع، هذه مشكلتي اليوم. ليست المشكلة في نقص الشرائح، بل في عدم وجود قشور دافئة يمكن توصيلها بها.»

منذ انحسار أزمة نقص وحدات المعالجة الرسومية عالمياً، ساهمت عمليات الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق في ارتفاع ملحوظ بتكاليف الكهرباء في العديد من المناطق. وتعد الولايات المتحدة من أكثر الدول تأثراً، إذ شهدت بعض الولايات ارتفاعاً في فواتير الكهرباء المنزلية بنسبة تصل إلى 36%.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تُعد من أكبر منتجي الكهرباء في العالم، ولا يسبقها في ذلك سوى الصين، فإن أزمة الطاقة تعني أن الإنتاج لا ينمو بالسرعة المطلوبة. وتشير تقارير حديثة إلى أن هذه الأزمة كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء قرار مايكروسوفت الأخير بنقل عشرات الآلاف من شرائح الذكاء الاصطناعي من الولايات المتحدة إلى الإمارات، إذ تستثمر الشركة 15.2 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي هناك.

بالإضافة للطاقة يؤدي الاستهلاك الهائل للطاقة من قبل الذكاء الاصطناعي إلى زيادة استخدام المياه، إذ تعتمد العديد من مراكز البيانات على أنظمة تبريد سائلة للحفاظ على أداء وحدات المعالجة الرسومية، مما يخلق تحديات في المناطق المعرضة للجفاف. وقد اضطرت بعض الشركات إلى نقل عملياتها إلى مناطق أكثر برودة لتقليل الأثر البيئي والتكاليف.

ومع اشتداد المنافسة على الطاقة، بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى تتفاوض مباشرة مع شركات المرافق للحصول على أولوية في الوصول إلى الكهرباء، ما يؤدي أحياناً إلى تداخل المشاريع والضغط على الشبكات المحلية.

من الناحية المقابلة، تتزايد التوقعات بأن الأجهزة الاستهلاكية المستقبلية قد تتمكن من تشغيل نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة مثل GPT-5 أو GPT-6 محلياً بمستويات طاقة منخفضة جداً. وأشار كل من ناديلا وألتمان إلى أنه مع تطور تكنولوجيا أشباه الموصلات، قد تسهم هذه الأجهزة منخفضة الاستهلاك في تقليل الاعتماد على مراكز البيانات المركزية الضخمة. هذا الاحتمال بدأ بالفعل في التأثير على توجهات المستثمرين، مثيراً تساؤلات حول مدى استدامة الاستثمارات الضخمة الحالية في البنية التحتية مع انتقال عمليات الحوسبة بالذكاء الاصطناعي تدريجياً نحو الأطراف.

الملخص - أخبار منتقاة من المنطقة كل أسبوع
تبقيك نشرة مينا تك البريدية الأسبوعية على اطلاع بأهم مستجدات التقنية والأعمال في المنطقة والعالم.
عبر تسجيلك، أنت تؤكد أن عمرك يزيد عن 18 عاماً وتوافق على تلقي النشرات البريدية والمحتوى الترويجي، كما توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء اشتراكك في أي وقت.
اقرأ أيضاً
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
مينا تك – أكبر منصة إعلامية باللغة العربية متخصصة في التكنولوجيا والأعمال
حقوق النشر © 2025 مينا تك. جميع الحقوق محفوظة.