الإمارات ستبني أكبر مجمع ذكاء اصطناعي في العالم خارج أمريكا

⬤ وقعت الإمارات والولايات المتحدة اتفاقية لبناء مجمع ذكاء اصطناعي عملاق بمساحة 26 كيلومتر مربع.

⬤ سيكون المجمع بطاقة تصل حتى 5 جيجا واط، مما يكفي لتشغيل 2.5 مليوناً من أحدث شرائح Nvidia.

⬤ تأتي الصفقة كأكبر الصفقات الأمريكية التقنية في المنطقة، بعد صفقات بعشرات المليارات في السعودية.

وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة اتفاقية لبناء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج الأراضي الأمريكية، وذلك ضمن ما يبدو كتحول هائل للسياسة الأمريكية تجاه تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الشرق الأوسط.

لم تذكر الدولتان نوع أو فئات شرائح الذكاء الاصطناعي التي ستستخدم في مراكز البيانات الإماراتية، لكن مصادر قالت إن الصفقة ستوفر للإمارات وصولاً موسعاً إلى شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة. ومن المتوقع أن تلعب عملاقة المجال Nvidia دوراً مهماً بالنظر إلى أن رئيسها التنفيذي، جنسن هوانغ، كان قد ظهر في لقطات متلفزة وهو يتحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي يوم أمس الخميس.

تمت هذه الصفقة، التي طال انتظارها، خلال زيارة ترامب لأبوظبي يوم الخميس، وتُعد انتصاراً كبيراً للإمارات على القيود التي كانت قد صعبت وصول معظم البلدان العالمية للشرائح الأمريكية الأكثر تطوراً. وتأتي هذه الصفقة كتتمة لخطوات كبرى خطتها الدولة في سياق ريادة الذكاء الاصطناعي مع صفقات مليارية في المجال.

تكمن أهمية الصفقة الجديدة في أن الولايات المتحدة تفرض قيوداً صارمة لمنع وصول شرائحها الأكثر تقدماً إلى الصين، لكن ونتيجة وصول الصين إلى هذه الشرائح عبر وسطاء دوليين، توسعت القيود لتشمل العديد من البلدان، مما زاد من تعقيد وصول الشرائح الإلكترونية الأكثر تطوراً للدول التي تتطلبها بشدة كما الإمارات التي تشهد نمواً هائلاً للذكاء الاصطناعي.

وفق وكالة الأنباء رويترز، ستتمكن الإمارات من استيراد 500 ألف من أحدث شرائح Nvidia للذكاء الاصطناعي سنوياً بدءاً من 2025. وفيما أن الرقم لم يتم تأكيده من أي جهات رسمية إماراتية أو أمريكية، فهو يبدو ممكناً في ظل الأرقام الهائلة المرتبطة بالمشروع.

وفق وزارة التجارة الأمريكية، سيكون جوهر الاتفاقية هو إنشاء مجمع للذكاء الاصطناعي في مدينة أبوظبي بمساحة 25.9 كيلومتر مربع (مساحة أكبر 12مرة من مساحة إمارة موناكو) وسيتطلب المجمع طاقة تبلغ 5 جيجاوات، مما سيجعله واحد من الأكبر في العالم، حيث يقدر أن هذه القدرة التشغيلية تكفي لحوالي 2.5 مليون شريحة من طراز B200، وهو أحدث إصدارات Nvidia.

وفق التقارير، سيتم بناء المجمع من قبل شركة G42 التي تتخذ من إمارة أبوظبي مقراً لها، وسيكون واحداً من أكبر المشاريع التي تحصل عليها عملاقة التقنية الإقليمية التي نمت بشكل هائل في السنوات الأخيرة.

يأتي هذا المشروع الهائل ضمن اتجاه إقليمي أكبر نحو التعاون التقني مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شهدت الأيام الماضية زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية متبوعة بقطر قبل أن يصل إلى دولة الإمارات كذلك. وعبر الجولة تم توقيع اتفاقيات تقنية عملاقة تضمنت مراكز بيانات بعشرات المليارات في السعودية من نصيب شركة «هيوماين» التي أعلن عن إطلاقها يوم الإثنين الأخير، بالإضافة لأكبر صفقة طائرات في التاريخ ستتضمن حصول الخطوط الجوية القطرية على أكثر من 200 طائرة من بوينج الأمريكية.

يذكر أن الذكاء الاصطناعي كان على رأس المواضيع التي تم نقاشها في زيارة رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، إلى واشنطن في ديسمبر المنصرم. كما أن الشركات الإماراتية مثل G42 وMGX (والتي تم إطلاقها من قبل صندوق «مبادلة» الاستثماري التابع لحكومة أبوظبي بالشراكة مع G42) تمتلك استثمارات مهمة في شركات التقنية الأمريكية، وبالأخص في عملاقتي صناعة الذكاء الاصطناعي OpenAI وxAI.