بعد سنوات من التصاميم والأفكار المكررة في عالم الهواتف الذكية، بات من الصعب إيجاد هواتف ذكية جديدة تكسر القالب وتقدم خيارات جديدة ومميزة بشكل يفاجئ المستخدم حقاً. لكن ووسط مئات الهواتف الذكية المتشابهة، صدر الجيل الثاني من هواتف Nothing مع مهمة أساسية تتركز على أن يكون مختلفاً بأكثر شكل إيجابي ممكن. والنتيجة هي هاتف مميز وغير معتاد من حيث التصميم، مع واجهة مستخدم بسيطة وأنيقة ومواصفات عالية كفاية لتضعه ضمن الفئة العليا للهواتف بسهولة. ومن بين مختلف الهواتف التي عادة ما توصف بأنها «أدوات فتح محادثة»، يبرز (Nothing Phone (2 كمحور تتركز الأنظار والاهتمام حوله في كل مكان.
بشكل مثير للاهتمام، تمتلك Nothing فلسفة مختلفة لتصميم هواتفها الذكية، فهي لا تريد للهاتف أن يكون بيد المستخدم طوال الوقت، بل أنه مصمم بحيث يتم استخدامه بشكل مقصود فقط، وبالتالي فهو يساعد المستخدمين عل تحقيق التوازن الذي يفتقده الكثيرون اليوم نتيجة تركزهم على الهواتف التي ترافقهم في كل لحظة من اليوم عادة.
ما الذي يجعل Nothing Phone (2) اختيارنا لتصميم هواتف؟
- تصميم أنيق ومتكامل مع تحسينات ليكون مريحاً لليد.
- واجهة Glyph الضوئية ونوع جديد من الإشعارات.
- لغة تصميمية مميزة مع واجهة مستخدم متناسبة معها.
- التركيز على تجربة المستخدم أكثر من الأرقام فحسب.
- توفير الخيارات لتغيير واجهة المستخدم وتخصيصها.
تصميم استثنائي وعالي الأناقة
عند النظر من الأمام، لن يكون تمييز هاتف (Nothing Phone (2 سهلاً حقاً، فهو – كما أي هاتف حديث اليوم – يمتلك شاشة كبيرة تغطي كامل واجهته مع حواف نحيفة للغاية وكاميرا تتوسط الشاشة ضمن ثقب صغير. لكن الأمر يتغير مع النظر أبعد من ذلك، وبينما بات الإطار المعدني للهاتف مع أزرار كبيرة أمراً معتاداً في الهواتف الذكية اليوم، فذلك لا ينطبق على الزجاج الخلفي للهاتف، فهو يجعله متفرداً تماماً في الوقت الحالي.
بالطبع يمتلك الهاتف كاميرا أنيقة مع نتوء صغير جداً عن الزجاج الخلفي، لكن محور التركيز هو الغطاء الخلفي، أو ربما ما هو تحت ذلك الغطاء. فبينما تأتي جميع الهواتف اليوم تقريباً مع غطاء من الزجاج المطلي الذي يخفي أجزاء الهاتف ومكوناته الداخلية، يمتلك (Nothing Phone (2 زجاجاً شفافاً يظهر تحته الملامح الأساسية لأجزاء الهاتف، لكن ليس بشكل كامل. إذ يظهر مكان الملف الخاص بالشحن اللاسلكي بالإضافة للوحة الأم وعدة أجزاء أخرى بوضوح، لكنها تبقى مغطاة بطبقة من اللون الأبيض أو الرمادي الداكن.
بالإضافة لكشف ملامح الأجزاء الداخلية لهاتف (Nothing Phone (2، فالزجاج الخلفي شفاف ليظهر الجزء الأكثر إلفاتاً للنظر في الهاتف: أضواء LED التي تشكل معاً واجهة Glyph التي أثبتت تميز هواتف Nothing منذ الجيل الماضي.
أضواء تخطف الأنظار
بالإضافة لطرق التنبيه المعتادة التي تتضمن الصوت والاهتزاز، يتيح هاتف (Nothing Phone (2 التنبيه الضوئي أيضاً عبر واجهة Glyph التي تم تقديمها في الجيل الماضي وتم تطويرها بشكل كبير منذ ذلك الحين. ففي الإصدار الأول كانت أشرطة الأضواء مكونة من 12 منطقة إضاءة مختلفة، وكانت هذه المناطق تعمل وفق 10 أنماط إضاءة محددة مسبقاً ويمكن للمستخدمين ربطها بالإشعارات كما يفضلون. لكن وفي الجيل الجديد، رفعت Nothing عدد مناطق الإضاءة إلى 33 تتوزع على عدد أكبر من أشرطة الأضواء، وبشكل أهم، باتت أنماط الإضاءة قابلة للتخصيص بشكل كامل مع قدرة المستخدم على رسم الأنماط الخاصة به وربطها مع نغمات رنين مخصصة لمختلف الإشعارات التي يتلقاها، أو ببساطة استيراد نغمات الرنين ليقوم الهاتف بتوليد أنماط ضوئية مناسبة ومتلائمة معها.
بالطبع، يمكن إيقاف الإشعارات الضوئية بشكل كامل وتجنب أنماطها المختلفة، إذ تحتاج الأضواء لتفعيلها من قبل المستخدم وتخصيصها بعد شراء الهاتف. لكن وبالدرجة الأولى، تعد هذه الأضواء إضافة مثالية للإشعارات وبالأخص للنسبة الكبيرة من المستخدمين الذين يوقفون الإشعارات الصوتية على هواتفهم طوال الوقت عادة.
تظهر واحدة من أفضل تخصيصات واجهة Glyph الضوئية في كونها أداة لتمييز الإشعارات المهمة والتي تتطلب انتباه المستخدم حقاً، وبالأخص في حالات التركيز في العمل أو الدراسة أو المهام الأخرى. إذ من الممكن إعداد الإشعارات الضوئية بشكل مستقل عن تلك الخاصة بالاهتزاز أو الرنين، وبالتالي يمكن جعل الإشعارات الأهم فقط هي التي تنير واجهة Glyph، فيما تقوم الإشعارات الأقل أهمية بتفعيل الاهتزاز فقط، ولا شك بأن الكثيرين ممن يعانون من التشتت الدائم سيقدرون ميزة كهذه كونها تحسن حياتهم بشكل حقيقي.
على الرغم من أن الإشعارات هي المهمة الأكبر ربما لأضواء الزجاج الخلفي للهاتف، فهي ليست محصورة بهذه المهمة فحسب، بل تمتلك استخدامات أخرى منوعة. وتتضمن بعض أبرز هذه الاستخدامات عرض نسبة شحن الهاتف على الشريط الموجود أعلى يمين الزجاج الخلفي، أو استخدام نفس الشريط كمؤشر للوقت المتبقي لمؤقت زمني تم ضبطه، أو حتى الاستفادة من الأضواء كتأكيد لكون ميزة الشحن العكسي تعمل عند وضع جهاز متوافق على الغطاء الخلفي للهاتف.
واجهة مستخدم مميزة وأداء قوي للهاتف
بينما يتمتع هاتف (Nothing Phone (2 بتصميم وواجهة لونية تجذب الأنظار وتقدم العديد من الفوائد دون شك، فهو ليس محصوراً بالمظاهر فقط، بل أنه يتضمن قدرات عالية تجعله هاتف فئة عليا دون شك. فشاشة الهاتف بقياس 6.7 بوصة، ودقة +FullHD، كما أنها تستخدم تقنية OLED لألوان أكثر إشباعاً ولون أسود حقيقي. كما يستخدم الهاتف شريحة Qualcomm SM8475 Snapdragon 8+ Gen 1 المصممة بدقة 4 نانو متر، وبينما تعود هذه الشريحة إلى الجيل السابق، فهي لا تزال تقدم أداءً ممتازاً وأكثر من كافٍ، وقد أسهمت في تخفيض تكاليف التصنيع، وبالتالي سعر الهاتف، وفق مؤسس الشركة.
تدعم المكونات الداخلية للهاتف واجهته الجديدة التي تركز على سهولة الاستخدام وتحسين حياة المستخدم بالدرجة الأولى. إذ تظهر الواجهة الجديدة للهاتف مجموعة من التطبيقات المصغرة بنمط ألوان أبيض وأسود، كما يضيف الهاتف مجموعة أيقونات مبسطة ومصممة لتجعل نوع الاستخدام «مقصوداً أكثر» وفق وصف الشركة. إذ تستخدم هذه الأيقونات اللونين الأبيض والأسود لتمنع الربط اللوني بالتطبيقات وتجعل المستخدم يفكر، ولو لثانية، بالتطبيق الذي يريد فتحه واستخدامه حقاً دون أن تبطئ استخدامه.
عند استخدام الهاتف، عادة ما تكون هوية الهاتف هي أول شيء يلاحظه المستخدم. فالأمر يتعدى مجموعة أيقونات أو تطبيقات مصغرة مخصصة، بل أن هناك إحساساً عاماً بالتميز والأناقة بنفس الوقت بفضل لغة تصميمية تركز على النقاط بالدرجة الأولى، وخط كتابة مميز، وأسلوب انتقال سلس بين الشاشات والقوائم وغيرها. باختصار، هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي قد لا تكون ملحوظة بمفردها، لكنها تجتمع معاً لتمنح تجربة مستخدم تجلب البهجة في كل مرة. وبينما تمتلك واجهة الهاتف الافتراضية الكثير من الميزات التي تجعلنا نوصي باستخدامها، فقد ركزت شركة Nothing على منح الخيارات للمستخدمين منذ البداية، ويمكن اختيار واجهة Google المعتادة لنظام أندرويد واستخدامها لمن يفضلون ذلك.
بالمجمل، يشكل هاتف (Nothing Phone (2 استمرارية لمقاربة تصميمية منعشة في عالم الهواتف الذكية، وبعد الجيل الأول الذي كان اختبارياً نوعاً ما (دون الانتقاص من نجاحه الكبير)، فقد صقلت الشركة هاتفها الجديد ليكون أفضل في كل ناحية تقريباً، وليقدم للمستخدم تجربة أفضل بداية من التصميم وواجهة Glyph وحتى واجهة النظام وطريقة التعامل معه. لذا، فقد كان هاتف (Nothing Phone (2 هو اختيار محرري مينا تك لفئة تصميم الهواتف.