جوجل تشتري 200 ميجا واط من طاقة الاندماج النووي قبل اختراعها حتى

من الناحية العملية، تشبه طاقة الاندماج اليوم إلى حد كبير الحوسبة الكمومية بالنسبة للشركات التقنية الكبرى، فالجميع مشغول بها ويتحدث عنها، لكنها لا تزال نظرية إلى حد بعيد ومن غير الواضح متى ستصبح متاحة بشكل عملي، إن كان ذلك سيحصل أصلاً. لكن يبدو أن عملاقة التقنية الأمريكية جوجل تمتلك منظوراً أكثر تفاؤلاً تجاه هذه التقنية.

على الرغم من الوتيرة البطيئة المؤلمة لتطوير طاقة الاندماج، فإن جوجل مستعدة للمراهنة على هذا المصدر النظري للطاقة لتلبية احتياجات مراكز بياناتها المستقبلية. فقد وقعت الشركة مؤخراً اتفاقية مع شركة Commonwealth Fusion Systems، وهي شركة مقرها ولاية ماساتشوستس الأمريكية وتخطط لبناء محطة طاقة اندماجية عملية في المستقبل القريب.

كما عمالقة التقنية الآخرون، قفزت شهية جوجل للكهرباء في السنوات الأخيرة مدفوعةً بالنمو المتفجر لمراكز بياناتها، وبالأخص مع صعود الذكاء الاصطناعي. في أحدث تقرير استدامة أصدرته، كشفت الشركة أن مراكز بياناتها استهلكت 30.8 مليون ميغاواط-ساعة من الكهرباء في 2024، مما يعني أن مراكز بياناتها ضاعفت استهلاكها للطاقة خلال أربع سنوات فقط.

تشكل مراكز البيانات الآن ما يقرب من 96% من إجمالي بصمة جوجل من الطاقة، وهو رقم يبرز مدى اعتماد عملياتها على الطاقة المستمرة وعلى نطاق واسع. ومع تضاعف أحمال عمل الذكاء الاصطناعي، تزداد الحاجة الملحة لتأمين مصادر طاقة نظيفة وموثوقة للمستقبل.

مواضيع مشابهة

بناءً على ذلك، اشترت جوجل 200 ميغاواط من قدرة توليد الكهرباء من CFS، أي ما يكفي لتغذية حوالي 200,000 منزل أميركي متوسط. هذه الطاقة لم تَنشَأ بعد، لكن CFS تهدف إلى بناء مرفق عرضي ومحطة إنتاج كاملة النطاق بحلول أوائل الثلاثينيات. ومع ذلك، لم تعلن الشركة بعد عن جدول زمني محدد لبدء توليد الطاقة الاندماجية القابلة للاستخدام.

يحمل تحرك جوجل لشراء مئات الميغاواطات من طاقة الاندماج قبل أن تصبح التقنية قابلة للتسويق دلالة على مدى إلحاح لاعبي التكنولوجيا الكبرى في البحث عن مصادر طاقة مستدامة. وهو تحرك تسمع أصداؤه في أروقة الشركات التقنية الأخرى، حيث عمدت عدة شركات كبرى مؤخراً لأساليب غير تقليدية لتوفير حصصها من الطاقة الكهربائية. فقد صرفت مايكروسوفت وميتا وأمازون وسواها عشرات ملايين الدولارات على تأهيل مفاعلات نووية قديمة وإعادة تشغيلها أو إطالة عمرها لهذه الغاية.

بالنسبة لصفقة جوجل الأحدث، فهي رهان كبير في الواقع. حيث أن الاندماج النووي هو مصدر طاقة نظرية نظيفة ووفيرة، لكنه لا يزال بعيداً عن أن يكون جاهزاً على المستوى التجاري. حيث تجري اختبارات توليد الطاقة من الاندماج النووي (وهي الطريقة التي تولد عبرها الشمس والنجوم الأخرى الطاقة) منذ عقود الآن، وفي تعبير ساخر عن كونها تستمر بالتأخر، تم وصف طاقة الاندماج النووي أنها دائماً على بعد عقد من الآن، بغض النظر عن موعد السؤال.

شارك المحتوى |
close icon